ما هو العطش ؟؟؟ وكيف يروى؟؟؟؟

ما هو العطش ؟؟؟ وكيف يروى؟؟؟؟



يزداد تناول المشروبات الغازية بين الأطفال والكبار على السواء، الأمر الذي يؤدي إلى نقص في تناول المشروبات الطبيعية اللازمة للنمو

و حفظ الصحة للسنوات القادمة مثل سنوات الحمل والشيخوخة.



إنَّ أخطر ما يهدد صحة الأولاد والبنات هو إقبالهم على المشروبات الغازية عند الإحساس بالعطش، وهو ما نجحت به الشركات الضخمة في

إعلاناتها حيث نشرت الصور التي تربط العطش الشديد بمشروبها الذي يرويه، وفرضت عليك رؤيتها في كل مكان تذهب إليه، وحتى لو

جلست في عقر بيتك. ممَّا أوقع في حسّ الأطفال أنَّ العطش يعالج بالمشروبات الغازية، وهذا يلغي ما هو ثابت وصحيح أنَّ الماء هو المادة

اللازمة للتخفيف من ضغط الأملاح الاسموزي داخل خلايا الجسم وأعضائه، وإلا فإنَّ ضغط الملح الاسموزي يؤثر على مكونات الخلايا فيسحب

منها الماء، وإن حصل فإنها لا تستطيع أن تقوم بوظائفها الحيوية.



ومثال ذلك: إذا أخذت شريحة من الباذنجان ورششت عليها قليلاً من ملح الطعام ستجد بعد قليل أنَّ ماء الشريحة الداخلي أخذ يظهر على

سطحها قرب الملح، أي أنَّه ترك الشريحة بماء أقل من النسبة الطبيعية.



وكذلك التربة المالحة لا يمكن زراعتها؛ لأنَّ الملح الموجود فيها يسحب الماء من البذور أو الجذور، فلا تستطيع الحياة والنمو والتكاثر. أمَّا إذا

لم تكن التربة مالحة فإنَّ المــاء الموجـــود فيها يتجه إلى داخـل البـذرة أو الجذور فتنمو؛ لأنَّ نسبة الأملاح (الضغط الاسموزي) داخل البذرة

أعلى من تلك التي في التربة التي تحيط بها.



وهكذا فإنَّ كريات الدم تتأثر بملوحة السائل الذي تسبح فيه والناجم عن العمليات الأيضية أو تناول الأطعمة وخاصة الأملاح، كما تتأثر كل خلية

من خلايا الجسم بالسائل المالح الذي يحيط بها من جميع الجهات، فتصبح الخلايا غير قادرة على العمل، فترسل الخبر العاجل وتشكو حالتها

إلى الدماغ، فيقوم المدير (الدماغ) بإطلاق حاسة العطش لشرب الماء ليخفف من ضغط الأملاح الاسموزي. وهنا مفترق الطرق إما أن تشرب

الماء فتنتظم وظائف أعضاء الجسم وأجهزته وتحافظ عليها من القصور وظهور الأمراض، أو أن تشرب أي شيء غير الماء، وهذا لن يطابق

وظيفة الماء التي خلقها الله على الإطلاق؛ لأن أي مشروب يتكون من ماء وغير الماء (أملاح مثلا) وبالتالي فهذا المشروب لن يطفئ الضغط

الأسموزي الموجود في الجسم مثل الماء؛ لأن الماء الموجود في الشراب سيطفئ أثر الضغط الأسموزي الناجم عن أملاح الشراب نفسه

والباقي من الماء سيطفئ الضغط الأسموزي الذي تعاني منه خلايا الجسم.



لقد ظل بعض الناس يدخنون عشرات السنين ويتفاخرون بذلك في مجالسهم حتى تبين أن التدخين وراء أمراض عديدة. فهل يأتي يوم تتبين

فيه الأمراض الصحية التي تسببها المشروبات الصناعية بما فيها من محسنات كيميائية للنكهة واللون والرائحة والطعم التي قد تربك الكبد أو

الكلى أو الجينات أو غيرها؟. إلى متى سنبقى نتناول هذه المشروبات؟ إن من السموم ما يظهر أثره فوراً، ولكن هناك من السموم ما لا يظهر

إلا بعد سنين كالرصاص.