المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
الأخوة في القرآن
صفحة 1 من اصل 1
الأخوة في القرآن
الأخوة في القرآن
ما الأخوة؟
عرفها بعضهم فقال: هي منحة قدسية، وإشراقة ربانية، ونعمة إلهية، يقذفها الله –عز وجل- في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه والأتقياء من خلقه..قال تعالى في سورة الأنفال: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} وقال في سورة آل عمران: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.
والأخوة أيضا هي قوة إيمانية نفسية تورث الشعور العميق بالعاطفة والاحترام والثقة المتبادلة مع كل من تربطه وإياه أواصر العقيدة الإسلامية ووشائح الإيمان والتقوى؛ فهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في نفس المؤمن أصدق العواطف النبيلة وأخلص الأحاسيس الصادقة في اتخاذ مواقف إيجابية: من التعاون والإيثار والرحمة والعفو والتنفيس وقت الشدة والتكافل عند العجز. وفي اتخاذ مواقف سلبية: من الابتعاد عن كل ما يضر بالناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم الإنسانية..
ولقد دعا الإسلام إلى الأخوة الدينية تحت راية التوحيد؛ الأخوة التي تقوم على أساس من الإخلاص والطهارة ومراقبة الله رب العالمين، الأخوة التي تسمو عن جميع الاعتبارات الشخصية وترفع درجة الجماعة الإنسانية عن أن يكون ما بينها من علاقات راجعا إلى غير المبادئ والمثل العليا، فوحَّد بين الجميع بالفكرة والعقيدة التي يقتنيها الكل عن إيمان ورضا، وتكون هذه العقيدة هي الوحدة المشتركة بينهم والروح السارية فيهم، وكانت الأخوة الدينية التي لا تعرف لونا ولا أرضا ولا جنسا ولا عنصرا، كانت هي أصدق تعبير عن هذه الوحدة المشتركة، أو هي هذه الوحدة المشتركة التي قررها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وقررها –صلى الله عليه وسلم- في قوله: المسلم أخو المسلم.
ولقد ربطت هذه الأخوة بين قلوب المسلمين حتى أصبحوا أسرة واحدة كبرى؛ يفرح فيها المسلم لفرح أخيه، ويحزن لحزنه، ويمد يد المعونة إليه عند الحاجة، ويرشده إذا غوى، ويهديه إذا ضل، ويرحمه إذا ضعف، ويعامله بما يحب أن يُعامَل به، ويمحضه النصح إذا استنصحه أو رأى عليه ما ينكره الشرع، ويحفظه في ماله وعرضه غائبا وحاضرا، ويسعى في إصلاح ذات البين، ورفع ما يقع من الخلاف .
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله رواه الترمذي، وفي رواية: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا رواه البخاري، وقال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى رواه البخاري ومسلم.
إن هذه الأخوة تقتضي أن يكون المسلم في حاجة أخيه، وأن ينصره إذا استنصره ويخف لنجدته إذا استنفره، ويؤازره في البأساء، ويعاونه في الضراء. وما أروع وأعظم ثمارها بين المهاجرين والأنصار في المدينة؛ إذ أوى الأنصار إخوانهم المهاجرين وآثروهم على أنفسهم، وسجل القرآن الكريم لهم ذلك في قوله –سبحانه-: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} بل لقد سجل التاريخ للإسلام أنه يدعو إلى وحدة إسلامية كاملة، ثم وحدة إنسانية فاضلة قوامها المحبة والوئام والتآلف والتعارف، وروحها العمل المخلص لخير الإنسان وسعادته، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
الأخوة في القرآن الكريم
لقد وردت الآيات العديدة في القرآن الكريم على الأخوة الإسلامية، ومنها:
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات: 10). وفي تفسير هذه الآية يقول القرطبي: (إنما المؤمنون إخوة ) أي: في الدين والحرمة، لا في النسب .ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب)
الأخوة الإسلامية في السنة النبوية الشريفة:
أكدت الأحاديث النبوية الشريفة أهمية التمثل بالأخوة الإسلامية والتحلي بها نذكر منها الآتي:
جاء في صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه"
ولقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الكلمة الطيبة لما فيها من تقارب القلوب وإفشاء المحبة: عن عدي بن حاتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا؛ فبكلمة طيبة" .
وكذلك من الأخوة الإسلامية عيادة المريض:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس"
ومن الأخوة الإسلامية قضاء حاجات الناس: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" .
الأخوة في القران الكريم
اخوة النسب :
قال تعالى :{ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ } . النساء 12
أخوة الرضاعة :
قال تعالى :{ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} النساء23
أخ القوم او العشيرة :
قال تعالى :{ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } . الاحقاف 23
أخوة الايمان :
قال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . الحجرات 10
أخوة الكفر :
قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"} . ال عمران 156
أخوة الشياطين :
قال تعالى :{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" } . الاسراء27
أخوة الجنة :
قال تعالى :{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} .الحجر 47
وقال الله تعالى في علاقة الكفاربالمؤمنين : { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. التوبة1 ..... فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} . التوبة 11
أما في بني ادم فلم يسمهم القران اخوة ولو جاز لغة وانما قال :{ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ } .الاعراف 27
ثم يلاحظ ان القران عندما تحدث عن الانبياء واقوامهم سماهم اخوان لما لم يصف كفرهم :{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . الاعراف 85
ولما وصف كغرهم وتكذيبهم :{ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} لم يذكر اخوة ولا وصف بها .
ولا نعلم في حديث رسول الله الحاق لوصف الاخوة على غير الحقيقة الا اخوة العقيدة او المماثلة في العمل:{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} .
فيمكن ان نقول الاخوة العرب والاخوة المغاربة ولا يمكننا ان نقول اخواننا النصارى او اخواننا اليهود لا في السلم ولا في الحرب . ذلك ان النصارى واليهود تصفهم بدينهم وهم بهذا الوصف لا اخوة لهم بل براء , قال تعالى :{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} . الممتحنة 4 .
ما الأخوة؟
عرفها بعضهم فقال: هي منحة قدسية، وإشراقة ربانية، ونعمة إلهية، يقذفها الله –عز وجل- في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه والأتقياء من خلقه..قال تعالى في سورة الأنفال: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} وقال في سورة آل عمران: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}.
والأخوة أيضا هي قوة إيمانية نفسية تورث الشعور العميق بالعاطفة والاحترام والثقة المتبادلة مع كل من تربطه وإياه أواصر العقيدة الإسلامية ووشائح الإيمان والتقوى؛ فهذا الشعور الأخوي الصادق يولد في نفس المؤمن أصدق العواطف النبيلة وأخلص الأحاسيس الصادقة في اتخاذ مواقف إيجابية: من التعاون والإيثار والرحمة والعفو والتنفيس وقت الشدة والتكافل عند العجز. وفي اتخاذ مواقف سلبية: من الابتعاد عن كل ما يضر بالناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكرامتهم الإنسانية..
ولقد دعا الإسلام إلى الأخوة الدينية تحت راية التوحيد؛ الأخوة التي تقوم على أساس من الإخلاص والطهارة ومراقبة الله رب العالمين، الأخوة التي تسمو عن جميع الاعتبارات الشخصية وترفع درجة الجماعة الإنسانية عن أن يكون ما بينها من علاقات راجعا إلى غير المبادئ والمثل العليا، فوحَّد بين الجميع بالفكرة والعقيدة التي يقتنيها الكل عن إيمان ورضا، وتكون هذه العقيدة هي الوحدة المشتركة بينهم والروح السارية فيهم، وكانت الأخوة الدينية التي لا تعرف لونا ولا أرضا ولا جنسا ولا عنصرا، كانت هي أصدق تعبير عن هذه الوحدة المشتركة، أو هي هذه الوحدة المشتركة التي قررها القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} وقررها –صلى الله عليه وسلم- في قوله: المسلم أخو المسلم.
ولقد ربطت هذه الأخوة بين قلوب المسلمين حتى أصبحوا أسرة واحدة كبرى؛ يفرح فيها المسلم لفرح أخيه، ويحزن لحزنه، ويمد يد المعونة إليه عند الحاجة، ويرشده إذا غوى، ويهديه إذا ضل، ويرحمه إذا ضعف، ويعامله بما يحب أن يُعامَل به، ويمحضه النصح إذا استنصحه أو رأى عليه ما ينكره الشرع، ويحفظه في ماله وعرضه غائبا وحاضرا، ويسعى في إصلاح ذات البين، ورفع ما يقع من الخلاف .
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذله رواه الترمذي، وفي رواية: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا رواه البخاري، وقال: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى رواه البخاري ومسلم.
إن هذه الأخوة تقتضي أن يكون المسلم في حاجة أخيه، وأن ينصره إذا استنصره ويخف لنجدته إذا استنفره، ويؤازره في البأساء، ويعاونه في الضراء. وما أروع وأعظم ثمارها بين المهاجرين والأنصار في المدينة؛ إذ أوى الأنصار إخوانهم المهاجرين وآثروهم على أنفسهم، وسجل القرآن الكريم لهم ذلك في قوله –سبحانه-: {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} بل لقد سجل التاريخ للإسلام أنه يدعو إلى وحدة إسلامية كاملة، ثم وحدة إنسانية فاضلة قوامها المحبة والوئام والتآلف والتعارف، وروحها العمل المخلص لخير الإنسان وسعادته، والله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.
الأخوة في القرآن الكريم
لقد وردت الآيات العديدة في القرآن الكريم على الأخوة الإسلامية، ومنها:
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (الحجرات: 10). وفي تفسير هذه الآية يقول القرطبي: (إنما المؤمنون إخوة ) أي: في الدين والحرمة، لا في النسب .ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب)
الأخوة الإسلامية في السنة النبوية الشريفة:
أكدت الأحاديث النبوية الشريفة أهمية التمثل بالأخوة الإسلامية والتحلي بها نذكر منها الآتي:
جاء في صحيح مسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا -ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه"
ولقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الكلمة الطيبة لما فيها من تقارب القلوب وإفشاء المحبة: عن عدي بن حاتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا؛ فبكلمة طيبة" .
وكذلك من الأخوة الإسلامية عيادة المريض:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس"
ومن الأخوة الإسلامية قضاء حاجات الناس: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" .
الأخوة في القران الكريم
اخوة النسب :
قال تعالى :{ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ } . النساء 12
أخوة الرضاعة :
قال تعالى :{ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} النساء23
أخ القوم او العشيرة :
قال تعالى :{ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } . الاحقاف 23
أخوة الايمان :
قال تعالى :{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . الحجرات 10
أخوة الكفر :
قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"} . ال عمران 156
أخوة الشياطين :
قال تعالى :{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" } . الاسراء27
أخوة الجنة :
قال تعالى :{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} .الحجر 47
وقال الله تعالى في علاقة الكفاربالمؤمنين : { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. التوبة1 ..... فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} . التوبة 11
أما في بني ادم فلم يسمهم القران اخوة ولو جاز لغة وانما قال :{ يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ } .الاعراف 27
ثم يلاحظ ان القران عندما تحدث عن الانبياء واقوامهم سماهم اخوان لما لم يصف كفرهم :{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . الاعراف 85
ولما وصف كغرهم وتكذيبهم :{ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} لم يذكر اخوة ولا وصف بها .
ولا نعلم في حديث رسول الله الحاق لوصف الاخوة على غير الحقيقة الا اخوة العقيدة او المماثلة في العمل:{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} .
فيمكن ان نقول الاخوة العرب والاخوة المغاربة ولا يمكننا ان نقول اخواننا النصارى او اخواننا اليهود لا في السلم ولا في الحرب . ذلك ان النصارى واليهود تصفهم بدينهم وهم بهذا الوصف لا اخوة لهم بل براء , قال تعالى :{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} . الممتحنة 4 .
مواضيع مماثلة
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن //// للسنة الثالثة على التوالي
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم الخامس عشر }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم التاسع }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم السادس عشر }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم العاشر }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم الخامس عشر }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم التاسع }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم السادس عشر }
» حملة لنختم القرآن في شهر القرآن { اليوم العاشر }
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى