هذة حال المجالسة..ولا بد لي من المؤانسة .!! ج 1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذة حال المجالسة..ولا بد لي من المؤانسة .!!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وبعد :


حضورنا الأكارم

ديننا الإسلامي دين تآلف وتراحم وتواد فالمسلمون كما قال صلوات ربي وسلامه عليه كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى


ولا يمكن أن يتم ذلك ويتحقق إلا بالإختلاط والتواصل بين المسلمين بل جعل عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الأفضليه لمن يخالط الناس ويصبر على أذاهم


فقال : << المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم >> ((السلسلة الصحيحة)) (2/602/ رقم 339).



لكن ديننا مع ذلك جعل للتعامل والعلاقات بين الناس أداب وجعل الإلتزام بها عبادة وقربة لله جل وعلى ومما سنتطرق له في مجلسنا المبارك هذا الزيارت النسائية .



والزيارات النسائية مهمة ولا شك إذا كانت بقدر وروعية فيها الضوابط الشرعية واستغلت بالتواصي بالخير وعلى البر والتقوى



لكن الحاصل مع الأسف أخوة الإيمان أن جرت العادة في أغلب المجتمعات أن تخصص النساء فترتي الصباح أوالمساء أو كلاهما عند البعض لزيارة الصويحبات أو إستضافتهن



أجتماعات همها قتل الوقت وضياعه ولا حول ولا قوة إلا بالله وهي غير مقيدة بمكان ولا وقت فمن منزل إلى حديقة أو استراحة ولم تسلم حتى وقت استراحة العمل بالنسبة للعاملات من مثل مايقع في التجمعات النسائية



وبحمدالله أن التواصل بين الأقارب في مجتمعنا مازال بخير ومن مثل ذلك ماتفعله أكثر الأخوات المتزوجات من تخصيص يوم في الأسبوع يجتمعن فيه في بيت العائلة



لكن يتحول ذلك الإجتماع والتواصل الخيّر لبث الهموم على الأخريات وفيه مافيه من غيبة الزوج وأهله ثم التطرق لفلانة وعلانة ثم الحديث فيما لا ينفع ..



ويجلسن الساعات لا يذكرن الله فيها ماهي إلا ( الغيبة والنميمة وربما البهتان ) ..



وسنتطرق في موضوعنا الليلة بإذن الله عن مساوىء المجالس النسائية وأسبابها والعلاج



مساوىء المجالس النسائية :



1- بداية المساوىء ترك السلام حين دخول المجلس وحين الخروج منه واستبدالها بالتحايا المحدثة حتى صدقت من قالت لا تكاد تعرف مدى إلتزام المرأة إلا من تحيتها حين تبدىء بالسلام



وقد قال عليه الصلاة والسلام : < إذا أنتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم فإن بدا له أن يجلس فليجلس ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى بأحق من الآخرة > رواه أحمد والترمذي والبخاري في الأدب المفرد



2- قلة ذكر الله في المجلس أو عدمه وقد قال صلى الله عليه وسلم : < ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا اسم الله تعالى فيه إلا كان عليهم ترة يوم القيامة > أي حسرة وندامة .



3- وعلى النقيض من ذلك فمدار الحديث في المجالس النسائية حول التالي :

الحديث عن أخر الموضات والأزياء وقصات الشعر والتسريحات والفن والفنانين والفضائيات ومايبث فيها من سموم وعفن ..



وكذلك الحديث عن الناس بما يكرهونه وغيبتهم بذكر مالا يحبونه وقد يكون الوقوع في أعراضهم من قبيل الضحك والتفكه والسخرية ولو نُهيت أحداهن لقالت بما تريديننا أن نتحدث هل نكتفي بمجلسنا بالنظرات !! ؟



سبحان الله !!! إن لم تتحدث بأعراض الناس فقد أنتهى مخزونها الكلامي !! ولم يتبقى لديها ما تقوله !!



إن صح ما قالت فالعيب ليس في ندرة الحديث لكن في خلو جرابها من خير الكلام وعلى مجلس يضم أمثالها ألف سلام .. !



وعن الغيبة يقول الإمام النووي رحمه الله : ( فأما الغيبة فهي ذكرك الإنسان مما فيه بما يكره سواء كان في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خُلقه أو ماله أو ولده أو والده أو زوجه أو خادمه أو مملوكه أو عمامته أو ثوبه أو مشيته أو حركته وبشاشته وعبوسه وطلاقته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظك أو كتابك أو رمزت أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك ) أ.هـ



* النميمة : وهي نقل الكلام بين الناس على وجه يفسد بينهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : < لا يدخل الجنة نمام > متفق عليه .



* المسارعة في نشر أخبار الناس دون تثبت منها قال صلى الله عليه وسلم : < كفى بالمرأ كذباً أن يحدث بكل ماسمع > رواه مسلم .



* كثرة الكلام والثرثرة فيما لا ينفع وإن كان مباحاً قال صلى الله عليه وسلم : < إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني في الأخرة أحسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني في الأخرة أسوؤكم أخلاقاًً الثرثارون المتفيهقون المتشدقون > رواه الإمام أحمد .

* وقد يتكلمن بكلام عابث من سخط الله من غير أكتراث وقد قال صلوات ربي وسلامه عليه : < ... وإن العبد ليتلكم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم > رواه البخاري .



* الحديث عن الأمور الزوجية الخاصة وربما مناقشتها والتندر حولها تلميحاً أو تصريحاً وفي استبانة طرحت من بعض الأخوات عن مدار أحاديث الجلسات النسائية كانت النتيجة مع الأسف 70% حول الأمور الزوجية



وهذا أمر خطير وفيه من المساوئ الشيء الكثير لأنها مع ما فيها من الإثم قد تتلقى من الحاضرات توصيات تهدم ولا تبني لأنها تكون من نساء لسن أهلاً للإستشارة



وربما الحديث في هذه الأمور يشعل نار الغيرة لدى بعضهن وخاصة اللاتي يجدن قصوراً من أزواجهن مما يؤدي بناء على ذلك من إثارة المشاكل الزوجية ...



4- من الأخطاء تأخير الصلوات عن وقتها لحين العودة إلى البيت أو الصلاة قريباً منهن وهن يدرن الحديث مع بعض والأصوات عالية والقهقهات مرتفعة



فلا هي في صلاتها ولا معهن فأنى لمثلها الخشوع في صلاتها قال جل من قال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون }



6- ومن المحاذير أستعمال الطيب حين الخروج للزيارة من قبل الزائرات أو إمرار البخور على النساء من قبل المضيّفات قال صلوات ربي وسلامه عليه : < أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية > رواه أحمد.



7- الخروج للزيارة بعبائة فاتنة وضيقة ومزينة بالتطريز والقيطان والخرز فتحولت من عباءة لستر الفتنة التي نُهين عن إبدائها إلى فتنة على فتنة .



لبس القصير أو البنطال وعاري الأكمام والشفاف أو ملابس ساترة ولكنها ضيقة جداً تحدد وتصف عورة المرأة وكذلك التسريحات المشبوهة وقص الشعر قصة تشبه قصة الرجال أو قصة أستهوتها بعد أن رأتها على فنانة كافرة فأعجبت بها وقصتها تيمناً بها وحباً



ولا تتحجج المرأة ذات اللباس المبتذل أنها أمام نساء فقد سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله هذا السؤال ونصه :



ما حكم لبس الثياب الضيقة أو القصيرة أو المشقوقة من أحد الجوانب أو القصيرة الأيدي ؟



ج : الثياب الضيقة التي تبين تفاصيل البدن لا تجوز للمرأة فإن ظهورها بذلك يلفت الأنظار حيث يتبين حجم ثدييها آو عظام صدرها أو إليتيها أو بطنها أو ظهرها أو منكبيها أو نحو ذلك فاعتياد مثل هذه الأكسية يعودها على ذلك ويصير ديدنها ويصعب عليها التخلي عنه مع ما فيه من المحذور وهكذا لبس القصير أو مشقوق الطرف بحيث يبدو الساق أو القدم أو قصير الأكمام ولا يبرر ذلك كونها أمام المحارم أو النساء



لأن اعتياد ذلك يجر إلى الجرأة على لبسه في الأسواق والحفلات والجمع الكثير كما هو مشاهد وفي لباس النساء المعتاد ما يغني عن مثل هذه الألبسة . والله أعلم . ( فتاوى الكنز الثمين للشيخ ابن جبرين ).



8- من المحاذير الإسراف والتبذير في تقديم المأكل والمشرب بحيث يتحول مايقدم وبخاصة إذا كان دورية إلى مماراة ومبارة في التقديم .



9- من الأخطاء أرتفاع الأصوات في المجلس بشكل مزعج وقد يصل إلى الرجال غير أبهات دون حياء هذا مع مافي رفع الصوت من النهي لقوله تعالى : { واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } لقمان 19 .



10- كثرة المزاح الذي يتجاوز فيه الحد وقد يكون مزاحاً ثقيلاً وجارحاً للمشاعر مما يملىء القلوب بالأحقاد وقد يكون محرماً لإشتمالة على الكذب قال صلى الله عليه وسلم : < ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل يحدث فيكذب > رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه، كما حسنه الألباني في غاية المرام).



11- ومن المساوئ إطالة الجلسة بغير داع مما يعطل المزورة عن أعمالها ويتسببن في ضياع أوقاتهن ووقتها وعن عبد الله بن عمرو قال عليه أفضل الصلاة والسلام : < زر غباً تزدد حباً > رواه الطبراني وإسناده جيد‏



وبعد أن ذكرنا شيئاً من مساوئ الجلسات النسائية فإن ذلك يقودنا لسؤال وهو :



س – ماهي الأسباب التي جعلت أكثر الاجتماعات النسائية على هذه الصفة والمنوال ؟

يتبع...