وقفة مع غزوة بدر

الحمد لله رب العالمين والعاقبةللمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن أهم الدروس المستفادة من غزوة بدر هي:
أولا:لا إيثار في الطاعات:
فهذا سعد بن خيثمة لما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر قال له أبوه:لابد لأحدنا أن يقيم فآثرني بالخروج,فانظر رعاك الله إلى إجابة (سعد)قال:لو كانت غير الجنة لآثرتك بها,فاستهما وخرج سهم سعد وقتل شهيدا رضي الله عنه وأرضاه.
ثانيا:أثر الكلمة المشجعة:
لما علم المسلمون بنجاة عير القريش وخروج جبابرة مكة ,تشاور المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أصحابه واستمع إليهم ,فتكلم أبوبكر وأحسن وتكلم عمر وأحسن وتكلم سعد بن معاذ وأحسن,ثم تكلم المقداد ولنترك الكلام لعبدالله بن مسعود حيث يقول:شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به ,أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال :لا نقول كما قال قوم موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك ,قال عبدالله:فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه.
ثالثا :الحسنة الكبيرة تحفظ المسلم:
(حاطب ين أبي بلتعة)أحد الذين شاركوا في غزوة بدر ولكن هذا الصحابي الجليل أرسل إلى كفار مكة رسالة في عزم النبي صلى الله عليه وسلم على فتح مكة فعلم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الرسالة وأرسل من يأخذها من تلك المرأة التي كانت تحمل تلك الرسالة قبل أن تصل إلى كفار قريش ,فسأل النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا عن أمر الرسالة ,فأخبر أنه ما نافق وما بدل لكنه أراد أن تكون له يد عند قريش,فقال عمر :يا رسول الله:دعني فلأضرب عنقه,فقال سول الله صلى الله عليه وسلم :يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال اعملوا ما شيئتم فقد غفرت لكم.
فانظ حسنة (حاطب)الكبير بالمشاركة في غزوة بدر حفظته من القتل في الدنيا وأصبح من المغفور لهم.
هذا ما تيسر إعداده وكتابته أسأل الله أن ينفع بما كتبنا وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل