دواء الشاكين وقامع المشككين ردود وبيانات في هيئة حلقات للشيخ عبدالرحمن القاضي 3

من طرف **AGILIEDI** الإثنين يناير 28, 2013 11:57 pm

دواء الشاكين
وقامع المشككين

(مجموعة مقالات لدفع بغي الشيطان وأعوانه)

لأبي عبد الله
عبد الرحمن القاضي الحسني
حفظه الله تعالى

(الحلقة الثالثة)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ثم أما بعد:
أما العلامة الربيع؛ فكل ما ذكر من أنني أطعن فيه ولو غمزًا فهو كذب مفضوح، فمحل الشيخ في قلبي محل الأئمة الذَّابين عن هذا الدين المدافعين عن سنة سيد الخلق أجمعين، ففضله وعلمه وجهاده لا ينكره إلا أعمى البصيرة مطموس على قلبه، وإن كنا لا نعتقد فيه العصمة، أما تلاميذه فهم فوق العد كثرة من كل الأقطار، وقد تخرج به كثير من أصحاب الشهادات العليا عند توليه رئاسة قسم السنة للدراسات العليا بالجامعة الإسلامية -حرسها الله عز وجل- فنسأل الله له الثبات وحسن الخاتمة والحفظ من كل مكروه وأن يسدده وأن يوفقه للحق دائمًا, فمن ذلك:
· أني قلت عن العلامة ربيع المدخلي أنه كان إخوانيًّا, فلي تعليقان:
· الأول: فإني قلت هذا بناءً على معلوماتي القديمة عن فضيلته ومنها هذا النقل عن الإمام الوادعي.
فقد سئل الشيخ مقبل –رحمه الله تعالى- في شريط "الأسئلة الحضرمية": ما رأيك فيمن يقول عن الشيخ ربيع أنه متهّور؟
فأجاب –رحمه الله-: ((الشيخ ربيع له خبرة بمعرفة الواقع لأنه عاش مع الإخوان المفلسين زمناً طويلاً -والحمد لله- هو أحسن من يعالجون الأمور وينكر على المبتدعة ابتداعهم فأسال الله أن يحفظه)).
ثم تبين لي أنه -حفظه الله- إنما اختلط بهم لا انتسابًا وإنما دعوة لهم إلى الحق فلما رأى أنهم لا يستجيبون وأنه لا فائدة شرعية يرجوها من هذه المخالطة لهم نابذهم وتركهم .
وثانيًا: إنما قلته على سبيل المدح لفضيلته لا القدح فيه لأن من عايش القوم واختلط بهم فهو إلى العلم بحالهم والخبرة بأمرهم أكثر من غيره ولهذا كان شيخنا العلامة العثيمين -رحمة الله عليه- يحيل عليه في أكثر من مناسبة عندما يسأل عن الإخوان أو سيد قطب أو غيره من ضلالهم, ثم ما ذكرت هذا في مجلس خاص فضلاً عن العام وإنما جاءت مناسبته في ذهاب بالسيارة مع هؤلاء فيما أذكر فقط ومعلوم بدهي أنه ليس موطن تحقيق وضبط وإنما هو كلام دارج وبخاصة أنه على سبيل المدح كما أسلفت, ولو كنت أريد ذكره عامًّا لفحصت عن أصله ولبحثت عن حقيقته ولتبين لي وجهه, وإنما يستكثرون من مثل هذا لإظهاري بصورة الطعان في أهل العلم فسخنتْ عينٌ فكل من جلس إليَّ يعلم علمًا قطعيًّا كذب هؤلاء ويشهد بخلاف ما يرمون إليه, فسبيلنا أصلاً قائم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وتوقير العلماء الربانيين من أمثال الأئمة ابن باز والعثيمين والألباني والفوزان والربيع والعباد ومحمد أمان والنجمي وغيرهم من إخوانهم العلماء ممن هو على نهجهم وطريقهم وكيف لا يُرفعون وقد رَفع الله سبحانه قدْرَهم فقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
وأيضا قد تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن لا يعرف لهم حقهم فقال: (ليس منَّا من لم يُجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه).
· وأما قولهم أني انتقدت العلامة الربيع لكونه لم يرد على جماعة الإسكندرية؛ فهذا من الجهل المفضي لتأويل الكلام عن حقيقته ومن جلب خيل الطعن فِيَّ بنفس النَفَس الخبيث السابق فإن كان منِّي كلام في ذلك فهو الاستغراب المحض وليس النقد الخفي أو الظاهر للشيخ بل مع الاستغراب التمني لحصول الرد من فضيلته وكل العقلاء إذا رأوا من عالم قوة حجته في الرد على أهل الأهواء وكثرة هذه الردود وهو في كل ذلك موفق مسدد فإنه قد يستغرب لماذا لا يشتهر عنه مثل ذلك في حق هؤلاء مع أنه لا يلزم من ذلك إيجاب ذلك عليه لعلمه بوجود من قام بذلك غيره وإذا لم يتعلق الأمر بترك الواجب من ذلك فإنه لا يتوجه النقد فضلاً عن الطعن والثلب ولكن ماذا نفعل لمن مرض قلبه فأعلن على نفسه بالذم على رءوس الناس لاشتهار أن ذلك من فعل المتصيدين والمفتعلين للأخطاء فالله يكفينا الشر ما ظهر منه وما بطن .
· وأما ما ذكروه من الفرى لإصرارهم إلباسي عمامة الطَّعَّان ما حاكوه من قصة لا زمام لها ولا خطام بأني قلت أن الشيخ الربيع لا تلاميذ له وأن أخًا!!!قال لي كذا فقلت له كذا فمن هو صاحب هذه القصة يا ترى أم أنه ثقة مجعول مجهول؟!! وخبر الثقة لا يرد طبعًا, يا هؤلاء ألا دين ترعوون به عن هذه الأخلاق الذميمة, ثم هب أن أحدًا قال ذلك فما هو العيب عندها على الشيخ الربيع, ومن هو أعلى منه مقامًا عند الله لم يعبه ذلك كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: (ويأتي النبي وليس معه أحد) وقول السلف إذا كنت على الحق فأنت أهل السنة والجماعة ولو كنت لوحدك, إلا على مقاييس أهل الأهواء أنهم يجعلون كثرة التابع دليلاً على أحقية وصلاح المتبوع وأنه كتب له القبول في الأرض وهذا باطل قطعًا فقد قال الله تعالى: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ). وقال عز وجل: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) فلو كان الشيخ الربيع لوحده ومعه الحق ما ضره ذلك كيف والمنهج السلفي منتشر في الأرض راسخ الأركان ولله الحمد والمنة وكل سلفي بحق يُكنُّ لهذا الإمام الحب في الله والتوقير والاحترام وهذا مما عجله الله له في الدنيا من الذكر الجميل ونسأل الله أن يكون ما ادخره له من حسن المآل أعظم وأجل.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين

يتبع إن شاء الله تعالى

__________________
المعهد العلمي للدراسات الشرعية والعربية

التعديل الأخير تم بواسطة أبو يزيد علي بن محمد ; 28 - 11 - 2012 الساعة 11:30 PM