روح الانهزام عند الكثير مع الإحباط واليأس

فكثير من الشباب عندهم يأس من المجتمع.
تقول لبعضهم: لماذا لا تدعو جيرانك؟
قال: لا خير فيهم.
لماذا لا تؤثر في الناس؟
قال: لا.. اتركهم لا تشغل نفسك بهم، هؤلاء ختم الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم!!
وتجد بعضهم إذا ألقى خطابه فلم يقبل الناس دعوته، استخدم ألفاظ القسوة: دمّركم الله، وسلط الله عليكم!
وهذه الألفاظ ليست في قاموس محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يقول له سبحانه وتعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)).
تجد شاباً يأتيك ويقول: ما رأيك في أسرتي أنا هداني عز وجل، دعوت بيتي ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية شهراً كاملاً.
قلنا: الشهر لا يكفي، الرسول صلى الله عليه وسلم بقي عشر سنوات يفهّم الناس كلمة في مكة ، ونوح بقي ألف سنة إلا خمسين عاماً، فعليك أن تصبر.
قال: لا.. إنهم لو أراد الله بهم الخير لهداهم، أنا أريد أن أتركهم تماماً.
فهذا من الإحباط واليأس.
ومن الصور أيضاً، أن من الشباب من ينظر بنظرة سوداوية للمجتمع فلا يرى إلا أمور الشر فيه.
ومقابلهم أناس قد أفرطوا في التفاؤل، وكلاهما مخطئ.
فالواجب عدم الإحباط واليأس من روْح الله، والذي يظن أنه سوف يصلح العالم كله فهو واهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يفعل ذلك.
كان صلى الله عليه وسلم يصلي في المسجد والمنافقون خلفه، والله سبحانه وتعالى قال له: ((وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ))، وقال له أيضاً: ((لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)).
فأن يتصور الشاب أنه لا بد أن يكون الكل ملتزماً ومستقيماً ومهتدياً، فليس بصحيح، وهذا خلاف سنة الله في الأرض.
يقول أحد العلماء: والله لو أقام صالح في رأس الجبل لقيّض الله له من يعاديه في رأس الجبل.
فالأضداد موجودة، قال الله تعالى: ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا الله وَلَوْلا دَفْعُ الله النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ الله كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ الله مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ الله لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))، وقال أيضاً: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً)).