معهد الدعم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بي
من طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm

» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am

» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am

» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm

» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm

» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm

» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm

» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm

» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm

» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm

سحابة الكلمات الدلالية


الجانب الدعوي في السيرة النبوية

اذهب الى الأسفل

 الجانب الدعوي في السيرة النبوية Empty الجانب الدعوي في السيرة النبوية

مُساهمة من طرف ihab الإثنين يوليو 02, 2012 12:21 am

الجانب الدعوي في السيرة النبوية

د. محمد بن لطفي الصباغ



مصادر السيرة (القسم الأول)



سنلمُّ فيما يأتي إلمامةً مُوجزةً بمصادر السِّيرة النبويَّة، وهذا موضوعٌ واسع لن نستَطِيع أنْ نستَوفِي جوانبَه كلَّها في هذه الإلمامة، ولكنَّنا سنُوجِز الكلامَ فيها.



إنَّ مصادر السِّيرة الرئيسة ثلاثةٌ، وهي: كتاب الله الكريم، وكتب السنَّة المطهَّرة، وكتب السِّيرة المشرَّفة.



السيرة في كتاب الله:

ممَّا يدلُّ على عظيم شأن السِّيرة وأهميَّتها أنَّ كتاب الله - جلَّ جلاله - قد تحدَّث في مواضع عدَّة منه عن سِيرة هذا النبي العظيم - صلوات الله وسلامه عليه.



1- تعرَّض القُرآن الكريم إلى ذِكر طَرَفٍ من سِيرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل النبوَّة، وأنَّه كان لا يعلم شيئًا عن أنباء الرُّسل، يستَوِي في هذا الأمر مع قومه العرب؛ قال - تعالى -: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49].



وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3].



وقال - سبحانه -: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].



فما كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَدرِي ما القُرآن وما شرائع الإيمان الذي دعا إليه كالصلاة وبقيَّة شرائع الإيمان قبلَ أنْ يُوحَى إليه ذلك الكتابُ، الذي هو نورٌ تُخالِط بشاشتُه القلوبَ التي يَشاء الله لها أنْ تهتَدِي به.



2- وذكَر القُرآن الكريم أميَّته - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أميًّا لا يقرأ ولا يكتب:

قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ ... وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 156 - 157].



ذكَرتْ هاتان الآيتان أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان أميًّا، وأنَّ هذا الوصف قد ورَد في التوراة والإنجيل، وجاء فيهما أيضًا أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمُر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأنَّه يُحِلُّ لِمَن يتبعه الطيِّبات ويحرِّم عليهم الخبائث، وأنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَضَعُ عن الناس الإصْر والأغلالَ التي كانت عليهم، فدِين الإسلام الذي بعَث الله به محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُبشِّر به ويدعو له دينُ يسرٍ وسَماحة، لا ثقل فيه ولا أغلال، يُحقِّق مصالح العِباد في الدنيا، ويضمن لهم السعادة في الآخِرة.



وقال - تباركت أسماؤه -: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 158].



وقال - جلَّ جلاله -: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48].



3- ووصَف الله - تعالى - رسولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كتابه الكريم بالرحمة والرأفة؛ فقال - سبحانه -: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].



أجل؛ لقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - رؤوفًا رحيمًا بالمؤمنين، يعزُّ عليه أنْ يصيبَ أمَّته العنَت والضَّنك والبلاء.



إنَّ أيَّ ثَناءٍ بشريٍّ لا يمكن أنْ يبلُغ هذا السموَّ من المستوى، لقد أثنى عليه ربُّه في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، وحسبُنا في هذا قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].



ولله درُّ القائل يستَصغِر كلَّ محاولة بشريَّة ترومُ الثَّناء عليه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد هذا الثناء الرباني فقال:

أَيَرُومُ مَخْلُوقٌ ثَنَاءَكَ بَعْدَمَا
أَثْنَى عَلَى أَخْلاَقِكَ الخَلاَّقُ



فما أجدَرَ الدعاةَ أنْ يكونوا بدعوتهم الناسَ رُحَماء؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن، وأنْ يكونوا سالكين أسلوبَ الموعظة الحسنة، مُتَّبعين سنَّة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في دعوته إلى الله.



"لقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أوسعَ الناس صدرًا، وأصدقَ الناس لَهجةً، وألينَهم عَرِيكةً، وأكرمهم عِشرةً، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَتألَّفهم ولا يُنفِّرهم، ويكرم كريمَ كل قوم، ويحذر الناس، ويحتَرِس منهم، من غير أنْ يَطوِي على أحدٍ منهم بشره ولا خلقه، ويتفقَّد أصحابه، ويُعطِي كلاًّ من جُلَسائه نصيبَه، لا يحسب جليسه أنَّ أحدًا أكرم عليه منه، مَن جالَسَه أو قارَبَه لحاجةٍ صابَرَه حتى يكونَ هو المنصرِف عنه، مَن سأَلَه حاجةً لم يَرُدَّه إلاَّ بها، أو بميسورٍ من القول، قد وَسِعَ الناسَ بسطُه وخُلُقه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحقِّ سَواء.



وكان دائم البشر، سهل الخلق، ليِّن الجانب، ليس بفَظٍّ ولا غليظٍ، ولا صخَّاب ولا فحَّاش، ولا عيَّاب ولا مدَّاح؛ قال الله - تعالى -: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]"[1].



روى البخاري 4372 ومسلم 1764 وأبو داود 2679 وغيرهم: بعَث رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خيلاً قِبَلَ نجدٍ، فجاءَتْ برجلٍ من بني حنيفة يُقال له: ثُمامة بن أُثال، فربَطُوه بساريةٍ من سواري المسجد، فخرج إليه النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((ماذا عندك يا ثُمامة؟))، فقال: عندي خيرٌ يا محمد؛ إنْ تقتلْني تقتلْ ذا دمٍ، وإنْ تُنعِمْ تُنعِمْ على شاكر، وإنْ كنتَ تريد المال فسَلْ منه ما شِئتَ، فتركه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى كان الغد ثم قال: ((ما عندك يا ثُمامة؟)) قال: ما قلت لك؛ إنْ تُنعِمْ تُنعِمْ على شاكر... فترَكَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى كان بعد الغد فقال: ((ما عِندَك يا ثمامة؟)) فقال: عندي ما قلتُ لك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أطلِقُوا ثُمامة))، فأطلَقُوه، فانطَلَق إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد، فاغتَسَل ثم دخَل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله، يا محمد، والله ما كان على الأرض وجْهٌ أبغضَ إلَيَّ من وجهك، فقد أصبَحَ وجْهُك أحبَّ الوجوه إلَيَّ، والله ما كان من دِينٍ أبغضَ إلَيَّ من دِينك فأصبح دِينك أحبَّ الدِّين إلَيَّ، والله ما كان من بلدٍ أبغضَ إلَيَّ من بلدك فأصبح بلدُك أحبَّ البلاد إلَيَّ، وإنَّ خيلك أخذَتْني وأنا أريدُ العُمرة فماذا ترى؟ فبشره النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمره أنْ يعتمر، فلمَّا قَدِمَ مكَّة قال له قائلٌ: أصبوت؟ فقال: لا، ولكن أسلَمتُ مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّةُ حنطة حتى يَأذَن فيها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم.



هذه رواية البخاري ومسلم.



وبرَّ بيمينه؛ فجهدت قريش وطلَبُوا الحبوب من اليمامة فقال: لا والله حتى يأذَنَ محمدٌ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يروا بُدًّا من الاستغاثة برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعامَلهُم - صلَّى الله عليه وسلَّم - بما جُبِلَ عليه من الشفقة والرحمة، وأرسل إلى ثمامة أنْ يُعِيدَ عليهم ما كان يَأتِيهم من أقوات اليمامة، ففعل.



وقد كان لهذا الرجلِ الكريمِ الأصلِ قَدَمٌ راسخةٌ في الإسلام عقب وَفاة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - حينما ارتدَّ أكثر أهل بلاده، فكان ينهى قومَه عن اتِّباع مسيلمة ويقول لهم: إيَّاكم وأمرًا مُظلِمًا لا نورَ فيه، وإنَّه لشقاء كتَبَه الله على مَن اتَّبعه[2].



وذكَر ابن عبدالبر أنَّ ثُمامة لَمَّا نصَح قومَه عصوه وأصفقوا على اتِّباع مسيلمة، فعندئذٍ عزَم على مفارقتهم، ومرَّ العلاء بن الحضرمي ومَن تبعه على جانب اليمامة، فلمَّا بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إنِّي والله ما أرى أنْ أُقِيمَ مع هؤلاء مع ما قد أحدَثُوا، وإنَّ الله - تعالى - لضاربهم ببليَّة لا يقومون بها ولا يَقعُدون، فمَن أراد الخروجَ منكم فليخرج، فخرج مُمِدًّا للعلاء بن الحضرمي ومعه أصحابه من المسلمين، فكان ذلك قد فَتَّ في أعضاد عدوِّهم حين بلغَهُم مدد بني حنيفة.



وقال ثمامة بن أثال في ذلك:

دَعَانَا إِلَى تَرْكِ الدِّيَانَةِ وَالْهُدَى
مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ إِذْ جَاءَ يَسْجَعُ فَيَا عَجَبًا مِنْ مَعْشَرٍ قَدْ تَتَابَعُوا
لَهُ فِي سَبِيلِ الْغَيِّ وَالْغَيُّ أَشْنَعُ وَفِي الْبُعْدِ عَنْ دَارٍ وَقَدْ ضَلَّ أَهْلُهَا
هُدًى وَاجْتِمَاعُ كُلِّ ذَلِكَ مَهْيَعُ [3]



فانظُر - يا أخي - إلى أثَر المعاملة الحسنة التي عامَل بها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ثُمامة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34 - 35].



ومن آثار هذه الرحمة التي كانت صفة أصيلة في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - استجابةُ الناس لدعوته، ومن ذلك قصَّة سفانة بنت حاتم.



فقد وقَعتْ سفانة في السَّبي، وجِيءَ بها إلى المدينة، وكانت امرأةً جزلة عيطاء لعساء، ولَمَّا لقيت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قامت وقالت: يا رسول الله، هلك الوالد وغاب الوافد، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ومَن وافدك؟)) قالت: عدي بن حاتم، قال: ((الفارُّ من الله ورسوله!)) تقول سفانة: فأشار إليَّ رجلٌ من خلفه أن قومي فكلميه، فقمتُ وقلتُ: يا محمد، إنْ رأيت أنْ تخلي عنِّي، ولا تشمتْ بي أحياء العرب، فإنِّي ابنة سيد قومي، فامنُنْ عَلَيَّ مَنَّ الله عليك، وقد كان أبي يفكُّ العاني، ويُشبِع الجائع، ويَكسُو العاري، ويُفشِي السلام، ويصل الرَّحِم.



فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا جارية، هذه صفة المؤمن، ولو كان أبوك مسلمًا لترحَّمنا عليه، خلُّوا عنها؛ فإنَّ أباها كان يحبُّ مكارم الأخلاق، والله يحبُّ مكارم الأخلاق))، ثم قال: ((لا تعجلي حتى تَجِدي ثقةً يُبلِّغك بلادك ثم آذنيني)).



قالت: وقدم رَكْبٌ من بلادي، فأتيتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبَرتُه، فكساني رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحملني وأعطاني نفقةً، فدعوت له وقلت: شكرَتْك يدٌ افتقرَتْ بعد غنًى، ولا ملكَتْك يدٌ استغنَتْ بعد فقر، وأصابَ الله بمعروفك مَواضِعَه، ولا جعَلَ لك إلى لئيمٍ حاجة، ولا سلَب نعمةَ كريمٍ إلا وجعلك سببًا لردِّها عليه.



ثم خرَجتْ حتى قدِمتْ على أخيها عديٍّ فقال: "ما ترَيْن في هذا الرجل؟"، فذكرت له ما لقيت من رحمته وعطفه وإكرامه، ثم قالت: أرى أنْ تلحق به.



فاستجاب لها رضي الله عنها[4].



أرأيتَ - يا أخي - إلى المعاملة الحسنة كيف أثمرَتْ هذه الثمرة الطيِّبة؟!


مصادر السيرة (القسم الثاني)



ذكَرْنا أنَّ من مصادر السِّيرة المطهَّرة كتابَ الله - عزَّ وجلَّ - وذكَرْنا أنَّ القرآنَ الكريم ذكَر شيئًا ممَّا جاء في سِيرَته - صلَّى الله عليه وسلَّم - ونُتابِع القولَ فيما ورَد في كتاب الله عن السِّيرة.



لقد تحدَّث القرآنُ الكريم عن هِجرَته - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - سبحانه -: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].



ذكَر ابنُ كثيرٍ في تفسير هذه الآية ما فَحواه: أنَّ نفَرًا من أشراف كلِّ قبيلةٍ في قُرَيش اجتمَعُوا في دار النَّدوة يَنظُرون في شأن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويتَبادَلون الرأيَ في كيفيَّة الخلاص من هذا الرجل الذي جاء يَدعُوهم إلى عِبادة الله وحدَه ونبْذِ عِبادة الأوثان.



فقال قائلٌ منه: نحبسه ونضَع القُيُود في يدَيْه ونشدُّ وَثاقه، ثم نتربَّص به رَيْبَ المنون حتى يَهلِك، فرُدَّ هذا الرأي.



وقال قائلٌ آخَر منهم: أَخرِجُوه من بين أظهُرِكم فتستَرِيحوا منه، فإنَّه إذا أُخرِج لن يضرَّكم ما صنَع، وإذا غابَ عنكم أذاه استَرَحتُم منه وكان أمره في غيركم، فرُدَّ هذا الرأيُ أيضًا.



فقال قائلٌ منهم: أرَى أنْ تَأخُذوا من كلِّ قبيلةٍ من قُرَيش شابًّا قويًّا، ثم يُعطَى كلُّ شابٍّ منهم سيفًا صارمًا، ثم يَضرِبوه ضربةَ رجلٍ واحدٍ، فيتفرَّق دمه في القبائل كلِّها، ولن يستَطِيع بنو هاشم عندئذٍ مُقاتَلة قُرَيش كلها، ويَقبَلون الدِّيَة.



فوافَق الجميعُ على هذا الرَّأي، وانفضَّ المجلس على هذا، فأَتَى جبريل رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأمَرَه ألاَّ يَبِيتَ في مَضجَعه الذي كان يَبِيت فيه، وأخبَرَه بمكْر القوم.



فلم يبت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيته تلك الليلة، وأَذِنَ الله - تبارك وتعالى - له عند ذلك بالخروج، وأنزَلَ الله عليه بعد قدومه المدينة سورةَ الأنفال يذكر نِعَمَه عليه[1].



وذكَر ابن كثيرٍ أيضًا في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 76]، قال - رحمه الله -: "وقيل: نزَلتْ في كفَّار قُرَيش، همُّوا بإخراج الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من بين أظهُرِهم، فتوعَّدَهم الله بهذه الآية، وأنهم لو أخرَجُوه لما لبِثُوا بعدَه بمكَّة إلاَّ يسيرًا، وكذلك وقَع؛ فإنَّه لم يكنْ بعد هجرته من بين أظهُرِهم بعدَما اشتدَّ أذاهُم له إلاَّ سنة ونصف حتى جمَعَهم الله وإيَّاه ببدرٍ على غير مِيعاد، فأمكَنَه الله منهم، وسلَّطه عليهم، وأظفره بهم[2].



وقال - سبحانه وتعالى -: ﴿ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 40].



ولقد واجَه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندَما شرَّفَه الله بالنبوَّة والرِّسالة عالَمًا يَمُوجُ بالكفر والشِّرك، والظُّلم والفَساد، فصَبَر وصابَر، وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - عظيمَ الأمل؛ لعِظَمِ إيمانه، ولكَمال ثقته بنصْر الله له، ولم يَزِدْه إعراضُ المُعرِضين، ولا إيذاء المُؤذِين، ولا استِهزاءُ المُستَهزِئين إلا يقينًا في طريق الدعوة... لقد تألَّبت قُوَى الشِّرك على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - واجتمعَتْ كلمتُها على حربه،وسئمت من الاكتِفاء بِمُقاطَعته وإيذاء أصحابه، والتعرُّض لهم أحيانًا بالأذى والسُّخرية، فأرادَتْ أنْ تَسلُك مَسلَك العُنف في مُعامَلته كما ذكَرنا، فأَذِن الله له بالهِجرَة، وخرَج رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مكَّة بعد أنْ أعدَّ العُدَّة، ورسَم الخطَّة، ويَأوِي إلى الغار على نحو ما ورد في كتاب الله: ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، ولنتأمَّل قولَه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ لاَ تَحْزَنْ ﴾، ويُعلِّل ذلك بتَذكِيره بحقيقةٍ لا بُدَّ من أنْ يذكرها المؤمنون وهي: أنَّ الله مع المؤمنين الصادقين.



ومَن كان الله معه فلن تقوى قوَّةٌ في الأرض مهما عَظُمتْ على صدِّه عن طريقه أو على هزيمته، يقول ذلك في وقتٍ عصيبٍ، ومكان رهيب، يُعبِّر عن ذلك أبو بكر - رضِي الله عنه - بقوله: "لو أنَّ أحدَهم نظَر إلى مَوضِع قدَمِه لأبصرنا"، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا أبا بكرٍ، ما ظنُّك باثنَيْن اللهُ ثالثهما))؛ رواه البخاري 4663، مسلم 1854، وكانت نتيجة هذه الثقة الكاملة بنصر الله أنْ أنزَلَ الله سكينته عليه وأيَّده بجنود، وجعَل كلمة الذين كفَرُوا السُّفلى.



وهذا يُمكِن أنْ يتحقَّق لورَثَة الأنبياء من العُلَماء الدُّعاة إنْ هم صدَقُوا في التأسِّي برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي الثِّقة بنصر الله لهم؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7].



خرَج رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مكَّة مُطارَدًا، فبثَّتْ قريش الأرصاد في طلَبِه، ونشَرَت العُيُون في تتبُّع أثَرِه.



وقد أحكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - الخطَّة أيَّما إحكام، وبَقِي في الغار المدَّة التي عرَف أنها كافية ليخفَّ الطلب عنه، ثم سار في طريقه نحو المدينة، وبينما هو كذلك يَدفَعه إلى الأمام عزمٌ ثابت، وتصميمٌ أكيدٌ، ورَجاءٌ يَملأ قلبَه بنصر الله له، إذا هو يُفاجَأ برجلٍ يتتبَّعه يُرِيد إلقاءَ القبضِ عليه أو قتلَه، وكان هذا الرجل سُراقَة بن مالك، وأترُك الكلام لسُراقَة يقصُّ علينا ما حدَث له كما رواه البخاري 3906، يقول سُراقة:

"جاءَنا رسلُ كفَّار قُرَيش يجعَلُون في رسول الله وأبي بكرٍ دية كل واحدٍ منهما لِمَن قتَلَه أو أسَرَه، فبينما أنا جالسٌ في مجلسٍ من مجالس قومي بني مدلج، إذ أقبَلَ رجلٌ منهم حتى قام علينا ونحن جُلوسٌ فقال:

• يا سُراقة: إنِّي رأيت آنِفًا أَسوِدَةً بالساحل، أراها محمدًا وأصحابَه.



• قال سُراقة: فعرفت أنهم هم، فقلت لهم: إنهم ليسوا بهم، ولكنَّك رأيت فلانًا وفلانًا انطلَقُوا بأعيننا، ثم لبثتُ ساعةً، ثم قمتُ فدخلتُ بيتي، وأمَرتُ جاريتي أنْ تخرج بفرسي وهي من وراء أكمةٍ، فتحبسها عليَّ، وأخَذتُ رُمحِي، فخرجت به من ظهْر البيت، حتى أتَيتُ فرسي، فركبتُها فدفعتُها تقرب بي، حتى دنَوْتُ منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها، فقُمتُ فأهوَيْت بيدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام، فاستَقسَمتُ بها، فخرج الذي أكرَهُ، فرَكِبت فرسي - وعَصيت الأزلام - تقرب بي حتى إذا سمعتُ قِراءَة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو لا يلتَفِت، وأبو بكرٍ كثير الالتفات، ساخَتْ يدا فرسي في الأرض، حتى بلغتا الركبتين، فخرَرْت عنها، ثم زجَرتُها، فنهضَتْ، فلم تكد تُخرِج يدَيْها، فلمَّا استوَتْ قائمةً إذا لأثَر يدَيْها عُثانٌ (أي: غبار) ساطِع في السماء مثل الدخان، فاستَقسَمتُ بالأزلام، فخرَج الذي أكره، فنادَيْتُهم بالأمان، فركبتُ فرسي حتى جئتُهم، ووقَع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أنْ سيَظهَر أمرُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقلت له:



• إنَّ قومَك قد جعلوا فيك الدِّيَة، وأخبرتُهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرَضت عليهم الزاد والمَتاع، فلم يَرزَأاني ولم يَسألاني إلاَّ أنْ قال: ((أَخفِ عنَّا)).



• فسألتُه أنْ يكتب لي كتابَ أمنٍ، فأمَر عامر بن فُهَيرة، فكتَب في رقعةٍ من أديم، ثم مضى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"[3].



وقال ابن حجر في "الفتح"[4]: "ووَقَع في رواية البَراء: فجعل (سُراقة) لا يَلقَى أحدًا إلاَّ قال له: قد كُفِيتُم ما ها هنا، فلا يلقى أحدًا إلاَّ ردَّه، قال: ووفى لنا.



وفي حديث أنس: فقال (سُراقة): يا نبيَّ الله، مُرنِي بما شئتَ، قال: ((فَقِفْ مكانَك لا تَترُكن أحدًا يَلحَق بنا))، قال: فكان أوَّل النَّهار جاهِدًا على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان آخِر النَّهار مسلحة له؛ أي: حارسًا له بسلاحه.



وذكَر ابن سعد: أنَّه لَمَّا رجَع قال لقُرَيش: قد عرَفتُم بصَرِي بالطريق وبالأَثَر، وقد استَبرَأت لكم، فلم أرَ شيئًا، فرجَعُوا".



وقال ابن حجر في " الفتح"[5]: "وفي رواية موسى بن عُقبَة نحوه، وعندهما - أي: عند ابن إسحاق وموسى -: فرَجَعتُ فسُئِلتُ، فلم أذكُر شيئًا ممَّا كان، حتى إذا فرغ من حُنَين بعد فتح مكة، فخرجتُ لألقاه ومعي الكتاب، فلَقِيتُه بالجِعْرَانة[6] حتى دنَوْت منه، فرفعت يدي بالكتاب، فقلت: يا رسول الله، هذا كتابُك، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هذا يومُ برٍّ ووفاء، ادنُ))، فأسلمتُ".



وذكَر ابن حجر في " الإصابة"[7]: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لسُراقة: ((كيف بك يا سُراقة إذا لبست سوارَيْ كسري؟))، قال: فلما أُتي عمرُ بسوارَيْ كسري ومنطقته وتاجه، دعا سُراقة فألبَسَه، وكان رجلاً أزبَّ كثيرَ شعرِ الساعدَيْن، فقال له: ارفع يديك، وقُلْ: الحمد لله الذي سلبهما كِسرَى بن هرمز، وألبسَهَما سُراقَة الأعرابي".



لقد وعَد رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُراقَة، وحقَّق الله ذاك الوَعْد، ونفَّذَه أميرُ المؤمنين عمرُ - رضي الله عنه.



الله أكبر، ما أعظَمَ هذا الأمل!

الله أكبر، ما أعظَمَ هذه الثِّقة بنصر الله - عزَّ وجلَّ!



رجلٌ طريدٌ، مُهدَر الدم، مُهاجِر عن بلده وأهله إلى بلدٍ آخَر، وناس غُرَباء في زمنٍ كانت العصبيَّة القبليَّة عِمادَ حياةِ الناس، يَقُول هذا القول لسُراقَة!



لقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - واثِقًا بنصر الله له، وكان يُوقِن أنَّ الله معه، ولم يشكَّ أبدًا في أنَّ تأييد الله له آتٍ لا محالَة، فجعَلَه ذلك يَعِدُ هذا الأعرابِيَّ بسوارَيْ كسرى، ومَن كسرى في ذلك اليوم؟ إنَّه الرجل الأوَّل أو الثاني في الدنيا؛ فقد كان العالم المعمور خاضعًا لنفوذ دولتين هما: دولة الفرس ودولة الروم، وكسرى ملك الفرس.



إنَّ كثيرًا من جوانب الواقع المُؤلِم اليومَ للمسلمين قد تَدفَع بعض الناس إلى اليأس، وتُوقِعه في قيده المُهلِك.



من هذه الجوانب جهلُ كثيرٍ من المسلمين بحقيقة دينهم، وسَيْطَرةُ حبِّ الدُّنيا على قلوبهم، وهزيمتُهم الداخليَّة في أعماق نُفوسِهم أمامَ الكفَّار، وتخلُّفُهم في مَجالات الحياة المتعدِّدة، ومُخالَفتهم لأحكام دِينِهم، وتقصيرُهم في أداء الواجبات، وارتكابُهم المحرَّمات، واقتِرافُهم المُنكَرات، وسَيْطرةُ الكفَّار أو الطواغيت على مُعظَم بلادهم وعلى اقتصادهم وفِكرِهم، كلُّ هذا وغيره ربما يُوقِع في اليَأس، ولكنَّ هذا غير صحيح.



إنَّ سُوءَ الأوضاع يستَدعِي سُرعَة المُعالَجة من قبل الدُّعاة والمُصلِحين، إنَّ اشتِداد الظلمة يستَدعِي أنْ يتقدَّم المصلح بمِشعَل الهداية.



وهكذا رأينا في قصة الهجرة أنَّ كتاب الله وسنَّة رسوله كانتا من المصادر التي بيَّنت لنا جانبًا من السِّيرة.



والله وَلِيُّ التوفيق.

ihab

عدد المساهمات : 616
نقاط : 1820
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 30/06/2012
العمر : 34

http://afnak.zforum.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى