التنشئة الدينية تقلل الاضطرابات النفسية عند المراهقات

التنشئة الدينية تقلل الاضطرابات النفسية عند المراهقات



أكدت الدكتورة جيهان النمرسى، أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر والمستشار النفسي والأسري بالتليفزيون المصري والفضائيات، أن التربية الدينية السليمة للفتيات تقلل من وجود الاضطرابات النفسية كالاكتئاب وغيره من الأعراض التي تتعرض لها الفتاة خلال مرحلة المراهقة، موضحة أن التربية الدينية منذ الصغر تسهل على الأم التنشئة الاجتماعية لابنتها.

وأشارت إلى أن الفتاة في مرحلة المراهقة تواجهها العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية نتيجة التمرد على المجتمع والواقع الذي تعيشه، لذلك يتعين على الأم إشعار ابنتها بالحب والحنان والاحتضان الدائم ومحاولة تقمص دور إحدى صديقاتها لتكون على مقربة منها وتستطيع ملاحظة التغيرات السلوكية والنفسية التي تمر بها ابنتها.

وحول خصائص مرحلة المراهقة وأهم المشكلات وكيفية التغلب عليها كان لموقع "رسالة المرأة" هذا اللقاء مع الدكتورة جيهان النمرسى.

- متى تبدأ مرحلة المراهقة خاصة عند الفتيات ؟

* تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة عند الفتيات غالبا من سن 10 وحتى 13 سنة، والمتأخرة من سن 14 إلى 28 سنة، ومع التقدم التكنولوجي حاليا ظهرت مشاعر المراهقة بالمرحلة الابتدائية في بعض المدارس المختلطة، وقد طلب منى إعداد بحث لكيفية التعامل مع هذه المرحلة حتى تمر بسلام.

- ما خصائص مرحلة المراهقة وأهم مشكلاتها ؟

* يحدث تغيرات جسمية وفسيولوجية يصاحبها تغيرات في الانفعال، حيث تبدأ الفتاة الاهتمام بمظهرها وجمالها حتى تشعر بأنوثتها وبأنها جميلة في عيون الآخرين، ويصاحب ذلك محاولة فرض الرأي والسيطرة على البيت، مع العصبية الشديدة لأتفه الأسباب، وقد يتسبب هذا في حدوث العديد من المشكلات من جراء إحساس الفتاة بأنها مازالت صغيرة من خلال معاملة أسرتها لها وخاصة الأم التي تعاملها على هذا الأساس، فيحدث نوع من الفتور في العلاقة فيما بينهما.

- وما أهم المشكلات النفسية التي تعاني منها الفتاة أثناء مرحلة المراهقة؟ وكيف يمكن التغلب عليها ؟

* تتعرض العديد من الفتيات لبعض الأمراض النفسية كالاكتئاب النفسي الذي قد يدفعها للانتحار، فإذا كانت الفتاة تعاني من سمنة مفرطة أو من عيوب خلقية في وجهها مثلا وشعرت بعدم تقبل الآخرين لها، فإنها تشعر بالحزن الشديد إزاء ذلك، ويمكن التغلب علي ذلك مبكرا من خلال محاولة الأم إقناع الفتاة بأن الجمال الروحي والداخلي والأخلاق الحميدة أفضل من الشكل الخارجي، وإذا لم تقتنع المراهقة تلجأ الأم إلى الطبيب المختص حتى يحدث التوافق الجسمي مع النفسي .

- ماذا تفعل الأم إذا اكتشفت أن ابنتها تعاني مشكلة عاطفية ؟

* هناك بعض الأمهات اللاتي يفتقرن للوعي السليم حول التعامل مع مثل هذه الحالات، فإما يتجاهلن ذلك أو يلجأن إلى أسلوب التهديد والوعيد لبناتهن، وهو ما ينعكس بالسلب على المراهقة وبالتالي يؤدي إلى عواقب وخيمة على الفتاة نفسها وعلى أسرتها، وذلك لعدم وجود التوجيه والإرشاد للطريق الصحيح، لذلك ينبغي على الأم عندما تدرك أن ابنتها تمر بحالة عاطفية معينة ـ تعبر عن نفسها من خلال أشكال مختلفة كالبكاء أو الشرود و السرحان طوال الوقت ـ أن تشعر ابنتها بالحب والحنان والاحتضان الدائم، كنوع من الحوارالواعي غير المباشر والذي يرشدها إلى توجيه مشاعرها إلى الاتجاه الصحيح .

- كيف يمكن إعداد المراهقة للزواج وتحمل المسئولية ؟

* اعداد الفتاة للزواج يأتي عن طريق الأم القدوة، لأن الفتاة نسخة مصغرة من أمها، فعندما تراها ناجحة في تحمل مسئولية إدارة بيتها وتربية أولادها ، تحب الفتاة الزواج والعكس إذا رأت أمها مقهورة ومتعبة، تكره الزواج، لذلك على الأم توعية ابنتها بأن الحياة الزوجية مسئولية وتختلف من أسرة إلى أخرى، وأن الفتاة المتعلمة والمثقفة تكون ناجحة في حياتها الزوجية أكثر من غيرها.

- هل للمؤسسات التعليمية والمجتمع والإعلام دور فى تحديد شخصية المراهق؟

* لاشك أن المدرسة عامل رئيس في تحديد الشخصية؛ لأنها أول انفصال للطفل عن أسرته، لذلك ينبغي توافر إرشاد ديني ونفسي منذ الصغر، مع تفعيل دور الاختصاصى النفسي في المدارس لتوعية المراهق بأهم المشكلات النفسية التي تواجهه، بالإضافة إلى ضرورة عمل دورات تدريبية وورش و ندوات بالمدارس والجامعات، يستطيع المراهق من خلالها عرض مشكلاته على مجموعة من المتخصصين يقومون بحلها بطرق صحيحة، مع مراعاة وجود إعلام هادف لتوعية المراهق بطريقة سليمة وليس إسفافا كما يفعل بعض الفنانين غير المتخصصين في العديد القنوات الفضائية بالإعلان عن الخط الساخن لحل مشكلة المراهق وبالتالي إعطاء معلومات خطأ تضر بالمراهق والمجتمع .

- ما أهم النصائح للفتيات في مرحلة المراهقة ؟

* التمسك بالوازع الديني وذلك لأن الوعي الديني يقلل من حدوث الاضطرابات النفسية، كما أن الدراسات أثبتت أن الفتيات اللاتي يتمتعن بتربية دينية سليمة أقل الناس تعرضا للاكتئاب والانتحار. إضافة إلى الرضا النفسي والقبول، وهذا ما تزرعه الأم من خلال معاملتها مع ابنتها على أنها زهرة جميلة متفتحة تغرقها بالحب والحنان كأن تقول لها باستمرار" أحبك يا ابنتي، أنت غالية علينا...إلخ هذه الكلمات تمد جسور المحبة والصداقة الحميمة بين الفتاة وأمها، كما تمنح الفتاة الشعور بالأمان.