واجهوا أمراض الصيف بالبطيخ والأناناس... والفلفل الحار

واجهوا أمراض الصيف بالبطيخ والأناناس... والفلفل الحار
آزاديان: الحبوب الكاملة وخبز الأرز والكورن فليكس توفر الراحة النفسية في نهار الصيف الطويل

كتبت - جويس شماس:

مشمس وحار, انه باختصار الوصف الدقيق لموسم الصيف, حيث يحاول الجميع الاستمتاع بالاجازات والعطل الصيفية للشعور بالسعادة والاستمتاع بأوقات مرحة مع العائلة والاصدقاء, ما يجعل سمة "الانتباه" مفقودة وضائعة بين المأكولات اللذيذة والمتعة وأشعة الشمس, ليصاب المرء بعدد من العوارض الصحية الطارئة, والتي تسبب له الكثير من الاحيان الانزعاج والألم والحاجة في بعض الحالات لدخول المستشفى, مثل ضربات الشمس والجفاف نتيجة الجلوس لفترات طويلة تحت أشعة الشمس, أو التسمم الغذائي الناتج عن تلف الطعام بسبب الحرارة المرتفعة, ناهيك بالسمنة التي تعد من الاعراض المرضية التي تصيب الانسان بسبب العادات الغذائية, لذلك لا بد من استشارة اختصاصي تغذية بغية الحصول على نصائح وارشادات تساعد في الوقاية من امراض الصيف من خلال الغذاء والتغذية السليمة ومحاربتها في الوقت عينه.

انسجة الجسم

رغم ان فصل الصيف مخصص للراحة والاجازات والابتعاد عن المشكلات لكنه يحمل في ايامه المرحة والمريحة الكثير من المخاطر كالتعرض للامراض المختلفة خصوصاً ان ارتفاع درجة الحرارة يزيد من حالات الارهاق والاجهاد والتعب وينتج عن ذلك زيادة نسبة التعرق الذي يفقد الجسم كميات كبيرة من المياه والصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والكلوريد والتي تعرف بالالكتروليتايت بهذه العبارة يبدأ اختصاصي التغذية في مركز فوزية السلطان للتأهيل الصحي حسين رضا ازاديان حديثه عن امراض الصيف وارتباطها بالغذاء والتغذية, ويقول: تؤدي زيادة فقدان هذه المكونات الى ارتفاع درجة حرارة انسجة الجسم الداخلية فيكون الجسم عرضة للاجهاد والارهاق نظراً لغياب التوافق بين عملية الانقباض والارتخاء التي يتحكم فيها وجود توازن في الجسم بين الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم ما يسبب مشكلات واضرارا للجسم ويعزز افراز العراق بغية المحافظة على درجة حرارته الطبيعية ويرتب عليه تعويض ما يفقده الجسم من العرق عن طريق الاكثار من شرب المياه مع بعض السوائل مثل العصائر الطبيعية لأن جسم الانسان يحتاج الى زيادة الكمية بين 2 الى 2.5 لتر اي نحو 10 اكواب لمواجهة تناقص المياه وينصح بتناول بعض الاطعمة مثل الخضراوات والفاكهة واهمها البطيخ والاناناس. وفي الحديث عن فقدان الماء تتفاقم المشكلة بسبب ظاهرة اخذ حمامات الشمس للحصول على لون اسمر يشير ازاديان الى ان هذا يساهم بفقدان كبير للسوائل داخل الجسم وفي هذه الحالة يجب استخدام المرطبات السطحية للحماية من اشعة الشمس بالتزامن مع الترطيب الداخلي للجسم اي شرب الماء.

اختلال توازن

مع دخول فصل الصيف عادة ما يكون النهار طويلاً والليل قصيراً ما يلعب دوراً رئيسياً في اختلال توازن الجسم وتتغير عادات النوم بسبب اختلاف في عدد ساعات النوم في حين ان ارتفاع درجة الحرارة تؤدي الى العصبية والسترس والارق والقلق لكن يمكن التخفيف من وطأة هذه المشكلات النفسية الطارئة بتناول انواع معينة من الاطعمة والمأكولات مثل النشويات المركبة كالحبوب الكاملة وخبز الارز والصمون الاسمر وبعض انواع الكورن فلكس لانها تحفز الدماغ على افراز هرمون السيروتونين اي هرمون السعادة ليشعر المرء بنوع من الراحة النفسية ويساعد على التقليل من الضغط النفسي والبرتقال بسبب احتوائه على فيتامين »ج« لانه يعمل على تقليل هرمونات التوتر لاحتوائها على مادة المغنسيوم لمحاربة الارهاق والتعب والصداع بنسبة معينة ما يقلل نسبياً من التوتر والاعتصاب المصاحبة لهذه الاعراض والاسماك الدهنية والمكسرات مثل السلمون والتونا لانها غنية بالاحماض الدهنية »زيوت اوميغا ثلاثة« و»فيتامين »ب6« و»ب12« التي تعمل على تنظيم الجهاز الدوري من ارتفاع في ضغط الدم وتساعد على افراز هرمونات السعادة والحليب الذي يحتوي على مضادات اكسدة وفيتامين »ب2« و»ب12« وكالسيوم وبروتين تحديدا حمض الاميني »ثايروسين« لتقوية المناعة والتخلص من الشوارد الحرة المسببة لمشكلات القلب وتنظيم الاشارات العصبية التي تفرز في النهاية هرمونات السعادة كما ان الكورن فلكس احد مهدئات الاعصاب ويجب شرب الحليب كفطور او عشاء لانهما يعملان بدرجة ممتازة على التخفيف من الضغوطات النفسية لتسهيل النوم.
اما التمر الغني بالبوتاسيوم وحمض الاميني »ثيروسين« وقليل الصوديوم فهو مفيد جداً وفعال في فصل الصيف, ويؤكد ازاديان ان التمر يساعد على تنظيم ضربات القلب والوقاية من ارتفاع ضغط الدم وافراز هرمون »سيروتونين«.

الصيف والترطيب

يعد الجفاف من ابرز المشكلات التي تصيب المرء في الصيف, خصوصاً ان معدلات الحرارة المرتفعة جداً تؤثر على سلامة الجسم, كما انها مشكلة مرتبطة بالغذاء والتغذية بشكل كبير, حيث يتوجب على المرء شرب كميات كبيرة من الماء والاكثار من تناول المأكولات الغنية بالفيتامينات والمعادن, المتوافرة في الخضراوات والفاكهة, بغية تعويض السوائل التي يخسرها الجسم ومده بما ينقصه ليحارب الجفاف ويعيد الترطيب اليه, لأنه مليئة بالعصائر وموجودة بأصناف وانواع عديدة وبمتناول الجميع, ما يجعل الخيارات متاحة, مثل الفراولة والبطيخ الاحمر والاصفر والخيار والبروكولي والبرتقال والليمون الحامض, سواء اوكلت نيئة او مشوية او مطبوخة او ممزوجة مع اصناف اخرى, كونها تملئ المعدة وتمنح الشعور بالشبع وتمنع الرغبة في تناول أطعمة غنية بالدهون وتؤدي واجبها المطلوب اي الترطيب ومحاربة الجفاف. كذلك, تمتاز الخضراوات والفاكهة بأنها غنية بالالياف, لتساعد في تسهيل عمل الجهاز الهضمي والقلب والاوعية الدموية. اما بالنسبة الى الرياضيين الذين يقضون ساعات طويلة في التدريبات وممارسة التمارين, يفضل ان يكثروا من شرب المشروبات الرياضية كي يمنعوا اصابتهم بالجفاف والمحافظة على الترطيب المطلوب لأجسامهم.

الشمس و"مضاداتها"

ولأنها غنية بمضادات الاكسدة, تحارب الخضراوات والفاكهة, تحديداً الحمراء اللون كالفراولة والتوت والجزر, الاشعة فوق البنفسجية الضارة, مقاومة لضربات الشمس, غير ان هناك ثلاث عناصر غذائية تلعب دوراً فعالاً في الحماية من آثار اشعة الشمس والوقاية منها; السلينيوم والفيتامين "سي" و"اي", حتى انها تساعد على التقليل من ظهور علامات الشيخوخة والتجاعيد الناتجة عن عوامل التقدم في السن والمناخ والبيئة المحيطة بالانسان.
تعد اللحوم الحمراء والاسماك والدجاج والحبوب من الأطعمة الغنية بالسلنيوم, في حين ان الفواكه الحمضية والملفوف بأنواعه المختلفة والخضراوات الخضراء كالسبانخ والملوخية والفلفل والبطيخ الاصفر والاخضر "كنتلوب" والفراولة والخس والبطاطا والبابايا والمانغو غنية بالفيتامين "سي", بينما يمكن ايجاد الفيتامين "اي" في الزيوت النباتية والورقيات الخضراء كالسبانخ والملوخية وخميرة القمح والحبوب الكاملة والكبدة وصفار البيض والمكسرات, غير ان فوائدها وايجابياتها تتخطى محاربة ضربات الشمس واشعتها القوية, لأنها مفيدة لصحة القلب وتمنع الاصابة بأمراض السرطان الكثيرة, ما يجعل هذه المضادات للاكسدة موجودة في سلسلة كبيرة من المأكولات والاطعمة, بحيث ان وجبة متوازنة وتحتوي على عدد من هذه الاصناف كفيل بصد الجلد للشمس واشعتها الحارقة.

نشاط بدني

وبعد استعراض بعض الاطعمة المساعدة على التقليل من التوتر النفسي والارق يقول ازاديان يجب عدم نسيان العوامل الاخرى مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام او النشاط البدني والنوم لمدة كافية للمساعدة على التخفيف من اثار التوتر وخاصة في فصل الصيف ومن الامور التي تؤثر على صحة الانسان في فصل الصيف التعرض للحرارة المرتفعة والمنخفضة الناتجة عن السباحة في البحر او الاحواض او الانتقال من درجة حرارة عالية الى اخرى منخفضة واختلاف نمط الحياة تؤدي الى نزلات البرد أو الانفلونزا او الحمى لكن الوقاية من اثارها سهلة, عن طريق التدرج بالتنقل من الاماكن الباردة الى الحارة او تقوية الجهاز المناعي عن طريق تناول فيتامين »ج« ومصادره الموجودة في انواع الحمضيات المختلفة كالبرتقال والكيوي والليمون الحامض والانانس والفراولة والجوافه والفلفل الحار ومصادر منتجات الحليب والالبان خالية الدسم التي تساعد على تقوية المناعة في الجسم لاحتوائها على البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم.

الفراغ والسمنة

مع دخول فترة الصيف وانتهاء الدراسة يلجأ البعض الى اخذ الاجازة والاستمتاع بالعطلة الصيفية لتكثر فيها وقت الفراغ واختلاف شديد في نمط الحياة ما يرفع من نسب اكتساب كيلوغرامات اضافية ليكون الصيف من احد مسببات السمنة حيث يحاول المرء اشغال وقت الفراغ في تناول الطعام والسهر لساعات الفجر, ما يسبب الخمول بينما يجد الكثيرون صعوبة في الالتزام بنظام غذائي ويقول ازادايان الحل الانسب يكمن في تنظيم وقت النوم والوجبات واشغال وقت الفراغ بنشاطات معينة كالذهاب الى النادي عوضاً عن الاكل كي يساعدوا انفسهم على التخلص من اي وزن زائد لوجود اعتقاد سائد يقوم على اساس ان الطعام يسد وقت الفراغ ويمنح المرء المتعة والراحة.
ولابد من ذكر مشكلة اكتساب كيلوغرامات اضافية خلال فترة الصيف, خصوصاً انه موسم اجازات وسفر وراحة يكثر فيه وجود الاطايب, التي تكون عادة مغرية وشهية, كالمشويات من لحوم حمراء ودجاج واسماك ونقانق وبرغر, غير انها قد تكون مؤذية ومليئة بالدهون, لكن تناول صنف واحد كوجبة رئيسية يجعل من المعادلة متوازنة ومقبولة, وعلى سبيل المثال, يمكن الاختيار بين قطعة من لحم البقر او الدجاج بحجم كف اليد, او قطعة واحدة من النقانق او البرغر, او قطعة من السمك, رغم ان الافضلية تبقى للاسماك والدجاج لأن نسبة الدهون المشبعة وكمياتها قليلة مقارنة باللحوم الحمراء تحتوي على كميات كبيرة من الدهون. ويجب شي اللحوم جيداً وتناولها طازجة وساخنة, ثم حفظ المتبقي منها جيداً, لان ارتفاع الحرارة قد تؤدي الى تكاثر الجراثيم او الميكروبات التي تنتقل عن طريق الطعام, في حين ان الشي على الفحم يرفع من احتمال تلوثها بكيماويات على عكس الخضراوات المشوية, لأنها تصدرها بشكل تلقائي, بينما ينصح بالتقليل من استهلاك النقائق واللحوم المقددة لأنها تحتوي على النترات, التي تعتبر من المواد الحافظة والاصطناعية والملونة, التي تسبب عدداً من الامراض والمشكلات الصحية, ابرزها السرطان.
ويمكن شي الكوسا والاناناس والطماطم واصناف لا تعد ولا تحصى من الخضراوات والفاكهة, كبديل عن اللحوم, حيث يستحسن شي كل منها على حدة او على الاسياخ الخشبية للحصول على مشويات بألوان جميلة ومنسقة, فضلاً عن ان البرغر النباتي يعد حلاً بديلاً مثالياً, لأن المرء يستفيد من فوائد الخضراوات ويقلل من نسبة الدهون المشبعة التي يستهلكها.
اما بالنسبة الى الصلصات التي تقدم عادة مع المشويات, فهي ضارة ايضاً, لأنها تزيد من عدد الوحدات الحرارية وكمية الصوديوم, لكن يمكن تناول القليل منها, شرط ان تكون مطهوة ومعرضة للنار, لأن بعضها قد يحتوي على سوائل من اللحوم, والتي تسبب احياناً حالات التسمم الغذائي, فضلاً عن ان يعد المايونيز من الاصناف المعرضة للتلف بسبب الحرارة المرتفعة, كما ان وحدته الحرارية مرتفعة ايضاً, غير ان اختيار صلصات اخرى صحية ولذيذة.
وبالانتقال الى الآيس كريم والسوربيه والزبادي المحلى بالفاكهة, فيعتمد الامر على المواد المستخدمة والكمية المستهلكة, رغم انه من المأكولات الصيفية بامتياز والتي تخفف من وطأة الحرارة والشعور بالظمأ, لكن يجب انتقاء الانواع المصنوعة بمواد طبيعية قدر المستطاع للتخفيف من الوحدات الزائدة والدهون المشبعة, وعادة ما ينقسم التوجه في ما يتعلق بالايس كريم الى قسمين, تناول الآيس كريم مرة او مرتين يومياً, في حين يمكن تناول نصف كوب من البوظة قليلة الدسم او الزبادي المحلى والمثلج, والذين يحبون الآيس كريم المثلج على نكهات الفاكهة, فلن يشعروا بتأنيب الضمير لأنها عادة تكون صحية اكثر من الآيس كريم العادي, حتى ان بعضها خال من الدسم ويحتوي على وحدات حرارية قليلة.
وبالعودة الى "الاطايب" المالحة, لابد من الاتنباه الى "الوجبات الخفيفة", التي تكون في الغالب غنية بالاملاح اي الصوديوم, ما يجعلها من الاسباب المساعدة على تبخر السوائل من الجسم والاصابة بالجفاف.