لغذاء صحي: النظافة أولا

قد نصاب أحيانا نحن أو بعض أفراد أسرتنا بإسهال وقيئ بعد وجبة غير صحية وقد نسمع بين الفينة والأخرى بالتسممات الغذائية الجماعية، ولكننا قليلا ما نتساءل عن الممارسات التي أدت لتسمم ذلك الطعام ونادرا ما نصحح عاداتنا السيئة في تعاملنا مع الأطعمة. يصاب الملايين من الناس سنويا عبر العالم بالتسممات الغذائية وتتسبب في أضرار صحية قاتلة أحيانا كما تنتج عنها خسائر مادية جسيمة مما يجعل منها مشكلا صحيا عالميا. ترجع هذه الأمراض في الغالب إلى تلوث الطعام بالجراثيم بسبب إهمال الأسس الصحية لنظافته في مرحلة من مراحل السلسلة الغذائية من المزرعة إلى مائدة الأكل. الغاية من هذا المقال أن نتقصى هذه الأسس ونتعرف على أخطائنا لنصححها حرصا منا على صحتنا وصحة أهلينا وإتباعا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك"


في المزرعة

تعود أسباب عدد كبير من التسممات إلى تلوث المزروعات بالبول أو البراز الذي يتركه العاملون في الحقول قربها أو في مياه السقي أو من خلال لمسها بأيادي ملوثة. ويتنافى هذا مع أسس النظافة التي حثنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بإماطة الأذى عن طريق الناس وعدم التبول في الطرقات والاستنجاء باليسرى وغسل اليدين .


عند البائع:

قد لا نملك كمستهلكين مراقبة سلامة الأغذية في مراحل التصنيع والإنتاج، ولكن الاختيار الصائب لما نشتري من مأكولات يجنبنا الكثير من المخاطر، لذا ينبغي:
- اختيار المواد الطرية وغير الفاسدة أو المتضررة خاصة الخضر، الفواكه واللحوم وذلك عبر فحص لونها، رائحتها وتماسكها
- الفحص الجيد للأطعمة المعلبة من خلال: تاريخ الصلاحية، نظافة الغلاف الخارجي وتماسكه، وكذا عدم انتفاخه أو تهرئه.
- التأكد من توفر مكان عرض الطعام على الشروط الصحية الملائمة لكل نوع وأهمها : النظافة، الجفاف، البعد عن أشعة الشمس، الحفظ من الملوثات الخارجية، التبريد بالنسبة للمأكولات التي تحتاج لذلك كاللحوم والحليب ومشتقاته.
- المأكولات التي تحتاج للتبريد تكون آخر ما نشتري وأول ما نضع في الثلاجة عند دخول البيت حفاظا على سلسلة التبريد.
- تجنب تذوق الطعام قبل شرائه إذا كان متسخا أو بأيدي متسخة.




في المطبخ :

كثيرا ما تكون التسممات الغذائية ناتجة عن وجبة منزلية بسبب إهمال بعض أسس النظافة وأهمها:

• نظافة المطبخ الذي يعد مرتعا للجراثيم لذلك ينبغي الحرص على تنظيفه باستمرار خاصة:
- مكان الاشتغال: غسله جيدا بالمنظف والماءبعد مسحه بماء جافيل.
- عدم استعمال المطبخ للوضوء أو تنظيفه بأدوات تنظيف الحمام.
- استعمال مناديل نظيفة مخصصة لكل غرض: منديل للأواني، فوطة لليدين، ممسحة لمكان الاشتغال مع الحرص على تنظيفها بماء جافيل وتجفيفها باستمرار.
- استعمال أواني طبخ نظيفة وجافة لإعداد الطعام وطهيه.

• نظافة اليدين من أهم الأسس الرئيسية لضمان الأكل السليم،
فمعظم التسممات تنتج عن تلويث الطعام بالأيدي الملوثة سواء كان من يحضر الطعام مريضا أو لا يبدي أعراضا ولكنه يحمل الجرثومة في أمعائه، أو ينقلها من أكل لآخر. لذلك نحرص على :

- غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل البدء بتحضير الطعام.
- نظافة اليدين أثناء تحضير الطعام وذلك بعدم لمس الأنف والفم أو بعض أعضاء الجسم الأخرى أو أماكن متسخة في المطبخ كمكان القمامة مثلا و غسل الأيدي مرة أخرى إن حصل ذلك.
- غسل اليدين وكذا مكان الاشتغال بعد لمس اللحوم خاصة الدجاج أو البيض المعد للطهي حتى لا نلوث المواد التي تتناول طازجة، فلا نحضر السلطة مثلا بعد لمس الدجاج النيئ دون غسل اليدين أو بنفس السكاكين التي استعملت لتقطيع الدجاج لأنه قد يحتوي على جراثيم لا تدمر إلا بفعل الحرارة .
- سلامة اليدين والأظافر من الأمراض والقروح والتقيحات .
- نظافة الملبس وغطاء الشعر.

• نظافة الأكل:

- غسل المواد الغذائية جيدا بالماء خاصة الخضر والفواكه قبل تقشيرها ونقعها في ماء أضيف إليه نقطة من مادة مطهرة كخل التفاح مثلا.
- طهي الطعام جيدا وخلال مدة مناسبة لأن العديد من الجراثيم يتم القضاء عليها بالحرارة خاصة الموجودة في اللحوم.
- تجنب تذوق الطعام المهيأ بملعقة وإعادة إدخالها في الطعام.
- إذابة اللحوم المجمدة قبل طهيها وطهي اللحم المفروم مباشرة بعد إخراجه من المجمد.



في الثلاجة:

الاستعمال الخاطئ للثلاجة قد يحولها مكانا لتلويث الطعام عوض الحفاظ عليه:
- حفظ الطعام في إناء نظيف مغلق من أهم أسس التحفيظ كما أمرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم "غطوا الإناء وأوكوا السقاء".
- المأكولات التي تحتاج للتبريد بصورة ضرورية: اللحوم – الطعام المطهي والأكل المهيء – الحليب ومشتقاته – البيض – العصائر.
- تنظيف الثلاجة بماء وسائل منظف كل أسبوع.
- غلق الباب بإحكام للحفاظ على درجة حرارة متوازنة 0°- 4° درجة.
- عدم ملئ الثلاجة كثيرا لتسهيل سريان التيار البارد.
- عزل الأطعمة المطهية عن الأطعمة النيئة وكذا اللحوم عن الفواكه والخضر التي تؤكل طازجة.
-: احترام درجة حرارة تجميد الأطعمة المجمدة، وعدم إعادة تجميد الأطعمة المذابة.
- ما لا يوضع في الثلاجة يحفظ في مكان جاف معتدل الحرارة وبعيدا عن الضوء.


فوق مائدة الطعام :

بعض الممارسات تؤذينا وبعضها ننقل بها المرض لمن يجالسنا للأكل لذا لا نغفل:
- غسل اليدين جيدا قبل تناول الطعام.
- استعمال أواني نظيفة لتقديمه وتناوله (سكين – ملعقة - صحن).
- تناول الطعام مباشرة بعد إعداده وعدم تركه طويلا خارج الثلاجة.
- الأكل في مكان نظيف.
- تجنب لعق الأصابع وسط الأكل خاصة إن كان في صحن جماعي.
- تجنب قطع اللقمة بالأسنان ثم إعادة تغميسها في الصحن الجماعي.
- تجنب حك الأنف أو الشعر أو ما شابه أثناء الأكل و العطس في وجوه المؤاكلين.
- تجنب النفخ في الطعام قصد تبريده لأنه يتلوث بجراثيم الفم وقد نهانا عن ذلك رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام.



نداء

لكل مزارع يشتغل في الحقول، لكل امرأة تعد الأكل لأسرتها، لكل بائع جزار أو خضار أو بقال أو خباز، لكل طباخ أو صاحب مطعم، نقول: سلامة صحتنا وصحتكم بين أيديكم فرجاء احرصوا على غسلها.

..................