داء النقرس

داء النقرس

تبيّن الدراسات الصّادرة مؤخّراً من «منظمة الصّحة العالميّة» أنّ داء النّقرس يُصيب من 18 إلى 20 شخصاً في كلّ 1000 نسمة من العالم، نصفهم من البدناء، وتعزو الأمر إلى الارتفاع الشّديد في معدّل تكوّن حمض البول في الدّم Uric Acid، ما يسبّب التهابات وألم في مفاصل الجسم، بسبب عجز الكلى عن التخلص من الكميات الزائدة منه. وينصح الخبراء بضرورة تعديل النظام الغذائيّ وتغيير النمط المعيشيّ إلى الأسلوب الصحيّ للحدّ من استمرار الألم لفترات طويلة.

تطّلع من الاختصاصيّة في التّغذية العلاجيّة سميّة سليمان على الغذاء المناسب لعلاج النّقرس الذي يُصيب أعداداً متزايدة من السّعوديين.



«النقرس» نوعٌ شائعٌ من التهاب المفاصل، يحدث عندما يزيد معدّل حمض البول (اليوريك أسيد) في الدّم والأنسجة والبول. ويُبيّن الخبراء أنّ مرضى النّقرس يُعانون من قصور أجسامهم عن إنتاج الكميّة الكافية من «أنزيم» الهضم (يوريكاز) المسؤول عن أكسدة حمض البول (غير القابل للذوبان) إلى مركّبٍ شديد الذوبان، وبالتالي طرده خارج الجسم عبر البول. ويؤدّي هذا الانخفاض في «الأنزيم» إلى تراكم حمض البول في الدّم والأنسجة وتحويله إلى بلّورات، ليتّخذ بعدها شكلاً مماثلاً للإبر تخترق المفاصل، وخصوصاً مفصل الإصبع الكبير للقدم. وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع حمض البول في الدّم يرتبط بتناول الغذاء غير السّليم، لذا يوصي خبراء الصّحة في «الجمعيّة الأميركيّة للصّحة العامّة» بضرورة قيام المصاب بالتخلّص من وزنه الزائد عبر اتّباع الحميات الغذائيّة الصحيّة بإشراف الطبيب، علماً أنّ نوبات النّقرس تهاجم الجسم بشكل مفاجئ غير متوقع، وقد تمتدّ لأسابيع عدّة، إذ لم يتمّ علاجها.



توصيات غذائيّة

كان النّقرس يُعرف في قديم الزّمان بـ «داء الملوك» لارتباطه بالإكثار من تناول الأطعمة غالية الثمن (الدّسمة) والكحول، إلا أنّ البحوث الطبيّة الصادرة مؤخّراً عن «مركز الوقاية والتحكّم من الأمراض في أميركا» تُبيّن أنّ هذا المرض قد يُصيب الأشخاص من المستويات والأعمار المختلفة، وخصوصاً الرجال بين الأربعين والخمسين من أعمارهم، وأنّ حوالي 90% ممّن يُعانون منه هم من الذّكور. وقد تتنج الإصابة من تناول بعض العقاقير أو الإسراف في استهلاك اللحوم والفول والبقول أو التعرّض للضغوط النّفسيّة أو اتّباع الحميات الغذائيّة القاسية لإنقاص الوزن.