الإيدز ( نقص المناعة المكتسبة ) وتأثيره على القلب

الإيدز ( نقص المناعة المكتسبة ) وتأثيره على القلب

مقدمة


يعتبر مرض الإيدز أخطر الأمراض المسببة لنقص المناعة وانهيار قدرة جسم الإنسان على وقاية نفسه من الالتهابات المختلفة ، إن مرض الإيدز مرض يؤدي إلى تلف بعض كريات الدم البيضاء التي تلعب دوراً مهماً وأساسياً في النظام الدفاعي للجسم . وقد أطلق على الفيروس المسبب لهذا المرض فيروس نقص المناعة المكتسبة عند الإنسان ومازال المصدر الأساسي لهذا الفيروس مجهولاً فكان ظهوره في أوائل السبعينات قبل وقت طويل من تمكن العلماء من تغيير طبيعة الفيروسات بتنظيم المورثات الجينية .

طرق العدوى
إن مرض الإيدز هو في الأساس مرض ينتقل عن طريق الممارسات الجنسية غير الشرعية مع أشخاص حاملين للمرض لكنه قد ينتقل أيضاً عن طريق نقل الدم أو منتجاته لمريض بمكونات ملوثة بفيروس الإيدز أو من خلال استعمال حقن وإبر الحقن الملوثة بفيروس الإيدز بين مدمنين المخدرات أو استعمال أجهزة طبية ملوثة لم يتم تعقيمها جيداً قبل أداء أي إجراء جراحي معين للمريض .
إن مرض الإيدز لا ينتقل من خلال الملامسة الاجتماعية العادية كالسكن مع مصاب في نفس المنزل أو العمل بجانبه أو تمريضه .

تكاثر الفيروس
يتكاثر فيروس الإيدز داخل نوع محدد من كريات الدم البيضاء المسماة ( T4 ) تي 4 فهو يستولي على المواد الموجودة في نواة الخلية لإنتاج المزيد من جسيمات الفيروس ومن بعدها تموت الخلية المصابة وينطلق منها عدد كبير من فيروسات الإيدز للدم ليصيب أعداداً أخرى من خلايا ( T4 ) تي 4 وبذلك ينخفض عدد هذه الخلايا لمستوى شديد الانخفاض يجعل الشخص عرضة للإصابة بدرجة غير طبيعية بالتهابات رئوية أو بالغدد الليمفاوية أو التهابات بالمخ أو السحايا وظهور أشكال مختلفة من أمراض السرطان .

الأعراض
لا تظهر أية أعراض مرضية عند كثير من الأشخاص الذين انتقل فيروس الإيدز إلى أجسامهم لكن بعضهم قد يصاب لفترة قصيرة بحمى بسيطة مع انتفاخ والتهاب للغدد الليمفاوية في العنق والإبطين وبعض المرضى قد تظهر عليه أعراض التهاب السحايا لكنها سرعان ما تختفي دون الحاجة إلى علاج خلال فترة بسيطة من المعروف أن كثيراً من المصابين بفيروس الإيدز يبقون في صحة جيدة لمدة طويلة قد تزيد عن خمس سنوات ، وعلى أية حالات تختلف حالات الإيدز وأعراضها من شخص لآخر فقد يتطور المرض ويشمل أعراض أخرى خطيرة بسبب انخفاض الصفائح الدموية والتهاب المخ والأعضاء الحيوية الأخرى .

التشخيص
إن تشخيص المرض ينتج عن تجميع معلومات شخصية عن المريض وسلوكه بالإصابة إلى ذكر الأعراض المصاحبة مع اكتشاف بعض العلامات المرضية المعينة التي ترفع نسبة الشك إلى شبه يقين عند الطبيب مثل تضخم الغدد الليمفاوية وارتفاع حرارة الجسم غير معروفة السبب وتكرر الالتهابات الرئوية وظهور مرض الدرن الرئوي أو ظهور الدرن في أماكن أخرى كما أن التهابات الجهاز العصبي وظهور بعض السرطانات الجلدية قد تزيد من احتمال وجود مرض الإيدز إضافة إلى ما ذكر فإن الفحوص المخبرية مهمة مثل قياس مستوى خلايا تي 4 والبحث عن الفيروس وأجسامه المضادة في الدم والأنسجة الأخرى .

المخاطر
كما ذكرنا في السابق فإن الأعراض والإصابات تختلف من شخص لآخر إلا أنها في نهاية الأمر رغم معالجتها بأدوية مضادة للجراثيم وفيروسات الإيدز يظل المرضى فريسة للالتهابات المتكررة التي قد تصيب أي جهاز حيوي قد يؤدي إلى فقدان الوزن واستمرار الضعف العام والموت في نهاية الأمر .

الإيدز والقلب
تشير الأبحاث العلمية والملاحظات الطبية أن نسبة تأثر القلب عند مرضى الإيدز تتراوح ما بين 25- 50% من المرضى وتظهر العلامات السريرية الدالة على إصابة القلب عند 10-25 % من المرضى بناء على درجة خطورة الإصابة بمرض الإيدز .
ومن علامات تأثر القلب بمرض الإيدز
1- التهاب عضلة القلب عند 40-52 % .
2- إلتهاب الغشاء المغلف للقلب ( التامور ) عند 18—40 % مع احتمال تجمع سوائل بتجويف ذلك الغشاء قد يؤدي إلى ضغط خطير على القلب ومنعه من أداء وظيفته وربما يؤدي إلى انخفاض حاد بضغط الدم الشرياني .
3- هبوط إحتقاني خطير لوظيفة عضلة القلب خاصة البطين الأيسر بسبب تمدده وضعفه عند 10-42 % من المرضى وقد يكون المرضى في وضع صحي حرج مع ظهور كل الأعراض والعلامات السريرية المتعارف عليها عند تدهور وظيفة القلب كمضخة للدم .
4- قد يؤثر المرض على الغشاء المبطن للقلب مع التهاب الصمامات القلبية عند 7% من مرضى الإيدز غير المدمنين على المخدرات أما المدمنين على المخدرات فإن إصابة الصمامات لديهم ترتفع إلى 67% من حالات مرضى الإيدز .
5- إصابة القلب بأنواع مختلفة من السرطانات أشهرها كابوسي سركوما والأخرى الليمفوما القلبية .
6- وكما لا يخفى على الجميع فإن استخدام العلاجات السامة القاتلة لفيروس الإيدز والعلاجات المستخدمة ضد الالتهابات المختلفة قد يكون لها مضاعفات خطيرة على القلب والأوعية الدموية .

كيفية علاج أمراض القلب
يتم التعامل مع كل مرض قلبي للمصابين بالإيدز مثل المرضى الآخرين المصابين بأمراض القلب إلا أنه في غالب الأحيان يكون تدهور المرض القلبي أسرع رغم العلاجات المكثفة ونادراً ما تظهر علامات تحسن مع العلاج .
ولعلي في الختام أذكر القارئ العزيز أن العفة والاستقامة من أساس تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف لتنعم بصحة وعافية بعيدة عن الأمراض المعدية مثل الإيدز والزهري والكبد الوبائي كما أنني أنصح الجميع بالحرص على عدم نقل الدم أو منتجاته من خارج الوطن أو في الدول التي لاتطبق عملية فحص الدم فحصاً دقيقاً أو أستخدام الدماء التي لم يعرف مصدرها . علماً أن المملكة العربية السعودية منعت استيراد الدم منذ أكثر من 10 سنوات ويتم فحص دم المتبرع بالدم فحصاً مخبرياً دقيقاً جداً .