التعرض طويلاً لأشعة الشمس أهم أسباب السرطانات

التعرض طويلاً لأشعة الشمس أهم أسباب السرطانات
كتبت - إيناس عوض:

يساهم الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في فصل الصيف, وعوامل الطقس المصاحبة لها والمزعجة كالرطوبة والغبار في الاصابة بعدد من الأعراض والأمراض المتفاوتة في حدتها وشدتها باختلاف طبيعة ومناعة أجسام المصابين.
وفي المحاولات المستمرة لنشر الوعي من قبل الاطباء في مختلف التخصصات الطبية, اتفق بشكل عام على تسمية الأمراض المرتبطة بفصل الصيف بأمراض الصيف التي يندرج تحتها قائمة طويلة من الأمراض والاعراض التي تصيب كل أجزاء الجسم بداية من الجلد والعيون ومروراً بالجهاز التنفسي ووصولاً الى الجهاز الهضمي.
على مدى عدد من الحلقات الطبية المتتالية تفتح "السياسة" ملف أمراض الصيف لتسلط الضوء على أشكالها وانواعها واعراضها وسبل علاجها والوقاية منها من خلال أطباء متخصصين في مجالات مختلفة.


التقينا اولاً اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل والحاصل على الدكتوراة في طب وجراحة أمراض العقم من "الهيلث كير كلينك" الدكتور جمال الحداد الذي تحدث عن أمراض الجلد في الصيف وقال: للشمس فوائد صحية متعددة بما تملكه من قدرة على قتل الميكروبات وما تحمله من فيتامينات مهمة بالاضافة الى انها ضرورية لصحة الجلد وهي علاج لبعض الأمراض الجلدية. ورغم ذلك فان الأمراض الجلدية من المشكلات الصحية المهمة التي تؤرق الرجال والسيدات في فصل الصيف حيث ان ارتفاع درجات الحرارة قد يتسبب في اصابة اصحاب الجلود الحساسة بحروق شمسية من الدرجة الأولى وبالامراض الجلدية الصيفية وكثرة التعرق عامل محفز لحدوث الالتهابات الجلدية. بالاضافة الى ان سهولة الاختلاط في حمامات السباحة والشواطئ يؤديان الى سهولة انتشار الأمراض الجلدية وانتقال العدوى الى الاشخاص الاخرين. كما ان هذه الاضرار الصحية التي يتعرض لها الناس في الصيف تتوقف على الكثير من العوامل مثل وقت التعرض للشمس لها ولون البشر وصحة الجلد والانسان ككل, ومدى الاحتياطات التي يتخذها كل انسان خلال هذه الفترة.
واضاف: مما سبق ننتهي الى ان شمس الصيف احد العوامل المهمة التي تلعب دورا في الاصابة بالأمراض الجلدية وجلد الانسان قد يتاثر بالتعرض المباشر للشمس في الصيف وياخذ شكل التهابات وحروق عند الاطفال الصغار. فعندما يذهب الاطفال الى المصايف ويجلسون على الشاطئ نجد ان الجلد قد تسلخ وكانه محروق بسبب تعرض الطفل مباشرة لاشعة الشمس, وتتضمن الشمس ثلاثة انواع من الاشعة خصوصا البنفسجية وهي أشعة قصيرة الموجة ومتوسطة الموجة وطويلة الموجة والأشعة طويلة الموجة هي وتحديدا اثناء الشمس أثناء الشروق وقبل الغروب, والأشعة القصيرة والمتوسطة تكون أثناء منتصف اليوم وهي مؤذية جداً للجلد خصوصاً بالنسبة للأطفال والسيدات لأن بشرتهن حساسة أكثر وبالتالي التعرض لاشعة الشمس في هذه الفترة مضر لبشرتهن.
وحذر الحداد من خطورة التعرض لأشعة الشمس على المدى الطويل على الجلد حيث ثبت أن ذلك قد يسبب الاصابة بالحساسية الضوئية المزمنة, والتي تظهر في صورة التهابات مزمنة وتزيد من التجاعيد وترهل الجلد كما قد تزيد من نسبة تسرطن الجلد ولكن من نعم الله علينا أن نسبة الاصابة بسرطان الجلد قليلة جداً في منطقتنا العربية لأننا من ذوي البشرة السمراء الناجمة عن وجود مادة الميلانين التي تفرزها خلايا معينة داخل الجسم ونلاحظ أننا بعد قضائنا عشرة أيام مثلاً في المصيف يكون جلدنا قد اسمر والتفسير العلمي لذلك أن الخلايا المسؤولة عن افراز مادة الميلانين تتحرك من الطبقة القاعدية الى الطبقة العليا فتكون شبكة من الخلايا الملونة التي تفرز على الجلد فتمتص أشعة الشمس وتعكسها وبالتالي نسمر لكن التعرض للشمس مباشرة لفترات طويلة وذلك في بلاد مثل استراليا, يرفع نسبة الاصابة بسرطان الجلد حيث يتمتع شعبها بالبشرة البيضاء والتي تفتقد الى الميلانين وعن¯د تعرضها للشمس فهي تحمر ولا تسمر. وقال ثمة أشخاص أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بأمراض الجلد في الصيف, وهم اصحاب البشرة البيضاء الحساسة, ومع اننا هنا في منطقة الخليج يتمتع ببشرة تميل الى الاسمرار الا ان الشمس قوية لدرجة قد تؤثر بالسلب ايضا على اصحاب البشرة السمراء. كما ان الذين يعرقون بغزارة معرضون للاصابة بالأمراض الجلدية وهذا يختلف من انسان الى اخر حسب العوامل الوراثية فهناك من لا يعاني من هذه المشكلة وهناك من تؤرقه هذه المشكلة لدرجة انها قد تؤثر على حياته الاجتماعية. خصوصاً ان الزيادة المفرطة في العرق الى جانب عدم الاهتمام والعناية بالنظافة ما يؤدي الى تكاثر الاتربة والميكروبات والتي تسبب بدورها انخفاضاً في مناعة الجلد ما يساعد على ظهور الفطريات والدمامل والالتهابات. كما قد يؤدي عدم الاهتمام بالنظافة وتكاثر الاتربة والميكروبات الى الانسداد في فتحات الغدد العرقية والتهابها وظهور الدمامل. ومن المعرضين لهذه المشكلات الذين يتعرضون للشمس بصفة دورية وباستمرار لفترات طويلة سواء بحكم عملهم او على الشواطئ, فالتعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة خاصة في المصايف وعلى شواطئ البحر يؤدي الى الاصابة بحروق الشمس وهي عبارة عن احمرار في الجلد يصاحبه ألم ثم يتحول الى ورم قد تنتهي في الحالات الشديدة الى ظهور فقاعات مؤلمة. ولفت الحداد الى ان بعض السيدات قد يصبن ببعض البقع الحمراء أو السمراء نتيجة استخدام العطور ثم التعرض لأشعة الشمس مباشرة, ونتيجة ذلك تحدث التهابات على شكل حبوب حمراء تصاحبها حكة بسيطة, وهذه الحبوب تنتهي على شكل بقع بنية اللون.
وهناك الكثير من السيدات يفضلن الخروج في الصيف وهن واضعات الماكياج وقد تبين أن الماكياج مع أشعة الشمس فوق البنفسجية قصيرة الموجة ما يجعلها تسبب حروقاً في الجلد والتهابات وظهور البقع السمراء التي تعاني منها معظم السيدات ولهذا فمن غير المناسب الخروج في فترة الظهيرة بالميكب.
أكثر الأمراض انتشاراً

واختتم الدكتور الحداد حديثه بتحديد الأمراض الجلدية الأكثر انتشاراً في فصل الصيف على النحو التالي:
- التعرق الزائد في جميع الجسم وخاصة الوجه وتحت الابط وبين الاصابع يؤدي الى الكثير من الأمراض الجلدية مثل الفطريات والتسلخات والروائح الكريهة.
- التهابات الجلد والحروق من الدرجة الاولى.
- الحكة الشديده والارتيكارية.
- الدمامل وخاصة في الاماكن التي يكثر فيها العرق.
- زيادة افراز الدهون وزيادة حب الشباب.
- النمش والكلف.
- الفطريات بانواعها.
- وهناك المشكلات التي تنتج عن حمامات السباحة مثل التهابات الكلور.
- الأمراض الجلدية التي تنتج عن التعرض بصورة كبيرة ومستمرة للشمس مثل ظهور التجاعيد وتسرطن الجلد.
وهناك أمراض جلدية تتأثر بالفصول المختلفة فمثلا ثمة أمراض تتأثر بفصل الشتاء واخرى للصيف, مثل الأمراض الجلدية المناعيه المرتبطة بالجهاز المناعي وأمراض الحساسية. فمن الأمراض المناعية نجد بعضاً يتأثر باشعة الشمس مثل مرض الذئبة الحمراء والمريض بها ممنوع من التعرض لاشعة الشمس لان هذا يزيد من حدة المرض حيث تظهر عليه بقع حمراء تشبه الفراشة على منطقة الخدين والانف والجبهة ويؤدي التعرض للشمس لزيادة حدة المرض ويعد مرض الحزاز الضوئي من الأمراض المناعية ويظهر على هيئة بقع لونها بنفسجي وتصاحبها حكة خصوصا في منطقة العين والساقين وتزداد مع التعرض للشمس.

أمراض العيون

وقال استشاري أمراض وجراحة العيون في مركز البحر للعيون الدكتور عبدالمطلب بهبهاني الأمراض التي تصيب العيون في فصل الصيف ثلاثة أنواع أولها جفاف العين بدرجات مختلفة, وثانيها حساسية العين والتي من أشهرها حساسية الملتحمة, وثالثها الالتهابات الميكروبية والبكتيرية التي تصيب العينين أو أحدهما نتيجة للعدوى من استخدام الاغراض الشخصية لشخص مصاب أو باللمس.
ثم شرح الدكتور بهبهاني حالة جفاف العين التي وصفها بالشائعة بشكل كبير في الكويت بفصل الصيف وقال: تقوم الغدد الدمعية بافراز دموع بصورة مستمرة وبكمية محدودة مُشكلة طبقة دمعية رقيقة تغطي سطح العين تعمل على المحافظة على رطوبة ونعومة سطح العين بصورة مستمرة- وهي مختلفة عن الدموع التي تفرز في حالات اثارة العين أو البكاء - وعند اضمحلال هذه الطبقة الدمعية يحدث جفاف العين. وتكون اعراض الاحساس بوجود جسم غريب, واحمرار العين وتجمع الافرازات المخاطية بالاضافة الى الشعور بالحكة في العين وحرقة شديدة, كما يصاحب الحالات الشديدة من جفاف العين نوبات كثرة الدموع وهي حالة ازدياد الدموع الثانوية من قبل الغدد الدمعية نتيجة اثارة العين بسبب فقدان الطبقة الدمعية الرقيقة. وأيضاً التذبذب في حدة الابصار وصعوبة التأقلم مع العدسات اللاصقة وتزداد حدة هذه الأعراض في آخر النهار ومع ارتفاع درجة حرارة الجو وسرعة الرياح ومع التدخين في الأماكن المغلقة.
وأشار بهبهاني الى وجود عدد من العوامل والأسباب التي تؤدي الى الاصابة بجفاف العين ومنها التقدم في العمر وخاصة عند النساء, وأمراض الجفن المزمنة مثل التراخوما, والاصابة بروماتيزم المفاصل المزمن بالاضافة الى استخدام بعض الأدوية مثل مدرات البول وادوية الحساسية والحبوب المنومة, تعاطي المشروبات الكحولية.
وشدد بهبهاني على ضرورة استعمال النظارة الشمسية لحالات جفاف العين لمنع تفاقم المرض, اضافة الى استخدام مرطب الجو داخل البيت عند استخدام التدفئة المركزية , وتجنب مسببات الجفاف للعين ان أمكن مثل دخان السجائر, واستعمال قطرات الدموع الصناعية والتي تعمل على ترطيب سطح العين. ومراهم فيتامين أ في حالات خاصة وحسب استشارة الطبيب, لافتاً الى أنه في بعض حالات جفاف العين قد يضطر الطبيب المعالج الى اغلاق قنوات تصريف الدموع جراحياً لكي تبقى الطبقة الدمعية لأطول فترة ممكنة. ويزول جفاف العين. عن أمراض حساسية العين في فصل الصيف قال د.بهبهاني تحدث نتيجة تعرض العينين للاتربة والدخان وعوامل التلوث الجوية المختلفة بالاضافة الى الروائح ومساحيق التجميل, مما يترتب عليه اصابة العين بالاحمرار والحكة المصحوبة بافرازات مخاطية ومن اهم أمراض حساسية العين الرمد الربيعي الذي يحدث في الربيع ويمتد الى فصل الصيف, ويتم علاج كافة أمراض حساسية العين أولاً بتجنب التعرض للعامل المسبب للحساسية من غبار أو دخان وغيره بالاضافة الى استخدام قطرات تحتوي على مضادات للهستامين والاحتقان, وفي بعض حالات الحساسية الشديدة بالعين قد نصف للمريض قطرات تحتوي على مضادات الكورتيزون والتي يتم استخدامها لمدة محددة وتحت اشراف طبي. واختتم الدكتور بهبهاني حديثه بتحديد مجموعة من العوامل التي يساهم الالتزام بها في الوقاية من أمراض الصيف التي تصيب العينين وهي على النحو التالي:
- استخدام النظارات الشمسية الجيدة والمناسبة التي تحتوي على طبقات حماية من الأشعة الفوق بنفسجية الضارة.
- تجنب التعرض للهواء الجاف والحار, والهواء المباشر الصادر عن مكيفات الهواء في الاماكن المغلقة.
- تجنب التعرض للأجواء المغبرة ودخان السجائر وغيرهما من العوامل التي تشجع تحسس العين.
- على الذين اجروا عملية الليزك الحرص على استخدام القطرات المرطبة للعينين بشكل منتظم خصوصاً في الصيف حيث يؤدي ارتفاع درجة الحرارة واشعة الشمس الى اصابتهما بالجفاف.
- الحرص على تنظيف العينين بالماء وتجنب استخدام المواد المنظفة من صابون وغيره لاحتمالية تسببها في الحساسية.
- للاشخاص الذين يستخدمون العدسات اللاصقة أنصحهم باستخدام المرطبات المناسبة من قطرات وغيره قبل وضع العدسات بالاضافة الى الحرص على نظافة وتعقيم العدسات بالمواد الخاصة المناسبة قبل استخدامها بمدة كافية.