المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
أجزاء جهاز المناعة ومعلومات شيقة عن المناعة
صفحة 1 من اصل 1
أجزاء جهاز المناعة ومعلومات شيقة عن المناعة
أجزاء جهاز المناعة ومعلومات شيقة عن المناعة
الاستجابة المناعية
هناك شكلان للاستجابة المناعية 1- الاستجابة المناعية الخلطية 2- الاستجابةالمناعية ذات الوسيط الخلوي. ويختلف الشكلان في أجزاء جهاز المناعة الداخلة فيالاستجابة المناعية. وتحفز العديد من المستضدات كلا شكلي الاستجابة المناعية.
الاستجابة المناعية الخلطية
تبدأ الاستجابة المناعية الخلطية عندماتكتشف لمفاوية بائية مستضدًا. وتنتج اللمفاويات البائية في نقي العظم، وتنضج فيه. وتستجيب كل لمفاوية بائية ضد مستضد معين. فبعد أن تلتصق بالمستضد تنقسم الخليةالبائية إلى خلايا متشابهة. وتنضج بعض هذه الخلايا إلى خلايا بلازمية تنتج الأجسامالمضادة التي تكافح العدوى.
الاستجابة المناعية الخلطية.يسمى هذا النوع من الاستجابة أحيانًا الاستجابة المناعية بالأجسام المضادة، وذلك لاستخدام الأجسام المضادة فيالاستجابة المناعية. وتشير صفة الخلطيةإلى السوائل الجسمية التي تحملالأجسام المضادة. والأجسام المضادة جزيئات بروتينية تنتجها اللمفاويات البائيةوخلايا البلازما، وتسمى أحيانًا الجلوبيلينات المناعية. وهي تقي الجسم منالعدوى والذيفانات (السموم) التي تفرزها بعض أنواع البكتيريا.
وأول خطوة في الاستجابة الخلطية هي تعرف لمفاوية بائية علي مستضد معين. فكللمفاوية بائية عالية التخصصـ أي تستجيب لمستضد معين واحد فقط. وعندما تتعرفاللمفاوية البائية على المستضد الخاص بها تلصق نفسها به، ثم تنقسم إلى عدد منالخلايا المتشابهة، التي تنمو إلى خلايا بلازمية أو إلى لمفاويات بائية ذاكرية. وتنتج الخلايا البلازمية كمية كبيرة من الأجسام المضادة التي تدور عبر الأوعيةاللمفاوية ومجرى الدم لتحارب العدوى. وتمكن اللمفاويات البائية الذاكريةالجهاز المناعي من الاستجابة بسرعة في حالة إصابة الجسم بنفس المستضد لاحقًا. وتخزنهذه اللمفاويات في الأعضاء اللمفاوية لحين الحاجة.
وتحارب الأجسام المضادة العدوى بطرق متعددة. فبعض الأجسام المضادة، على سبيلالمثال، تغلف المستضدات لتتمكن البلاعم والعدلات من بلعمتها بسهولة. وتعادل الأجسامالمضادة أيضًا الذيفانات التي تفرزها البكتيريا.
وتدافع بعض أنواع الأجسام المضادة عن الجسم ضد العدوى بتنشيط مجموعة منالبروتينات تسمىالمتممة، توجد في الجزء الصافي من الدم، الذي يسمى المصل. وعند تنشيط المتممة تصبح قادرة على المساعدة في ردود الأفعال التي تقتلالبكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا. فعلى سبيل المثال، تساعد المتممة في عمليةالبلعمة. ويمكن بلعمة البكتيريا بفعالية أكبر عندما تغلف بالجسم المضاد والمتممةمعًا بدلاً من أن تغلف بالجسم المضاد فقط أو المتممة فقط. وفي إمكان بروتيناتالمتممة أيضًا جذب خلايا الدم البيضاء المكافحة للأمراض إلى منطقة العدوى. والأجسامالمضادة، مثل اللمفاويات البائية، عالية التخصص، أي، يعمل كل منها بكفاءة ضد مستضدمعين.
وتتفاوت تأثيرات المستضدات على الجسم. ففي بعض الحالات ينتج الجسم أجسامًا مضادةكافية لمنع ظهور الأعراض عند دخول المستضدات الغريبة إلى الجسم. وفي حالات أخرى لاينتج الجسم الأجسام المضادة الكافية لمنع ظهور الأعراض، ولكن الأجسام المضادة تساعدفي شفاء المريض.
ويختلف جهاز المناعة من شخص إلى آخر اعتمادًا، إلى حد كبير، على الوراثة. ونتيجةلذلك تختلف استجابة كل فرد ضد المستضدات. فعلى سبيل المثال، لا يتأثر جهاز المناعةلدى معظم الناس بحبوب اللقاح، ولكن المصابين بنوع من الحساسية يسمى حمى القشيتأثرون بها، حيث تحفز هذه الحبوب ـ بوصفها مستضدات ـ الاستجابة المناعية.
الاستجابة المناعية ذات الوسيط الخلوي
يحدث هذا النوع من الاستجابة بفعلاللمفاويات التائية التي تنتج في نقي العظم وتنضج في التوتة. في البداية تهضمالخلية المهيئة للمستضدات المستضد إلى قطع صغيرة تسمىالببتيدات المستضدية.وترتبط هذه الببتيدات ببروتينات تركيبة التوافق النسيجي الرئيسية، المعروفة باسمهاالمختصر بروتينات م هـ ك، لتكوينتركيبات م هـ ك الببتيدية. ويبدأ تنشيطالخلية التائية بارتباط تركيبة م هـ ك الببتيدية بمستقبلة الخلية التائية.
الاستجابة المناعية ذات الوسيطالخلوي.يحدث هذا النوع من الاستجابة بفعل اللمفاويات التائية ومنتجاتهاالكيميائية. واللمفاويات التائية عالية التخصص، ولا تستجيب إلا لمستضدات معينة.ويساعد نوعان متخصصان من البروتينات هما بروتينات تركيبة التوافق النسيجي الرئيسية، المعروفة باسمها المختصر بروتينات م هـ ك، و بروتينات مستقبلات الخلايا التائيةفي تحديد استجابة اللمفاوية التائية ضد مستضد معين. وتوجدبروتينات م هـ ك على السطوح الخارجية لمعظم الخلايا، بينما توجد بروتينات مستقبلاتالخلايا التائية على سطوح اللمفاويات التائية.
تبدأ الخطوة الأولى في الاستجابة ذات الوسيط الخلوي بعمل البلاعم وغيرها منالخلايا المهيئة للمستضدات. فبعد دخول مستضد ما إلى الجسم تبتلع الخلايا المهيئةللمستضدات المستضد وتهضمه إلى قطع تسمى الببتيدات المستضدية. وترتبطبروتينات م هـ ك بالببتيدات لتكوين تركيبات م هـ ك الببتيدية، التي تسمىأيضًا تركيبات م هـ ك المستضدية، حيث يحدث هذا الارتباط بين بروتينات م هـ كمعينة وببتيدات متخصصة. وبعد ذلك تعرَّض تركيبات م هـ ك الببتيدية على سطوح الخلاياالمهيئة للمستضدات.
وعند تعريض تركيبات م هـ ك الببتيدية تختبر مستقبلات الخلايا التائية علىاللمفاويات التائية المجاورة هذه التركيبات لتحديد إمكانية ارتباط اللمفاوياتالتائية بها، حيث تتطابق تركيبات م هـ ك ببتيدية معينة مع مستقبلات خلايا تائيةمعينة، تمامًا مثلما تتطابق المفاتيح مع الأقفال. وبحدوث التطابق بين تركيبات م هـك الببتيدية ومستقبلات الخلايا التائية تُرسل أول إشارة لتنشيط اللمفاوياتالتائية.
ويتطلب تنشيط اللمفاويات التائية أيضًا إشارة ثانية من الجزيئات الإضافيةالموجودة على سطوح الخلايا المهيئة للمستضدات والخلايا التائية. وتتهيأ هذهالجزيئات للعمل عندما تختبر مستقبلات الخلايا التائية تركيبات م هـ ك الببتيدية. ولا تنشَّط سوى اللمفاويات التي تستقبل إشارتين خاصتين ـ إشارة من مستقبلات خلاياهاالتائية وأخرى من جزيئاتها الإضافية. وبمجرد تنشيطها تبدأ اللمفاويات التائية فيالتكاثر، ثم تُطلق من الأعضاء اللمفاوية إلى مجرى الدم والأوعية اللمفاوية لمكافحةالعدوى.
ويتوقف نوع الخلية التائية المشاركة في الاستجابة ذات الوسيط الخلوي على نوعالمستضد. ففي الخلايا المصابة بالفيروسات تنشط المستضدات عادة اللمفاويات التائية السامة للخلايا، التي تقتل الخلية المصابة. وتنشط مستضدات أخرى اللمفاويات التائية المساعدةلإفراز مواد كيميائية تسمىاللمفوكينات،تنتمي إلى مجموعة من المواد الكيميائية تسمى السيتوكينات. ويحفز نوع مناللمفوكينات إنتاج ونمو اللمفاويات التائية السامة للخلايا، لقتل الخلية المصابة،بينما تسبب أنواع أخرى تجمع البلاعم في منطقة الإصابة، وتساعدها على تدمير الكائناتالدخيلة.
ومن مجموعات اللمفاويات التي تدافع عن الجسم ضد الفيروسات والأورام الخلايا القاتلة طبيعيًا.وهذه الخلايا تختلف عن اللمفاويات الأخرى في عدة أوجه. فهيعلى سبيل المثال لا تحتاج مساعدة مستقبلات الخلايا التائية، كما أن عملها لا يتطلبتنشيط تركيبات م هـ ك الببتيدية. وعوضًا عن ذلك تقتل الخلايا القاتلة طبيعيًاالخلايا المحتوية على المواد الغريبة.
وبعد أن يتم جهاز المناعة معالجة العدوى تفرز الخلايا التائية لمفوكينات تكبتالاستجابة المناعية أو تعطلها، وبذلك يتوقف إنتاج اللمفاويات التائية المناسبة،وينتج عن ذلك موت الكثير من الخلايا التائية المنشطة. ولكن بعضها تخزن في الأعضاءاللمفاوية، حيث تبقى هناك مهيأة لمكافحة أي عدوى مماثلة عند الحاجة.
وتؤدي الاستجابة المناعية ذات الوسيط الخلوي دورًا مهمًا في نجاح أو فشل زراعةالأعضاء. فمانحو الأعضاء ومتلقوها مختلفون وراثيًا، وذلك باستثناء التوائمالمتطابقة التي تحمل نفس التركيب الوراثي. ونتيجة لذلك يعامل جهاز المناعة في جسمالمتلقي العضو المزروع معاملة العضو الغريب، مما يؤدي إلى استثارة الاستجابةالمناعية ذات الوسيط الخلوي، وبالتالي تدمير العضو المزروع أو رفضه. ولتقليل احتمالرفض العضو يحاول الأطباء إجراء عمليات زراعة الأعضاء بين المانحين والمتلقينالمتشابهين في تركيبهم الوراثي، ويستخدمون أدوية تسمى الأدوية الكابتة للمناعة، التي تمنع الاستجابة المناعية من الحدوث أو تحد نشاطها.
كيف ينمي الجسم المناعة
هناك نوعان من المناعة:
1- المناعة الفاعلة
2- المناعة المنفعلة.
المناعة الفاعلة.يكتسب الجسم هذا النوع من المناعة عنددخول مستضد معين عن طريق العدوى أو التلقيح، حيث تصبح الخلايا البائية الذاكريةوالخلايا التائية قادرة على الاستجابة ضد أي هجوم لاحق من نفس المستضد بسرعة أكبرمن سرعة استجابتها الأولى. وتكون الاستجابة المناعية اللاحقة أقوى من الاستجابةالأولى، وتدوم لفترة أطول.
وتدوم المناعة ضد بعض الأمراض لفترة أطول من الفترة التي تستغرقها المناعة ضدأمراض أخرى. فإصابة الشخص بفيروس الحمى الصفراء، على سبيل المثال، يقي الشخص من أيإصابة لاحقة بالفيروس بصفة دائمة. وينتج هذا المرض عن الإصابة بنوع واحد منالفيروسات، بينما ينتج الزكام مثلاً عن الإصابة بأنواع متعددة من الفيروسات. ولأنالجسم معرض باستمرار لأنواع مختلفة من فيروسات الزكام فإن المناعة ضد هذا المرضليست دائمة، حيث لاتوفر الإصابة بنوع واحد من هذه الفيروسات الحماية ضد الأنواعالأخرى.
ولدى العديد من الناس مناعة فاعلة ضد مرض معين، دون أن يدروا ذلك، حيث اكتسبواالمناعة بسبب إصابتهم يومًا ما بشكل خفيف من المرض لم يحدث لديهم الإحساس بالمرض،ولكن الجسم أنتج الأجسام المضادة المطلوبة لمكافحته.
وينتج التلقيح، الذي يسمى أحيانًا التمنيع النشط، مناعة فاعلة ضد المرضالمقصود. ويحتوي اللقاح على بكتيريا أو فيروسات مقتولة أو مضعفة، تنتج أعراضًاخفيفة للمرض، أو لا تنتج أعراضًا على الإطلاق، لاحتوائها على مستضدات تؤدي إلى حدوثاستجابة مناعية تجعل جهاز المناعة قادرًا على اكتساب رد فعل سريع ضد أي إصابة لاحقةبنفس الكائن الحي. وفي بعض الحالات يحتاج الشخص جرعة معززة من اللقاح بعد فترةللمحافظة على الوقاية ضد المرض.
المناعة المنفعلة.يكتسب هذا النوع من المناعة، بصفةعامة، بتلقي حقنة واحدة أو أكثر من مصل يحتوي على أجسام مضادة للدفاع عن الجسم ضدمرض معين. ويحصل الأطباء على هذا النوع من الأمصال ـ الذي يسمى عادة المصل المضاد ـمن دم شخص أو حيوان شفي من المرض، أو تلقى لقاحًا ضده. وعوضًا عن استخدام المصل كلهيستخدم الأطباء عادة جزءًا منه يسمى جلوبيلين جاما، يحتوي على معظم الأجسامالمضادة التي يحتويها الدم، بينما يحتوي جلوبيلين جاما المأخوذ من دماء عدد منمانحي الدم أنواعًا مختلفة من الأجسام المضادة. ويعطي الأطباء حقن جلوبيلين جاماللمرضى الذين لا يستطيعون إنتاج أجسام مضادة كافية. ويستخدم الأطباء جلوبيلين جاماأيضًا لمنع أمراض الحصبة والتهاب الكبد الفيروسي لدى أولئك المعرضين للمرض، الذينلم يتمكنوا من تلقي اللقاح.
ويدمر الجسم الأجسام المضادة المأخوذة عن طريق المناعة المنفعلة، ولا يعوضها،ولذلك فإن المناعة المنفعلة قصيرة الأمد، حيث تمتد لبضعة أسابيع فقط أو بضعة أشهر،بينما تمتد المناعة الفاعلة لسنوات.
ويكتسب الجنين مناعة منفعلة ضد بعض الأمراض بتلقي الأجسام المضادة من الأم، حيثتحمي هذه الأجسام المضادة الجنين لعدة أشهر بعد الولادة، ولذلك يتلقى الأطفالأجسامًا مضادة إضافية عبر لبن الأم.
الاستجابة المناعية الذاتية
توجَّه الاستجابة المناعية عادة ضد المواد الغريبة عن الجسم ولا توجَّه ضد أنسجةالجسم نفسها. ولكن جهاز المناعة يعامل أنسجة الجسم أحيانًا معاملة الأجسام الغريبة،ويبدأ في مهاجمتها. وتسمى مثل هذه الاستجابة الاستجابة المناعية الذاتية أو المناعة الذاتية، وتنتج عنها العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تؤدي إلى تدميرالأنسجة.
وبإمكان كل فرد إنتاج أجسام مضادة ذاتيةـ أي الأجسام المضادة التي يمكنأن تهاجم أنسجة الجسم نفسها ـ ولمفاويات تائية يمكنها أداء نفس الدور. ولكن هذهاللمفاويات والأجسام المضادة الذاتية توضع عادة تحت المراقبة عن طريق السيتوكيناتالتي تنتجها الخلايا التائية، وعن طريق فشل الجسم في توفير إشارة التنشيط الثانيةللخلايا التائية، وفي بعض الأحيان للأجسام المضادة. ونتيجة لذلك لايصاب معظمالأفراد بأمراض المناعة الذاتية. ولايدري العلماء سبب إصابة بعض الأشخاص بمثل هذهالأمراض، في حين لا يصاب آخرون بها، ولكنهم توصلوا إلى بعض الأدلة التي تشير إلى أنبعض الأشخاص قد يرثون النزوع إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
أمراض المناعة الذاتية العضوية التخصص. تدمر هذه الأمراضأنسجة بعض الأعضاء مثل الغدة الدرقية والجلد والبنكرياس. فمرض المناعة الذاتيةالمعروف باسم مرض جريفز، على سبيل المثال، يصيب الغدة الدرقية ويجعلها مفرطةالنشاط. ففي معظم المصابين بهذا المرض يؤدي تفاعل الأجسام المضادة التي تدور فيمجرى الدم مع أنسجة الغدة الدرقية إلى نمو الغدة، وإنتاج كميات إضافية من هورمونالغدة الدرقية. ويسبب الهورمون الزائد ظهور عدد من الأعراض مثل التوتر وازدياد سرعةضربات القلب أو اضطرابها. ويعالج المرض عادة بأدوية تقلل إفراز هورمون الغدةالدرقية.
أمراض المناعة الذاتية الشاملة.تصيب هذه الأمراض عددًامن الأعضاء. ومن أخطر هذه الأمراض الذأب الحمامي الشامل الذي يصيب الجلد والكليتينوالجهاز العصبي والمفاصل والقلب. وتنطوي الإصابة بالذأب الحمامي الشامل على إنتاجأجسام مضادة ذاتية تتحد مع الأنسجة والمستضدات التي تدور في مجرى الدم، منشطة بذلكالمتممة. وتنتج المتممة المنشطة التهابًا يؤدي إلى تدمير الأنسجة. ويعالج الأطباءالذأب الحمامي الشامل بالأسبرين والكورتيزون وأدوية أخرى.
اضطرابات جهاز المناعة
يتعرض جهاز المناعة لعدد من الاضطرابات التي تعوق عمله. وتسبب بعض هذه الحالات ـمثل أمراض الحساسية (الأرجيات) متاعب كثيرة. ومن الاضطرابات ذات الخطورة الشديدةتلك المسماةأمراض عوز المناعة، مثل الأيدز (متلازمة عوز المناعة المكتسب). فالأيدز مثلاً، لاتوجد حالة شفاء واحدة منه حتى الآن. وهناك أمراض عوز مناعة أخرىيمكن أن تؤدي أيضًا إلى الوفاة.
أمراض الحساسية.هي استجابات جهاز المناعة الخاطئةوالضارة ضد مواد لا تضر معظم الناس. وتسمى المواد التي تثير ردود أفعال الحساسية المستأرجات، ومنها حبوب اللقاح والغبار والريش. ومن أمراض الحساسية الشائعةالربو والإكزيمة (انتفاخات جلدية حمراء تسبب حكاكًا).
يحدث رد فعل الحساسية في عدد من الخطوات. ففي البداية ترتبط المستأرجات بالأجسامالمضادة المتصلة بالخلايا البدنية، وهي خلايا كبيرة الحجم في أنسجة معينةبالجهاز التنفسي والجلد والمعدة والأمعاء. تصبح هذه الخلايا نشطة عندما ترتبطالمستأرجات بأجسام مضادة متخصصة في المستأرجات على سطوحها. وعند تنشيطها أثناء ردفعل الحساسية تنبه الخلايا البدنية إلى إطلاق الهستامين ومواد كيميائية أخرى. وتطلقخلايا دموية بيضاء تسمى القعدات أيضًا الهستامين.وينتج الهستامين العديد منالأعراض المرتبطة عادة بردود أفعال الحساسية مثل العطاس واحتقان الأنف والحكاكوالأزيز التنفسي. ولذلك يصف الأطباء أدوية تسمى مضادات الهستامينلمعادلةتأثيرات الهستامين، وتخفيف أعراض العديد من اضطرابات الحساسية.
.
أمراض عوز المناعة.تشمل هذه الأمراض الأيدز ومرض عوز المناعة الموحد الحاد. وهذه الأمراض من أخطر الاضطرابات التي تصيب جهازالمناعة، حيث ينقص المبتلين بها بعض أهم سمات أو وظائف جهاز المناعة. ونتيجة لذلكيفشل جهاز المناعة في الاستجابة بكفاءة ضد الكائنات الضارة الغازية. ولهذا السببيعاني المصابون بأمراض عوز المناعة من عدوى متكررة، مهددة للحياة في الكثير منالحالات.
الأيدز. مرض قاتل يسببه فيروس يسمى فيروس العوز المناعي البشري (هيف). ينتج عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري تدهور مطرد في وظائف جهاز المناعة. ومع استمرار ضعف جهاز المناعة بمضي الزمن يصبح المصابون بفيروس العوز المناعيالبشري أكثر عرضة لأمراض لاتحدث عادة أو أمراض غير خطيرة عادة. وتسمى هذه الأمراض الأمراض الانتهازيةلأنها تستغل ضعف جهاز المناعة. ويؤدي انهيار جهازالمناعة في النهاية إلى الوفاة.
مرض عوز المناعة الموحد الحاد. اضطراب يكون الطفل مصابًا به منذ ولادته، وتسببهمورثة (جين) معيبة. ويعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة من نقصان عدد الخلاياالبائية واللمفاويات التائية الفاعلة. ولذلك يعاني هؤلاء الأطفال من انعدام كل منالمناعة ذات الوسيط الخلوي والمناعة الخلطية. ويصاب ضحايا هذا المرض بأمراض معديةحادة منذ وقت مبكر من حياتهم، ويموت معظمهم قبل سن الثانية.
وقد أصاب الأطباء بعض النجاح في زراعة نقي العظم السليم في أجسام المصابين بمرضعوز المناعة الموحد الحاد، لمدهم بالعدد الكافي من الخلايا الدموية المكافحةللأمراض. واكتشف الأطباء أيضًا مورثة معيبة تسبب بعض حالات مرض عوز المناعة الموحدالحاد، ويأملون أن يصبح العلاج بالمورثاتوسيلة علاجية فعالة في مكافحةالمرض. وينطوي العلاج بالمورثات على استبدال المورثة المعيبة المسببة للمرض بمورثةعادية.
مشاكل أخرى.تشمل هذه المشاكل أعواز بروتينات المتممة. وترتبط هذه الأعواز عادة بمرض مناعة ذاتية مثل الذأب الحمامي الشامل، أو بحالاتمتكررة من ذات الرئة أو التهاب السحايا أو الإصابات البكتيرية المعدية الأخرى. ويستخدم الأطباء المضادات الحيوية لمعالجة أنواع العدوى التي تصيب مرضى عوزالمتممة.
وقد تكون للمعالجة الكيميائيةـ أي المداواة المستخدمة في علاج السرطاناتـ تأثيرات مهمة على جهاز المناعة. ففي العديد من الحالات، تضعف هذه المداواةالمناعة ذات الوسيط الخلوي واستجابات الأجسام المضادة. وقد تقلل المعالجةالكيميائية بشدة عدد خلايا الدم البيضاء تاركة الشخص عرضة للعدوى.
وقد تكون الحروق الشديدة وغيرها من الجروح أيضًا ـ وكذلك سوء التغذية ـ ذاتتأثيرات حادة على المناعة. وأوضحت بعض الدراسات أن الإجهاد قد يضعف الاستجابةالمناعية، ويجعل الفرد أكثر عرضة للمرض.
دراسة جهاز المناعة
الاكتشافات المبكرة.في عام 1796م، أجرى الطبيب البريطانيإدوارد جنر أول عملية تلقيح. في هذه العملية لقح جنر طفلاً بفيروس جدري البقر، فيمحاولة منه لوقاية الطفل من مرض الحمى الصفراء القاتل. اعتمد جنر في هذه العمليةعلى تشابه فيروسي جدري البقر والحمى الصفراء. وقد نجحت تجربته، وأصبح التلقيح ضدالحمى الصفراء شائع الاستخدام.
وبالرغم من أن العلماء اعترفوا بفاعلية لقاح جنر، فإنهم لم يعرفوا السبب. فقدكانت معلوماتهم عن جهاز المناعة قليلة حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما أوضحالعالم الفرنسي لويس باستير أن التلقيح يمكن استخدامه لعلاج أمراض أخرى غير الحمىالصفراء، واستطاع تطوير عدد من اللقاحات، مثل لقاح الكلب ولقاح الجمرة، وهي منالأمراض التي تصيب الماشية.
وفي عام 19883م، اكتشف عالم الأحياء الروسي إلي متشنيكوف البلاعم. وفي عام 1890م، اكتشف اثنان من علماء البكتيريا هما الألماني إميل فون بيرنج واليابانيشيباسابورو كيتاساتو كيميائيات في المصل تبطل تأثيرات بعض الذيفانات (السموم) التيتفرزها البكتيريا، وأطلقا على هذه الكيميائيات اسم مضادات الذيفانات. ويعرف عن مضادات الذيفاناتاليوم أنها شبيهة بالأجسام المضادة والجلوبيليناتالمناعية.
وفي أواخر القرن التاسع عشر أيضًا اكتشف عالم البكتيريا الألماني بول إيرليخ أناللقاحات تعمل عن طريق استثارة الاستجابة المناعية في الجسم.
التطورات التالية.حدثت تطورات مهمة في مجال علم المناعةفي أوائل القرن العشرين وأواسطه. ففي أوائل القرن العشرين، على سبيل المثال، درسالعالم النمساوي المولد كارل لاندشتاينر كيفية استجابة الأجسام المضادة ضدالمستضدات. وخلال ثلاثينيات القرن العشرين، صنف الكيميائي السويدي آرن تيسليوسوالبيوكيميائي الأمريكي ألفن كابات بروتينات مصل الدم، وتوصلا إلى أن الأجسامالمضادة تنتمي إلى فئة البروتينات المصلية المعروفة باسم جلوبيلينات جاما. وفيأواسط ستينيات القرن العشرين، وصف العالم الأمريكي هنري كلامان ورفاقه في جامعةكولورادو اللمفاويات البائية والخلايا التائية.
وفي عام 1975م، توصل عالمان هما الأرجنتيني سيزار ميلستين والألماني جورج كولرإلى تقنية لإنتاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلةفي المعمل. والأجسامالمضادة وحيدة النسيلة مجموعات من الأجسام المضادة المتشابهة تعمل ضد مستضداتمعينة، ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة، ولها أهمية كبيرة في مجال دراسة المناعة. وقدساعدت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأطباء أيضًا في تشخيص بعض الأمراض، كما أنهااستخدمت لتقليل رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
وأدى اكتشاف الأيدز إلى ازدياد الأبحاث المتعلقة بجهاز المناعة. فمنذ اكتشاففيروس العوز المناعي البشري في عام 1983م حاول العلماء معرفة كيفية عمل الفيروس ضدجهاز المناعة.
التطورات الحديثة.تشمل التطورات الحديثة في علم المناعةالتعرف على المورثات المسؤولة عن وظائف مناعية معينة واكتشاف مستقبلات الخلاياالتائية والسيتوكينات. فعلى سبيل المثال، تمكن علماء الوراثة من التعرف علىالمورثات المسؤولة عن إنتاج الجلوبيلينات المناعية. ولأن كل جسم مضاد يرتبط بمستضدمعين ينتج جهاز المناعة ملايين الأجسام المضادة المختلفة. ويعني التعرف علىالمورثات المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة أن العلاج بالمورثات يمكن أن يستخدميومًا ما لمساعدة الأفراد الذين تنقصهم أجسام مضادة معينة.
وقد مكن اكتشاف مستقبلات الخلايا التائية من فهم عملية تنشيط الخلايا التائية،وأصبحت الأبحاث المتعلقة بهذه المستقبلات محل اهتمام العاملين في مجال زراعةالأعضاء، حيث يأمل العلماء في أن تساعد المقدرة على التحكم في التفاعل بين مستقبلاتالخلايا التائية والخلايا التائية في قبول الجسم للعضو المزروع لأطول فترةممكنة.
وقاد اكتشاف السيتوكينات المتنوعة والتعرف على تأثيراتها على الاستجابة المناعيةإلى التوصل إلى طرق جديدة لمعالجة عدد من الحالات المختلفة. فعلى سبيل المثال،يعتقد بعض الباحثين أن السيتوكينات يمكن أن تساعد في مكافحة السرطانات. وأشارت بعضالدراسات إلى أن بعض السيتوكينات تتحكم في وظائف أجهزة الجسم الأخرى أيضًا،بالإضافة إلى جهاز المناعة. ولذلك بدأ الباحثون في دراسة العلاقة بين جهاز المناعةوأجهزة الجسم الأخرى.
الاستجابة المناعية
هناك شكلان للاستجابة المناعية 1- الاستجابة المناعية الخلطية 2- الاستجابةالمناعية ذات الوسيط الخلوي. ويختلف الشكلان في أجزاء جهاز المناعة الداخلة فيالاستجابة المناعية. وتحفز العديد من المستضدات كلا شكلي الاستجابة المناعية.
الاستجابة المناعية الخلطية
تبدأ الاستجابة المناعية الخلطية عندماتكتشف لمفاوية بائية مستضدًا. وتنتج اللمفاويات البائية في نقي العظم، وتنضج فيه. وتستجيب كل لمفاوية بائية ضد مستضد معين. فبعد أن تلتصق بالمستضد تنقسم الخليةالبائية إلى خلايا متشابهة. وتنضج بعض هذه الخلايا إلى خلايا بلازمية تنتج الأجسامالمضادة التي تكافح العدوى.
الاستجابة المناعية الخلطية.يسمى هذا النوع من الاستجابة أحيانًا الاستجابة المناعية بالأجسام المضادة، وذلك لاستخدام الأجسام المضادة فيالاستجابة المناعية. وتشير صفة الخلطيةإلى السوائل الجسمية التي تحملالأجسام المضادة. والأجسام المضادة جزيئات بروتينية تنتجها اللمفاويات البائيةوخلايا البلازما، وتسمى أحيانًا الجلوبيلينات المناعية. وهي تقي الجسم منالعدوى والذيفانات (السموم) التي تفرزها بعض أنواع البكتيريا.
وأول خطوة في الاستجابة الخلطية هي تعرف لمفاوية بائية علي مستضد معين. فكللمفاوية بائية عالية التخصصـ أي تستجيب لمستضد معين واحد فقط. وعندما تتعرفاللمفاوية البائية على المستضد الخاص بها تلصق نفسها به، ثم تنقسم إلى عدد منالخلايا المتشابهة، التي تنمو إلى خلايا بلازمية أو إلى لمفاويات بائية ذاكرية. وتنتج الخلايا البلازمية كمية كبيرة من الأجسام المضادة التي تدور عبر الأوعيةاللمفاوية ومجرى الدم لتحارب العدوى. وتمكن اللمفاويات البائية الذاكريةالجهاز المناعي من الاستجابة بسرعة في حالة إصابة الجسم بنفس المستضد لاحقًا. وتخزنهذه اللمفاويات في الأعضاء اللمفاوية لحين الحاجة.
وتحارب الأجسام المضادة العدوى بطرق متعددة. فبعض الأجسام المضادة، على سبيلالمثال، تغلف المستضدات لتتمكن البلاعم والعدلات من بلعمتها بسهولة. وتعادل الأجسامالمضادة أيضًا الذيفانات التي تفرزها البكتيريا.
وتدافع بعض أنواع الأجسام المضادة عن الجسم ضد العدوى بتنشيط مجموعة منالبروتينات تسمىالمتممة، توجد في الجزء الصافي من الدم، الذي يسمى المصل. وعند تنشيط المتممة تصبح قادرة على المساعدة في ردود الأفعال التي تقتلالبكتيريا أو الفيروسات أو الخلايا. فعلى سبيل المثال، تساعد المتممة في عمليةالبلعمة. ويمكن بلعمة البكتيريا بفعالية أكبر عندما تغلف بالجسم المضاد والمتممةمعًا بدلاً من أن تغلف بالجسم المضاد فقط أو المتممة فقط. وفي إمكان بروتيناتالمتممة أيضًا جذب خلايا الدم البيضاء المكافحة للأمراض إلى منطقة العدوى. والأجسامالمضادة، مثل اللمفاويات البائية، عالية التخصص، أي، يعمل كل منها بكفاءة ضد مستضدمعين.
وتتفاوت تأثيرات المستضدات على الجسم. ففي بعض الحالات ينتج الجسم أجسامًا مضادةكافية لمنع ظهور الأعراض عند دخول المستضدات الغريبة إلى الجسم. وفي حالات أخرى لاينتج الجسم الأجسام المضادة الكافية لمنع ظهور الأعراض، ولكن الأجسام المضادة تساعدفي شفاء المريض.
ويختلف جهاز المناعة من شخص إلى آخر اعتمادًا، إلى حد كبير، على الوراثة. ونتيجةلذلك تختلف استجابة كل فرد ضد المستضدات. فعلى سبيل المثال، لا يتأثر جهاز المناعةلدى معظم الناس بحبوب اللقاح، ولكن المصابين بنوع من الحساسية يسمى حمى القشيتأثرون بها، حيث تحفز هذه الحبوب ـ بوصفها مستضدات ـ الاستجابة المناعية.
الاستجابة المناعية ذات الوسيط الخلوي
يحدث هذا النوع من الاستجابة بفعلاللمفاويات التائية التي تنتج في نقي العظم وتنضج في التوتة. في البداية تهضمالخلية المهيئة للمستضدات المستضد إلى قطع صغيرة تسمىالببتيدات المستضدية.وترتبط هذه الببتيدات ببروتينات تركيبة التوافق النسيجي الرئيسية، المعروفة باسمهاالمختصر بروتينات م هـ ك، لتكوينتركيبات م هـ ك الببتيدية. ويبدأ تنشيطالخلية التائية بارتباط تركيبة م هـ ك الببتيدية بمستقبلة الخلية التائية.
الاستجابة المناعية ذات الوسيطالخلوي.يحدث هذا النوع من الاستجابة بفعل اللمفاويات التائية ومنتجاتهاالكيميائية. واللمفاويات التائية عالية التخصص، ولا تستجيب إلا لمستضدات معينة.ويساعد نوعان متخصصان من البروتينات هما بروتينات تركيبة التوافق النسيجي الرئيسية، المعروفة باسمها المختصر بروتينات م هـ ك، و بروتينات مستقبلات الخلايا التائيةفي تحديد استجابة اللمفاوية التائية ضد مستضد معين. وتوجدبروتينات م هـ ك على السطوح الخارجية لمعظم الخلايا، بينما توجد بروتينات مستقبلاتالخلايا التائية على سطوح اللمفاويات التائية.
تبدأ الخطوة الأولى في الاستجابة ذات الوسيط الخلوي بعمل البلاعم وغيرها منالخلايا المهيئة للمستضدات. فبعد دخول مستضد ما إلى الجسم تبتلع الخلايا المهيئةللمستضدات المستضد وتهضمه إلى قطع تسمى الببتيدات المستضدية. وترتبطبروتينات م هـ ك بالببتيدات لتكوين تركيبات م هـ ك الببتيدية، التي تسمىأيضًا تركيبات م هـ ك المستضدية، حيث يحدث هذا الارتباط بين بروتينات م هـ كمعينة وببتيدات متخصصة. وبعد ذلك تعرَّض تركيبات م هـ ك الببتيدية على سطوح الخلاياالمهيئة للمستضدات.
وعند تعريض تركيبات م هـ ك الببتيدية تختبر مستقبلات الخلايا التائية علىاللمفاويات التائية المجاورة هذه التركيبات لتحديد إمكانية ارتباط اللمفاوياتالتائية بها، حيث تتطابق تركيبات م هـ ك ببتيدية معينة مع مستقبلات خلايا تائيةمعينة، تمامًا مثلما تتطابق المفاتيح مع الأقفال. وبحدوث التطابق بين تركيبات م هـك الببتيدية ومستقبلات الخلايا التائية تُرسل أول إشارة لتنشيط اللمفاوياتالتائية.
ويتطلب تنشيط اللمفاويات التائية أيضًا إشارة ثانية من الجزيئات الإضافيةالموجودة على سطوح الخلايا المهيئة للمستضدات والخلايا التائية. وتتهيأ هذهالجزيئات للعمل عندما تختبر مستقبلات الخلايا التائية تركيبات م هـ ك الببتيدية. ولا تنشَّط سوى اللمفاويات التي تستقبل إشارتين خاصتين ـ إشارة من مستقبلات خلاياهاالتائية وأخرى من جزيئاتها الإضافية. وبمجرد تنشيطها تبدأ اللمفاويات التائية فيالتكاثر، ثم تُطلق من الأعضاء اللمفاوية إلى مجرى الدم والأوعية اللمفاوية لمكافحةالعدوى.
ويتوقف نوع الخلية التائية المشاركة في الاستجابة ذات الوسيط الخلوي على نوعالمستضد. ففي الخلايا المصابة بالفيروسات تنشط المستضدات عادة اللمفاويات التائية السامة للخلايا، التي تقتل الخلية المصابة. وتنشط مستضدات أخرى اللمفاويات التائية المساعدةلإفراز مواد كيميائية تسمىاللمفوكينات،تنتمي إلى مجموعة من المواد الكيميائية تسمى السيتوكينات. ويحفز نوع مناللمفوكينات إنتاج ونمو اللمفاويات التائية السامة للخلايا، لقتل الخلية المصابة،بينما تسبب أنواع أخرى تجمع البلاعم في منطقة الإصابة، وتساعدها على تدمير الكائناتالدخيلة.
ومن مجموعات اللمفاويات التي تدافع عن الجسم ضد الفيروسات والأورام الخلايا القاتلة طبيعيًا.وهذه الخلايا تختلف عن اللمفاويات الأخرى في عدة أوجه. فهيعلى سبيل المثال لا تحتاج مساعدة مستقبلات الخلايا التائية، كما أن عملها لا يتطلبتنشيط تركيبات م هـ ك الببتيدية. وعوضًا عن ذلك تقتل الخلايا القاتلة طبيعيًاالخلايا المحتوية على المواد الغريبة.
وبعد أن يتم جهاز المناعة معالجة العدوى تفرز الخلايا التائية لمفوكينات تكبتالاستجابة المناعية أو تعطلها، وبذلك يتوقف إنتاج اللمفاويات التائية المناسبة،وينتج عن ذلك موت الكثير من الخلايا التائية المنشطة. ولكن بعضها تخزن في الأعضاءاللمفاوية، حيث تبقى هناك مهيأة لمكافحة أي عدوى مماثلة عند الحاجة.
وتؤدي الاستجابة المناعية ذات الوسيط الخلوي دورًا مهمًا في نجاح أو فشل زراعةالأعضاء. فمانحو الأعضاء ومتلقوها مختلفون وراثيًا، وذلك باستثناء التوائمالمتطابقة التي تحمل نفس التركيب الوراثي. ونتيجة لذلك يعامل جهاز المناعة في جسمالمتلقي العضو المزروع معاملة العضو الغريب، مما يؤدي إلى استثارة الاستجابةالمناعية ذات الوسيط الخلوي، وبالتالي تدمير العضو المزروع أو رفضه. ولتقليل احتمالرفض العضو يحاول الأطباء إجراء عمليات زراعة الأعضاء بين المانحين والمتلقينالمتشابهين في تركيبهم الوراثي، ويستخدمون أدوية تسمى الأدوية الكابتة للمناعة، التي تمنع الاستجابة المناعية من الحدوث أو تحد نشاطها.
كيف ينمي الجسم المناعة
هناك نوعان من المناعة:
1- المناعة الفاعلة
2- المناعة المنفعلة.
المناعة الفاعلة.يكتسب الجسم هذا النوع من المناعة عنددخول مستضد معين عن طريق العدوى أو التلقيح، حيث تصبح الخلايا البائية الذاكريةوالخلايا التائية قادرة على الاستجابة ضد أي هجوم لاحق من نفس المستضد بسرعة أكبرمن سرعة استجابتها الأولى. وتكون الاستجابة المناعية اللاحقة أقوى من الاستجابةالأولى، وتدوم لفترة أطول.
وتدوم المناعة ضد بعض الأمراض لفترة أطول من الفترة التي تستغرقها المناعة ضدأمراض أخرى. فإصابة الشخص بفيروس الحمى الصفراء، على سبيل المثال، يقي الشخص من أيإصابة لاحقة بالفيروس بصفة دائمة. وينتج هذا المرض عن الإصابة بنوع واحد منالفيروسات، بينما ينتج الزكام مثلاً عن الإصابة بأنواع متعددة من الفيروسات. ولأنالجسم معرض باستمرار لأنواع مختلفة من فيروسات الزكام فإن المناعة ضد هذا المرضليست دائمة، حيث لاتوفر الإصابة بنوع واحد من هذه الفيروسات الحماية ضد الأنواعالأخرى.
ولدى العديد من الناس مناعة فاعلة ضد مرض معين، دون أن يدروا ذلك، حيث اكتسبواالمناعة بسبب إصابتهم يومًا ما بشكل خفيف من المرض لم يحدث لديهم الإحساس بالمرض،ولكن الجسم أنتج الأجسام المضادة المطلوبة لمكافحته.
وينتج التلقيح، الذي يسمى أحيانًا التمنيع النشط، مناعة فاعلة ضد المرضالمقصود. ويحتوي اللقاح على بكتيريا أو فيروسات مقتولة أو مضعفة، تنتج أعراضًاخفيفة للمرض، أو لا تنتج أعراضًا على الإطلاق، لاحتوائها على مستضدات تؤدي إلى حدوثاستجابة مناعية تجعل جهاز المناعة قادرًا على اكتساب رد فعل سريع ضد أي إصابة لاحقةبنفس الكائن الحي. وفي بعض الحالات يحتاج الشخص جرعة معززة من اللقاح بعد فترةللمحافظة على الوقاية ضد المرض.
المناعة المنفعلة.يكتسب هذا النوع من المناعة، بصفةعامة، بتلقي حقنة واحدة أو أكثر من مصل يحتوي على أجسام مضادة للدفاع عن الجسم ضدمرض معين. ويحصل الأطباء على هذا النوع من الأمصال ـ الذي يسمى عادة المصل المضاد ـمن دم شخص أو حيوان شفي من المرض، أو تلقى لقاحًا ضده. وعوضًا عن استخدام المصل كلهيستخدم الأطباء عادة جزءًا منه يسمى جلوبيلين جاما، يحتوي على معظم الأجسامالمضادة التي يحتويها الدم، بينما يحتوي جلوبيلين جاما المأخوذ من دماء عدد منمانحي الدم أنواعًا مختلفة من الأجسام المضادة. ويعطي الأطباء حقن جلوبيلين جاماللمرضى الذين لا يستطيعون إنتاج أجسام مضادة كافية. ويستخدم الأطباء جلوبيلين جاماأيضًا لمنع أمراض الحصبة والتهاب الكبد الفيروسي لدى أولئك المعرضين للمرض، الذينلم يتمكنوا من تلقي اللقاح.
ويدمر الجسم الأجسام المضادة المأخوذة عن طريق المناعة المنفعلة، ولا يعوضها،ولذلك فإن المناعة المنفعلة قصيرة الأمد، حيث تمتد لبضعة أسابيع فقط أو بضعة أشهر،بينما تمتد المناعة الفاعلة لسنوات.
ويكتسب الجنين مناعة منفعلة ضد بعض الأمراض بتلقي الأجسام المضادة من الأم، حيثتحمي هذه الأجسام المضادة الجنين لعدة أشهر بعد الولادة، ولذلك يتلقى الأطفالأجسامًا مضادة إضافية عبر لبن الأم.
الاستجابة المناعية الذاتية
توجَّه الاستجابة المناعية عادة ضد المواد الغريبة عن الجسم ولا توجَّه ضد أنسجةالجسم نفسها. ولكن جهاز المناعة يعامل أنسجة الجسم أحيانًا معاملة الأجسام الغريبة،ويبدأ في مهاجمتها. وتسمى مثل هذه الاستجابة الاستجابة المناعية الذاتية أو المناعة الذاتية، وتنتج عنها العديد من الاضطرابات التي يمكن أن تؤدي إلى تدميرالأنسجة.
وبإمكان كل فرد إنتاج أجسام مضادة ذاتيةـ أي الأجسام المضادة التي يمكنأن تهاجم أنسجة الجسم نفسها ـ ولمفاويات تائية يمكنها أداء نفس الدور. ولكن هذهاللمفاويات والأجسام المضادة الذاتية توضع عادة تحت المراقبة عن طريق السيتوكيناتالتي تنتجها الخلايا التائية، وعن طريق فشل الجسم في توفير إشارة التنشيط الثانيةللخلايا التائية، وفي بعض الأحيان للأجسام المضادة. ونتيجة لذلك لايصاب معظمالأفراد بأمراض المناعة الذاتية. ولايدري العلماء سبب إصابة بعض الأشخاص بمثل هذهالأمراض، في حين لا يصاب آخرون بها، ولكنهم توصلوا إلى بعض الأدلة التي تشير إلى أنبعض الأشخاص قد يرثون النزوع إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
أمراض المناعة الذاتية العضوية التخصص. تدمر هذه الأمراضأنسجة بعض الأعضاء مثل الغدة الدرقية والجلد والبنكرياس. فمرض المناعة الذاتيةالمعروف باسم مرض جريفز، على سبيل المثال، يصيب الغدة الدرقية ويجعلها مفرطةالنشاط. ففي معظم المصابين بهذا المرض يؤدي تفاعل الأجسام المضادة التي تدور فيمجرى الدم مع أنسجة الغدة الدرقية إلى نمو الغدة، وإنتاج كميات إضافية من هورمونالغدة الدرقية. ويسبب الهورمون الزائد ظهور عدد من الأعراض مثل التوتر وازدياد سرعةضربات القلب أو اضطرابها. ويعالج المرض عادة بأدوية تقلل إفراز هورمون الغدةالدرقية.
أمراض المناعة الذاتية الشاملة.تصيب هذه الأمراض عددًامن الأعضاء. ومن أخطر هذه الأمراض الذأب الحمامي الشامل الذي يصيب الجلد والكليتينوالجهاز العصبي والمفاصل والقلب. وتنطوي الإصابة بالذأب الحمامي الشامل على إنتاجأجسام مضادة ذاتية تتحد مع الأنسجة والمستضدات التي تدور في مجرى الدم، منشطة بذلكالمتممة. وتنتج المتممة المنشطة التهابًا يؤدي إلى تدمير الأنسجة. ويعالج الأطباءالذأب الحمامي الشامل بالأسبرين والكورتيزون وأدوية أخرى.
اضطرابات جهاز المناعة
يتعرض جهاز المناعة لعدد من الاضطرابات التي تعوق عمله. وتسبب بعض هذه الحالات ـمثل أمراض الحساسية (الأرجيات) متاعب كثيرة. ومن الاضطرابات ذات الخطورة الشديدةتلك المسماةأمراض عوز المناعة، مثل الأيدز (متلازمة عوز المناعة المكتسب). فالأيدز مثلاً، لاتوجد حالة شفاء واحدة منه حتى الآن. وهناك أمراض عوز مناعة أخرىيمكن أن تؤدي أيضًا إلى الوفاة.
أمراض الحساسية.هي استجابات جهاز المناعة الخاطئةوالضارة ضد مواد لا تضر معظم الناس. وتسمى المواد التي تثير ردود أفعال الحساسية المستأرجات، ومنها حبوب اللقاح والغبار والريش. ومن أمراض الحساسية الشائعةالربو والإكزيمة (انتفاخات جلدية حمراء تسبب حكاكًا).
يحدث رد فعل الحساسية في عدد من الخطوات. ففي البداية ترتبط المستأرجات بالأجسامالمضادة المتصلة بالخلايا البدنية، وهي خلايا كبيرة الحجم في أنسجة معينةبالجهاز التنفسي والجلد والمعدة والأمعاء. تصبح هذه الخلايا نشطة عندما ترتبطالمستأرجات بأجسام مضادة متخصصة في المستأرجات على سطوحها. وعند تنشيطها أثناء ردفعل الحساسية تنبه الخلايا البدنية إلى إطلاق الهستامين ومواد كيميائية أخرى. وتطلقخلايا دموية بيضاء تسمى القعدات أيضًا الهستامين.وينتج الهستامين العديد منالأعراض المرتبطة عادة بردود أفعال الحساسية مثل العطاس واحتقان الأنف والحكاكوالأزيز التنفسي. ولذلك يصف الأطباء أدوية تسمى مضادات الهستامينلمعادلةتأثيرات الهستامين، وتخفيف أعراض العديد من اضطرابات الحساسية.
.
أمراض عوز المناعة.تشمل هذه الأمراض الأيدز ومرض عوز المناعة الموحد الحاد. وهذه الأمراض من أخطر الاضطرابات التي تصيب جهازالمناعة، حيث ينقص المبتلين بها بعض أهم سمات أو وظائف جهاز المناعة. ونتيجة لذلكيفشل جهاز المناعة في الاستجابة بكفاءة ضد الكائنات الضارة الغازية. ولهذا السببيعاني المصابون بأمراض عوز المناعة من عدوى متكررة، مهددة للحياة في الكثير منالحالات.
الأيدز. مرض قاتل يسببه فيروس يسمى فيروس العوز المناعي البشري (هيف). ينتج عن الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري تدهور مطرد في وظائف جهاز المناعة. ومع استمرار ضعف جهاز المناعة بمضي الزمن يصبح المصابون بفيروس العوز المناعيالبشري أكثر عرضة لأمراض لاتحدث عادة أو أمراض غير خطيرة عادة. وتسمى هذه الأمراض الأمراض الانتهازيةلأنها تستغل ضعف جهاز المناعة. ويؤدي انهيار جهازالمناعة في النهاية إلى الوفاة.
مرض عوز المناعة الموحد الحاد. اضطراب يكون الطفل مصابًا به منذ ولادته، وتسببهمورثة (جين) معيبة. ويعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة من نقصان عدد الخلاياالبائية واللمفاويات التائية الفاعلة. ولذلك يعاني هؤلاء الأطفال من انعدام كل منالمناعة ذات الوسيط الخلوي والمناعة الخلطية. ويصاب ضحايا هذا المرض بأمراض معديةحادة منذ وقت مبكر من حياتهم، ويموت معظمهم قبل سن الثانية.
وقد أصاب الأطباء بعض النجاح في زراعة نقي العظم السليم في أجسام المصابين بمرضعوز المناعة الموحد الحاد، لمدهم بالعدد الكافي من الخلايا الدموية المكافحةللأمراض. واكتشف الأطباء أيضًا مورثة معيبة تسبب بعض حالات مرض عوز المناعة الموحدالحاد، ويأملون أن يصبح العلاج بالمورثاتوسيلة علاجية فعالة في مكافحةالمرض. وينطوي العلاج بالمورثات على استبدال المورثة المعيبة المسببة للمرض بمورثةعادية.
مشاكل أخرى.تشمل هذه المشاكل أعواز بروتينات المتممة. وترتبط هذه الأعواز عادة بمرض مناعة ذاتية مثل الذأب الحمامي الشامل، أو بحالاتمتكررة من ذات الرئة أو التهاب السحايا أو الإصابات البكتيرية المعدية الأخرى. ويستخدم الأطباء المضادات الحيوية لمعالجة أنواع العدوى التي تصيب مرضى عوزالمتممة.
وقد تكون للمعالجة الكيميائيةـ أي المداواة المستخدمة في علاج السرطاناتـ تأثيرات مهمة على جهاز المناعة. ففي العديد من الحالات، تضعف هذه المداواةالمناعة ذات الوسيط الخلوي واستجابات الأجسام المضادة. وقد تقلل المعالجةالكيميائية بشدة عدد خلايا الدم البيضاء تاركة الشخص عرضة للعدوى.
وقد تكون الحروق الشديدة وغيرها من الجروح أيضًا ـ وكذلك سوء التغذية ـ ذاتتأثيرات حادة على المناعة. وأوضحت بعض الدراسات أن الإجهاد قد يضعف الاستجابةالمناعية، ويجعل الفرد أكثر عرضة للمرض.
دراسة جهاز المناعة
الاكتشافات المبكرة.في عام 1796م، أجرى الطبيب البريطانيإدوارد جنر أول عملية تلقيح. في هذه العملية لقح جنر طفلاً بفيروس جدري البقر، فيمحاولة منه لوقاية الطفل من مرض الحمى الصفراء القاتل. اعتمد جنر في هذه العمليةعلى تشابه فيروسي جدري البقر والحمى الصفراء. وقد نجحت تجربته، وأصبح التلقيح ضدالحمى الصفراء شائع الاستخدام.
وبالرغم من أن العلماء اعترفوا بفاعلية لقاح جنر، فإنهم لم يعرفوا السبب. فقدكانت معلوماتهم عن جهاز المناعة قليلة حتى نهاية القرن التاسع عشر، عندما أوضحالعالم الفرنسي لويس باستير أن التلقيح يمكن استخدامه لعلاج أمراض أخرى غير الحمىالصفراء، واستطاع تطوير عدد من اللقاحات، مثل لقاح الكلب ولقاح الجمرة، وهي منالأمراض التي تصيب الماشية.
وفي عام 19883م، اكتشف عالم الأحياء الروسي إلي متشنيكوف البلاعم. وفي عام 1890م، اكتشف اثنان من علماء البكتيريا هما الألماني إميل فون بيرنج واليابانيشيباسابورو كيتاساتو كيميائيات في المصل تبطل تأثيرات بعض الذيفانات (السموم) التيتفرزها البكتيريا، وأطلقا على هذه الكيميائيات اسم مضادات الذيفانات. ويعرف عن مضادات الذيفاناتاليوم أنها شبيهة بالأجسام المضادة والجلوبيليناتالمناعية.
وفي أواخر القرن التاسع عشر أيضًا اكتشف عالم البكتيريا الألماني بول إيرليخ أناللقاحات تعمل عن طريق استثارة الاستجابة المناعية في الجسم.
التطورات التالية.حدثت تطورات مهمة في مجال علم المناعةفي أوائل القرن العشرين وأواسطه. ففي أوائل القرن العشرين، على سبيل المثال، درسالعالم النمساوي المولد كارل لاندشتاينر كيفية استجابة الأجسام المضادة ضدالمستضدات. وخلال ثلاثينيات القرن العشرين، صنف الكيميائي السويدي آرن تيسليوسوالبيوكيميائي الأمريكي ألفن كابات بروتينات مصل الدم، وتوصلا إلى أن الأجسامالمضادة تنتمي إلى فئة البروتينات المصلية المعروفة باسم جلوبيلينات جاما. وفيأواسط ستينيات القرن العشرين، وصف العالم الأمريكي هنري كلامان ورفاقه في جامعةكولورادو اللمفاويات البائية والخلايا التائية.
وفي عام 1975م، توصل عالمان هما الأرجنتيني سيزار ميلستين والألماني جورج كولرإلى تقنية لإنتاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلةفي المعمل. والأجسامالمضادة وحيدة النسيلة مجموعات من الأجسام المضادة المتشابهة تعمل ضد مستضداتمعينة، ويمكن إنتاجها بكميات كبيرة، ولها أهمية كبيرة في مجال دراسة المناعة. وقدساعدت الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الأطباء أيضًا في تشخيص بعض الأمراض، كما أنهااستخدمت لتقليل رفض الجسم للأعضاء المزروعة.
وأدى اكتشاف الأيدز إلى ازدياد الأبحاث المتعلقة بجهاز المناعة. فمنذ اكتشاففيروس العوز المناعي البشري في عام 1983م حاول العلماء معرفة كيفية عمل الفيروس ضدجهاز المناعة.
التطورات الحديثة.تشمل التطورات الحديثة في علم المناعةالتعرف على المورثات المسؤولة عن وظائف مناعية معينة واكتشاف مستقبلات الخلاياالتائية والسيتوكينات. فعلى سبيل المثال، تمكن علماء الوراثة من التعرف علىالمورثات المسؤولة عن إنتاج الجلوبيلينات المناعية. ولأن كل جسم مضاد يرتبط بمستضدمعين ينتج جهاز المناعة ملايين الأجسام المضادة المختلفة. ويعني التعرف علىالمورثات المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة أن العلاج بالمورثات يمكن أن يستخدميومًا ما لمساعدة الأفراد الذين تنقصهم أجسام مضادة معينة.
وقد مكن اكتشاف مستقبلات الخلايا التائية من فهم عملية تنشيط الخلايا التائية،وأصبحت الأبحاث المتعلقة بهذه المستقبلات محل اهتمام العاملين في مجال زراعةالأعضاء، حيث يأمل العلماء في أن تساعد المقدرة على التحكم في التفاعل بين مستقبلاتالخلايا التائية والخلايا التائية في قبول الجسم للعضو المزروع لأطول فترةممكنة.
وقاد اكتشاف السيتوكينات المتنوعة والتعرف على تأثيراتها على الاستجابة المناعيةإلى التوصل إلى طرق جديدة لمعالجة عدد من الحالات المختلفة. فعلى سبيل المثال،يعتقد بعض الباحثين أن السيتوكينات يمكن أن تساعد في مكافحة السرطانات. وأشارت بعضالدراسات إلى أن بعض السيتوكينات تتحكم في وظائف أجهزة الجسم الأخرى أيضًا،بالإضافة إلى جهاز المناعة. ولذلك بدأ الباحثون في دراسة العلاقة بين جهاز المناعةوأجهزة الجسم الأخرى.
مواضيع مماثلة
» •|.♥.|• أجزاء جهاز المناعة ومعلومات شيقة عن المناعة •|. ♥.|• شامل
» مم يتكون جهاز المناعة؟
» كيف ننشط جهاز المناعة فى جسم الإنسان
» التفاؤل يرفع كفاءة جهاز المناعة
» ... ماهو جهاز المناعة ومادا تعرف عنه ...
» مم يتكون جهاز المناعة؟
» كيف ننشط جهاز المناعة فى جسم الإنسان
» التفاؤل يرفع كفاءة جهاز المناعة
» ... ماهو جهاز المناعة ومادا تعرف عنه ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى