دواء الشاكين وقامع المشككين ردود وبيانات في هيئة حلقات للشيخ عبدالرحمن القاضي 5

من طرف **AGILIEDI** الإثنين يناير 28, 2013 11:58 pm

دواء الشاكين
وقامع المشككين

(مجموعة مقالات لدفع بغي الشيطان وأعوانه)

لأبي عبد الله
عبد الرحمن القاضي الحسني
حفظه الله تعالى

(الحلقة الخامسة)
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ثم أما بعد:
· أما كتب أهل العلم الخاصة بالردود على أهل الباطل أفرادًا وجماعات؛ فيعلم الله أني من أكثر الناس حرصًا عليها واستفادة منها ودعوة لغيري من الاستفادة منها القديمة والمعاصرة فمن القديم تدارسنا رد الإمام أحمد علي الزنادقة والجهمية ورد الدارمي على الجهمية ورده على المريسي ورد ابن منده علي الجهمية ورد السجزي في مسألة الحرف والصوت وردود شيخ الإسلام وتلاميذه كالصارم المنكي لابن عبد الهادي وغيرها والطلاب مشهور عندهم هذا ومن المعاصرين كتب التويجري والمعلمي والألباني والربيع وإن كنت أعتقد أن أنفعها من جهة بيان ما في الواقع اليوم من انحرافات هي كتب العلامة الربيع فهذا توفيق من الله والله يخص بعض عباده بما لا يعطي غيره وليس هذا من الغلو في الشيخ أو تفضيله تفضيلاً مطلقًا على من ذكرنا من أهل العلم، كلا، ولكن الكلام في علم الردود وإن كنا لا نعتقد فيه العصمة ولهذا لا تكاد تجد رجلاً يثرب عليه في ذلك إلا وهو صاحب بدعة وضلالة أقضت ردوده مضجعه وفضحت مذهبه وأظهرت بوائقه, ولكن أيضًا لا يعني هذا أن نهمل باقي أنواع العلوم الشرعية ويجب أن يتفطن الجميع أنه لولا ما عند الشيخ من المكنة العلمية لَمَا وسعه أن يرد على أحد فضلاً أن تكون تلك الردود موفقة فلنحتذى حذوا الشيخ طلبًا للعلم ونصرة للسنة وقمعًا لأهل الباطل .
· وأما مقولة: كل من وقع في البدعة وقعت عليه أي صار مبتدعًا دون نظر إلى البدعة ظهورًا واشتهارًا أو خفاءً وغموضًا ودون نظر إلى من وقع فيها علمًا أو جهلاً ودون اعتبار للظاهر من حاله سنة أو بدعة وغيرها من الاعتبارات فهذا قول مذموم من أقوال الغالية في الجرح من الحدادية وغيرهم ونحن منه براء. ثم ماذا نقول فيمن يبدع غيره بما لم يسبق إليه من مناطات التبديع بالبحث وراء الكلام من المقاصد والنيات فالتبديع بالظنة والتضليل بالاشتباه نسأل الله العافية والسلامة من مضلات الفتن فإني من هذا المنهج براء كله لست منه لا في قليل ولا كثير والحمد لله بل ندعو إلى عدم العجلة والرجوع إلى العلماء لمعرفة تلك الضوابط التي بها يعرف السني من المبتدع, والله المستعان.
· أما النصيحة؛ فهي لا تحجب عن مسلم كما في حديث جرير بن عبد الله البجلي وبيعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بايعه على (النصح لكل مسلم ) ويفرق في النصيحة ما إذا كان الخطأ عل الملأ سواء أذيع صوتيًّا أو كتابيًّا أو كان في خلوة ففي الحالة الأولى يجب البيان وعدم الالتفات إلى المخطئ إلا من باب الأفضلية لأن حصول التنبيه من المخطئ علي خطئه والرجوع عنه أوقع في حصول المطلوب ولعدم الاختلاف والشر بين السلفيين, وأما إذا كان في خلوة فمن الواجب عدم إذاعته إلا بعد الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم في ذلك قطعًا لدخول الضغائن والتحريش فيما بين السلفيين الذي هو عمل الشيطان, وأما أنه يجب ذكر التفصيل كلما ذكرت النصيحة فلا أعرف أحدًا من أهل العلم ألزم بهذا, بل بحسب المقام فإن الخطاب لعامة الناس ممن يجهل هذا التفصيل ليس كخطاب للسلفيين الذين يغلب على الظن معرفتهم به وليس الخطاب لقوم عندهم عجلة في النصح علي الملأ وتهورهم فيه ليس كخطاب لمن يقفل باب بيان الحق للناس بالإلزام بالنصح الخفي في كل موطن, وعلي هذا فتوجيهي للإخوة بلزوم النصح للمنصوح أولاً وأنه منهج أهل السنة معلوم أنه ليس على إطلاقه عند كل الحاضرين ولَمَّا رأيت المسارعة من بعضهم في التشهير بزعم بيان الحق وتفريطهم التفريط العظيم في النصح للمنصوح اللهم من باب إقامة الحجة على حد قول البعض من أجل الإمعان في تفويت العذر للمنصوح لما رأيت هذا بالغت في توجيههم إلى ترك هذا فيما بين السلفيين من باب (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم, دعوها فإنها منتنة) لما تنادى الرجلان فقال أحدهما يا للمهاجرين وقال الآخر يا للأنصار مع أن هذه الدعوى فيها تفصيل وإلا قد مدح الله هاتان النسبتان في كتابه ومدحهما النبي صلى الله عليه وسلم، لكن المقام زجر للدعوى المذمومة لما خرجت منهما على هذا المعنى المذموم وكذلك هذه كتب أهل العلم من المعاصرين كالعلامة الربيع مثلاً يدعو إلى الائتلاف والتراحم مع أنه في الأصل يحتاج إلى تفصيل لأن الائتلاف مع أهل البدع لا يدخل في عموم هذا النصح قطعا لكن لما كان النصح والخطاب للسلفيين, وفي وقت اشتد فيه بعض السلفيين على إخوانهم من السلفيين حتى باتت الدعوات المنحرفة في مأمن من تبيين حالها وتحذير العامة منها بل حتى قُصِّر في الدعوة إلى التوحيد من أجل هذه المشكلات فهي بحق عائق خطير أمام سير الدعوة الحقة للتوحيد والسنة لما كان ذلك كله لم يفصّل الشيخ لعدم الحاجة إليه بل الحاجة إلي التعميم أكبر فكان فعله بعدم التفصيل عين الصواب والحكمة وتفصيل ذلك يطول كما هو معلوم والحاصل أنه لكل مقام مقال وليس كل مقال لصاحبه ذكره في مقام معين من غير تفصيل يكون مذهبًا له لما تقدم بيانه والله أعلم .
· وأما منهجي في التصريح بأعيان المبتدعة؛ فهذا راجع عندي للمصلحة والمفسدة وهو عين مذهب علماء الشريعة كالعثيمين والألباني والربيع وعبيد الجابري وغيرهم من أئمة الإسلام في هذا الزمان بل جعل الشيخ ربيع الإلزام بذكر التبديع لرجل بعينه من غير نظر إلى الحكمة من صنيع الحدادية فهم إن لم تفعل ما يأمرون به من ذلك وسموك بوسم المميع والمهادن لأهل البدع وغيره من الألفاظ المعروفة, وهذه طريقتي في الدعوة في مصر ونتائجها ولله الحمد والمنة معروفة محمودة عند السلفيين, فالسلفيون والحمد لله كل يوم في زيادة وتعلم وخير وهذا من فضل الله .
· وأما الافتراء على أني أسعى للحصول على التزكيات والمدح؛ فهذا والله الذي لا إله إلا هو من المضحكات وافتراء هو أوهى من بيت العنكبوت فما لي وللتزكيات يا هؤلاء! وإنما يزكي الرجل علمه وعمله وأما أني طلبت المشاركة مع فلان أو أردت المشاركة مع فلان في الدورات العلمية أو الكذب الفاضح أيضًا أني ألححت من أجل المرافقة لدورة علمية فأقول (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) ما الحيلة فيمن كان الكذب أثمن بضائعه وأجل أعماله وأجود صنائع لسانه فنسأل الله العافية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

يتبع إن شاء الله

__________________
المعهد العلمي للدراسات الشرعية والعربية

التعديل الأخير تم بواسطة أبو يزيد علي بن محمد ; 28 - 11 - 2012 الساعة 11:33 PM