فيتامين "دي" مفتاح الخصوبة

فيتامين "دي" مفتاح الخصوبة
تحقيق - محمد إسماعيل ومختار عبد الحميد":

يسعى الإنسان منذ فجر التاريخ الى تحسين قدراته الجنسية وفحولته وزيادة خصوبته, وفي سبيل ذلك بحث عن الأدوية والعقاقير التي يمكن أن تمنحه تلك القوة. وقصص البحث عن دواء سحري يمنح الرجال القوة الجنسية ويزيد من خصوبتهم لا تزال مستمرة ولا تنتهي, وخلال رحلة البحث ظهرت الكثير من النتائج والتي حسنت كثيرا من قدرات البعض الجنسية والإخصابية ولم تنجح عند البعض الآخر.
ورغم أن عيادات أطباء العقم والعجز الجنسي تسجل يوما بعد الآخر زيادة كبيرة في نسبة المصابين بتلك الأمراض, فإن الأبحاث الطبية تقول لهؤلاء لا داعي للقلق والعذاب, وتنصح مرضى الضعف الجنسي وقلة الخصوبة وضعف الحيوانات المنوية, بالتخلي فورا عن العقاقير والأدوية الكيماوية والوصفات الشعبية بجميع أشكالها وصورها والعودة للطبيعة للتداوي بها, بعد أن كشفت أخيراً دراسة دنماركية جديدة بأن الرجال الذين يملكون مستويات عالية من فيتامين دي يملكون أفضل وأمهر السباحين المنويين أيضا.
وقال الباحثون إنهم اخذوا عينات حيوانات منوية ودم من 300 رجل على مدار سنة لتفسير الاختلافات الموسمية في مستويات فيتامين دي. وباستعمال المجاهر, رأى العلماء بأن عينات الحيوانات المنوية من الرجال الذين كانت نسبة فيتامين (دي) في دمهم أكثر, كانت أكثر نشاطا وحركة بنسبة 14 بالمئة "بتقدم تدريجي" أي انها كانت تتلوى وتنطلق بسرعة مثل الحيوان المنوي الصحي المثالي عكس الحيوان المنوي من الرجال الذين يملكون كمية أقل من هذا الفيتامين.
ويقول مؤلف الدراسة مارتن بلومبرغ جينسن, من لديه نسبة عالية من فيتامين (دي) يعني أن لديه حيوانا منويا أسرع وعلى الأرجح أكثر اختراقا للجدار الخارجي للبويضة ويؤدي إلى الإخصاب. رغم ذلك من غير الواضح ما إذا كان مستوى فيتامين (دي) يمكن أن يزداد بيوم إضافي في الشمس أو تناول مكمل غذائي, وفي هذا التحقيق نتعرف على فيتامين (دي) وفوائده الصحية كما نتعرف على أهم المأكولات الأخرى التي تقوي خصوبة الرجال, وذلك من خلال آراء الخبراء والمختصين.
يقول الدكتور خالد عبد الفتاح استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم: الغذاء يلعب دورا أساسيا في زيادة الرغبة والقوة الجنسية وتكوين الحيوانات المنوية, وأيضا الفيتامينات, وبخاصة فيتامين (دي) الذي يؤدي الى رفع كفاءة كل أنشطة وأجهزة الجسم بما فيها الجهاز العصبي والدورة الدموية وغيرها من العوامل المؤثرة في النشاط الجنسي.
ورغم أن سر قوة الرجال الجنسية وزيادة خصوبتهم يكمن في دور فيتامين (دي), فإن هناك علاقة بين هذا الفيتامين وزيادة هرمون الذكورة التستوستيرون وأن زيادة فيتامين (دي) في جسم الرجال يوميا يخفض احتمال الإصابة بالعجز الجنسي وضعف الإخصاب الى النصف, ولهذا الفيتامين فوائد كثيرة فهو يساعد على تكوين العظام والحفاظ عليها ويمنع الإصابة بالأمراض القلبية ويخفض خطر الإصابة بالأمراض السرطانية. ويعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء, اللازمين لتكوين العظام والأسنان, كما يساعد على إعادة امتصاص الفوسفور من الكلى, ويساعد أيضاً على الاستفادة من الفوسفور في حالة نقصه في الغذاء والعظام, ويمكن الحصول عليه من مصادر كثيرة أبرزها أشعة الشمس واللبن ومنتجاته والبقول والحبوب الكاملة وسمك التونة والسلمون وحليب الصويا. ومن خلال تناول حبوب غنية بحامض الفوليك, مثل السبانخ والهليون. ويجب تفادي الصويا, الغذاء الأكثر خطورة على خصوبة الرجال. وكذلك التقليل من الدهون المتحولة, فقد أثبتت دراسة نشرتها جامعة هارفارد أن الرجال الذين يملكون نسبة عالية من الأحماض الدهنية المتحولة في منيهم كان عندهم عدد أقل من الحيوان المنوي.
كما أن فيتامين (دي) لا يعزز فقط فرص الإنجاب وزيادة الحيوانات المنوية والرغبة الجنسية, بل يقوي الجسم بشكل عام والمعدة ويطهر الدم ويساعد على سرعة إذابة الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية. ويساعد على زيادة تركيز السائل المنوي وبالتالي يقود الى علاج العجز الجنسي. وأيضا ينبه الرغبة الجنسية ويحفز الإنسان للإثارة الجنسية ويعيد الطاقة الى الأجساد المنهكة وتنقذ بذلك الحياة الجنسية للرجال من الفشل والتراجع.
وهناك الكثير من الأطعمة تسهم بشكل فعال في علاج العجز الجنسي وضعف الخصوبة عند الرجال وتمد الجسم أيضا فيتامين (دي) وفي مقدمة هذه الأغذية الفواكه وخصوصا البطيخ والفراولة والرمان والعنب والمانجو والخضراوات مثل الخس والطماطم والجرجير والفجل وغذاء ملكات النحل تعالج العقم الناتج عن نقص الحيوانات المنوية. والأسماك والمأكولات البحرية وبخاصة المحار والكافيار حيث تساعد في زيادة تركيز السائل المنوي.

ظلم فيتامين "دي"

يقول د.فؤاد علي عبد الجليل الشريفة رئيس قسم الأغذية الخاصة والتغذية بكلية الزراعة جامعة القاهرة: من الظلم لفيتامين (دي) أن نحصر فائدته فقط في زيادة الخصوبة فإن كانت ميزة فيه فهي ليست الوحيدة فهو يساعد في تشكيل خلايا الدم, ويقوي المناعة, كما أنه الأساس لتوازن الكالسيوم في الجسم, مما يساعد على تزويد العظم بالمعادن وتشكيل وتقوية الهيكل العظمي والأسنان.
كما تظهر قدرة فيتامين (دي) في توفير الحماية من أمراض المناعة كالتهاب المفاصل المناعي, تصلب الأنسجة المتعدد, وسكري الأطفال, ويساعد الجسم على الحفاظ على مستويات الأنسولين الضرورية في الدم. ويسهم أيضا في علاج معظم الأمراض الروماتيزمية التي تتسم بالارتباك واختلال الجهاز المناعي وبخاصة الخلايا الليمفاوية "بي" و"تي", حيث ثبت أن هذا الفيتامين ينقص لدى هؤلاء المرضى.
وتعمل الأشعة فوق البنفسجية التي تتواجد في أشعة الشمس على تنشيط فيتامين (دي) الموجود تحت الجلد وتجعله في حالة نشطة وتزيد من عمله في زيادة تركيز الكالسيوم في الدم عن طريق زيادة امتصاصه من الطعام. لذلك ينصح بالتعرض لأشعة الشمس يومياً من 5 - 10 دقائق في الأوقات التي تكون حرارتها معتدلة.

نقص الفيتامين

تقول الدكتورة جاسلين غريب أخصائية القلب والأوعية الدموي: نقص فيتامين (دي), ينتج عن عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف, ومشكلات في الجهاز الهضمي, والذين يعانون من التليف الكيسي, والذين يعانون من السمنة الحادة, ويعتبر نقص فيتامين (د) مرضا منتشرا ويتأخر تشخيصه كثيرا بسبب تطور المرض ببطء وبسبب طبيعة الحياة المدنية والسكن في شقق مغلقة, ومن أعراض نقصه تقوس الساقين, وهشاشة العظام عند الكبار, ومشكلات في الأسنان والجلد والشعر, والالتهابات المتكررة وخصوصا في الجهاز العلوي من الجهاز التنفسي, والكساح عند الأطفال: وتشمل أعراض المرض إعاقة النمو الطبيعي وتأخر ظهور الأسنان والإصابة بالهزال وكذلك لين العظام, وقد تتعرض النساء اللاتي يعانين من نقص فيتامين (دي) إلى تشوهات في عظام الحوض, ما يسبب لهن صعوبة الولادة, وزيادة في إفراز هرمون الجار درقي الذي تفرزه الغدة الجار درقية, حيث تعمل الغدة هذه مع فيتامين (دي) على تنظيم مستوى الكالسيوم في الجسم, وعدم القدرة على تحويل المواد الايضة المكتسبة إلى المواد التي يحتاجها الجسم, والاكتئاب, وأمراض القلب والسكتة القلبية وارتفاع ضغط الدم, والسكري النوع الأول والثاني, وتعب عام, وحتى نستطيع التغلب على نقص فيتامين (دي) وتعويض نقصه, وذلك عن طريق التعرض لأشعة الشمس في فترات الصباح الباكر والمساء من دون استخدام واقي الشمس, وأخذ جرعات دوائية ومكملات غذائية تحتوي على هذا الفيتامين, والاهتمام بنوعية الغذاء, وخصوصا زيت كبد الحوت, الأسماك الدسمة مثل السلمون والسردين والتونة, والألبان ومنتجاتها.