المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
فتية قادمون
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فتية قادمون
حديثي في هذا المبحث إلى صنف من الشباب، لا يحضر دعوةً إلى الاستقامة والصلاح، ولا يحافظ على الصلوات الخمس مع الجماعة، صنف أبعدته الشهوات وملذات الدنيا الفانية عن القرب من ربه سبحانه وتعالى، والتشبه برسوله صلى الله عليه وسلم، وهم في الأصل مسلمون، وولدوا لأبوين مسلمين، فأقول:
إن قلبي يحن لهم، وأريد أن يحضروا المحاضرات، ويتركوا المنتزهات، والمقاهي، والأرصفة، وأماكن اللهو، يا ليتهم يحضرون ليروا إخوانهم من المؤمنين الصادقين، أهل الصلوات الخمس، أهل الولاية العامة والخاصة، الذين يحبون الله ورسوله، إنني أُبلغهم قول القائل:
أهلاً وسهلاً والسلام عليكُمُ وتحية منا تُزف إليكُمُ
أحبابنا ما أجْمَلَ الدنيا بكم لا تقبح الدنيا وفيها أنتُمُ
أهتف من كل قلبي إليهم أن يشاركوا شباب الصحوة في صَلاحِهم وفي استقامتهم.
أيها الشباب الذين لم يحضروا مجالس الذكر والخير، وألهاهم المباح، أو شغلهم الذي يؤدي بهم إلى المكروه، أو الأمر المحرم عن الحضور، نناديكم؛ لأن بيننا وبينكم عهداً وميثاقاً، هو: ميثاق: ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ))، عهد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فحقٌ علينا أن نناديكم، وأن نهتف بكم، وأن نزوركم، وأن نزفكم إلى رحاب محمد، عليه الصلاة والسلام.
إلى هنا، حيث البر، والعفاف، والاستقامة، والذكر.
إلى هنا، حيث الأمجاد، والتاريخ، وحيث الحنيفية السمحة.
إلى هنا، حيث القبسات الإيمانية، وإشعاع النور، والانطلاقة الكبرى التي بثها في الكون محمد عليه الصلاة والسلام.
أنادي في قلوب أولئك الشباب بقية الإيمان، وفي قلوبهم بقية من إيمان، فلم ينتزع أصل الإيمان مِن قلوبهم، بل لا زالت بذرة الإيمان في نفوسهم، وأنادي بقية النور -نور الهداية في قلوبهم- وأنادي كذلك الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم الذي يحمله أولئك في قلوبهم.
وإن كانوا يتأخرون عن الصلاة، وإن كانوا يسمعون الغناء، وإن كانوا يصاحبون المجلة الخليعة، فلا زال أصل الإِيمان يشع ويدوّي في قلوبهم.
تعالوا تعالوا نكتب الحب موثقاً بدمع غزير يغسلُ الحوب والذنبا
تعالوا نعيدُ العهد بين قلوبنا أتيناكم طوعاً نبادلكم حبًّا
إنكم أحفاد مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي لم يكن لاغياً ولا لاهياً في الحياة، بل كان حنيفاً مسلماً، ولم يك من المشركين، قَطّع جسمه في سبيل الله عز وجل، ليُظهر أنه يحب الله ورسوله.
أليس هذا دليل على الحب؟
أليس هذا برهان على ولاية الله تعالى؟
أليس هذا شاهدٌ على أنه يحب الله ورسوله؟
فيا أيها الشباب الذين لم يحضروا، وجلسوا على الأرصفة، ليس لهم هدف في الحياة، لا يحصلون خيراً، ولا يبنون مجداً، ولا ينفعون أنفسهم أو أوطانهم ومجتمعاتهم بأي تقدم، ولا يقدمون لدينهم، ولا منهاج نبيهم شيئاً من أوقاتهم، وهم في السهر والضحك الذي لا ينتهي واللهو والعبث.
ويا أحفاد معاذ بن جبل رضي الله عنه! لم يكن معاذ مضيِّعاً لأوقاته، بل كان عبداً يحمل الكتاب والسنة، ويدعو إلى ذلك.
عُبادُ ليلٍ إذا جَن الظلامُ بهم كم عابدٍ دمعه في الخدَّ أجراه
وأُسْدُ غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هبُّوا إلى الموت يَسْتَجْدون رؤياه
يا أحفاد أبي لم يكن أبي هاجراً للكتاب، بل كان سيِّد القرَّاء، يصحب القرآن، فهو: ربيع قلبه، ونور بصره، وأنيس روحه، كان يحب القرآن، ويقرأه، ويعمل به.
فأين أنتم يا شباب الإسلام من كتاب الله عزّ وجلّ، من قراءته، ومن تدبره؟
وكلامي معكم عن هؤلاء الشباب، إني أحبهم في الله؛ لأن الحبّ يتجزأ، والولاية مع هؤلاء في الله عزّ وجلّ، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم تتبعض، فهو حب نسبي، وولاء نسبي، نحبهم لأصل الإِيمان الذي عندهم، فإن عندهم خيراً كثيراً.
ومن ذلك الخير: الفطرة، وكما قال تعالى: ((فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله))
أنا أعلم أنهم لا يحضرون المحاضرات، وأن بعضهم يصلِّي في بيته، وأن كثيراً منهم يستمع للأغنيات الماجنات أكثر من سماعه للآيات البينات، وأن كثيراً منهم يطالع المجلات الخليعات أكثر مما يطالع الأحاديث النبوية الموروثة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم.
ولكن عندهم الفطرة، مكتوب في قلوبهم: (الا إله إلا الله محمد رسول الله)، نزلت رؤوسهم من بطون أمهاتهم على الأرض، وهي تحمل مبدأ التوحيد، ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ))، فأنا أخاطب الفطرة فيهم.
وكثير من الناس يظن: أن هؤلاء لا فطرة لهم، ولا دين عندهم، ولكن عليك أن تذهب إليهم، وتحرك الفطرة عندهم، وتحييها في قلوبهم، وتسقيها بماء الهدى، حتى يأتوك، ويكونوا بجوارك في الصلاة والمحاضرة.
ولكن قد أخطأت حينما لم تذهب إليه، ولم تبعث له بحبك، ولم تقف معه، وأخطأ هو لأنه لم يلتمس النور، ولم يبحث عن الهداية، ولم يأت مرة يجرب نفسه في مثل هذه المحاضرات والدروس.
فإنه قد جرَّب نفسه في المقهى، وفي المنتدى، وعلى الرصيف، ومع الكرة، ومع الأغنية، لكنه ما جرَّب مرة واحدة طعم الهداية والنور.
أين ما يُدعى ظلاماً يا رفيق الليل أين إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه
قد مشينا في ضياء الوحي حبّاً واهتدينا ورسول الله قاد الركب تحدوه خُطاه
إنّ معالمه عليه الصلاة والسلام، في المسجد، وأنواره في المسجد، ودستوره يوجد في المسجد، وكذلك سيرته الخالدة المباركة، ومنهجه المستقيم، كل ذلك يوجد في المسجد.
فلا بد من دعوة أولئك إلى المسجد، (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم) (1)
وأنا أخاطب فيهم الغيرة، فإن الواحد منهم إذا انتهك عرضه تجده أسداً هصوراً، يغار على أمه وأخته وابنته، فلا بد أن تحيا هذه الغيرة في قلبه، وتُصبح كغيرة سعد بن عبادة ، سيد الخزرج رضي الله عنه، حينما يسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقول: (يا رسول الله، لو وجد أحدٌ منا رجلاً مع امرأته فماذا يفعل؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يذهب فيستشهد أربعة من الرجال، قال: يا رسول الله، أتركه معها، وأذهب لأجمع أربعة؟
والله، يا رسول الله، لأضربنَّه هو وإياها بالسيف غير مصفّح.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد ، والله إني لأغير منه، وإن الله أغير مني) (1)
وأنا أقول: إن مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى غيرة، وتحتاج دفاعاً، وتحتاج حماساً؛ فإن أولى ما يغار عليه الإنسان هو دينه.
مَنْ ينصر مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم غيركم؟
فأنتم جنده، وأنتم كتيبته، وأنتم حزبه المفلحون، بحول الله.
والله إني أعلم -إن شاء الله- أن شباب الأمة أشجع من الأنظمة العلمانية في الساحة، ولكنهم خدروا الأفلام، والمجلات، وبالميوعة، والضياع.
عجبت لدنيا تهضم الليث حقه وتفخر بالسنَّور ويحك يا مصر
سلام على الدنيا سلام على الورى إذا ارتفع السنَّور وانخفض النسر
إن في أولئك الشباب حباً لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وحبُّهم يبرز ويظهر واضحاً إذا نيل من قواعد الإسلام، فإنك تجد الواحد في يده سيجارة، وفي اليد الأخرى مجلة خليعة، تجده لاهياً لاعباً، تجد عنده عوداً وناياً ووتراً، ولكنك لو تنال محمداً صلى الله عليه وسلم عنده، لقدَّم رأسه رخيصاً، ليذبحك ويقاتلك.
وبعضهم يترك الصلاة -وتارك الصلاة كافر-، ولكن إذا قيل له:
(يا كافر) أخذ يُضارب، ويقاتل؛ لأن الكفر عنده أعظم شيء.
فأَثبت في مستنقع الهول رجله وقال لها من تحت أخمصك الحصر
وقد كان فوت الموت صعباً فرده عليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفسي تعاف الذل حتى كأنه هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
لا يرضى أحد منهم أن تقول له: يا فاسق، ولا يا كافر، ولا يرضى أحد منهم أن تأخذ المصحف وتمزقه، فهم أفضلُ بدرجات من شباب الضلالة -قاتلهم الله- الذين أخذوا المصحف ومزَّقوه في الشوارع وداسوه بالأحذية.
فهؤلاء الشباب فيهم خير كثير، وهم طلائع إيمانية وكنوز، ولكنها تحتاج إلى من يأتي إليها، ويكشف الغبار عنها، ويمسح عنها ذاكم الصدأ؛ لتعود نقية طاهرة طيبة قوية بإذن الله.
هؤلاء الشباب فيهم من يحافظ على الصلوات الخمس، ولكنهم قد يؤخِّرونها، وهذا خطأ كبير. فهؤلاء نستغلهم لأنهم يصلُّون، وهذا أمر طيب مقبول ولله الحمد والشكر.
وهؤلاء الشباب قد لا يوفَّقون في الصحبة الحسنة لا في بيوتهم ولا في مجتمعاتهم، بل يبقون بعيدين حتى لا يتصوَّروا الوعي الموجود ولا الصحوة، ولا المحاضرات ولا الدروس، فتجد بعضهم كأنه في عالم آخر، فإذا بُصروا وعُلِّموا فسوف يُقبِلون على الله إقبالاً طيباً مباركاً بإذن الله.
حدثني أحد الأخيار أنه ذهب مع بعض الشباب في العطلة الصيفية، وكان يقول: نجلس معهم، وهم حلقات، والعود مع أكبرهم، وعندهم أدب في استماع الغناء، فيعزف، ويبدأ التصفيق، ثم يلحق الصوت.
ثم يأتي هذا الرجل الخير من الشباب إلى هذه المجموعة، فينزعجون منه، ولكنهم يحيونه، فيبدأ بكبيرهم يُسَلم عليه، فيضع العود على التراب، ثم يأتي الثاني، ويسألهم: من أين أتيتم؟
ويأتي الثالث فيأخذون معه في الحديث، ثم يبدأون بسؤال المجموعة، ثم تبدأ الموعظة، ولا تسأل كم الاستجابة، وكم الخير؟
ثم يهديهم الشريط الإِسلامي.
فهؤلاء رصيد الإسلام، لا بد أن نتعرَّف عليهم وأن نبين لهم طريق الهداية، لأن الأَمة أحوج ما تكون لشبابها الذين يشكلون السد المنيع في وجوه أهل الكفر والطغيان.
أيضاً يكونون عوناً في الأزمات، بإذن الله، وكذلك يكونون رصيداً للدروس والمحاضرات. ويكونون طاقماً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحملون الدعوات الإيمانية، والرسالات النبوية، ففيهم خير كثير إذا عرفنا توجيههم، ودخلنَا إلى قلوبهم.
وكثير من الدعاة أحسن -أثابه الله- من القدماء والمحدَثين في الدخول إلى قلوبهم، أذكر من الدعاة المحدَثين، ولو أنه توفي قبل سنوات -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- الشيخ: عبد الله القرعاوي .
فقد دعا في بعض المناطق، ولكنه ضرب أروع الأمثلة في الحلم، والصبر، والعطاء، والبشاشة، والدخول إلى قلوب الناس.
يحكي أحد طلاب هذا الشيخ عنه: أنه كان ذات يوم يحدث الناس في السوق، وكان شيخُ القبيلةِ غاضباً، فبعث إليه من يوقفه، ويقطع كلامه، ويفرّق الناس من حوله، فذهب الشيخ من فوره، وكأنه لم يعلم أن شيخ القبيلة كان السبب في ذلك، ثم أخذ صرة من ثياب، وكيساً به مال، وذهب إلى شيخ القبيلة واستأذن.
فقال له شيخ القبيلة: أنت الذي تجمع الناس في السوق، وتتحدث فيهم؟
وانهال عليه، وشاتمه، فقال له الشيخ القرعاوي : مهلاً، فأنا أتيت لزيارتك، والسلام عليك، وأحضرت لك هدية، أرجو أن تقبلها، ثم أعرض عليك دعوتي، فأخذ شيخ القبيلة الهدية، والمال، ثم قال للشيخ: اعرض عليّ دعوتك.
فقال الشيخ: إني أدعو الناس إلى الإيمان، وإِلى الصلوات الخمس، وإِلى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى طاعة ولي الأمر من أمثالك.
فقال شيخ القبيلة لحاجبه: اذهب، فاجمع الناس، ومَن يتخلَف فلا يلومن إلا نفسه، فجمع الناس وخطب فيهم الشيخ بكلام مؤثر، يأسر القلوب حتى ردهم إلى الله تعالى.
هذه الدعوة التي تدخل إلى القلوب بدون استئذان، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحكمة.
إن قلبي يحن لهم، وأريد أن يحضروا المحاضرات، ويتركوا المنتزهات، والمقاهي، والأرصفة، وأماكن اللهو، يا ليتهم يحضرون ليروا إخوانهم من المؤمنين الصادقين، أهل الصلوات الخمس، أهل الولاية العامة والخاصة، الذين يحبون الله ورسوله، إنني أُبلغهم قول القائل:
أهلاً وسهلاً والسلام عليكُمُ وتحية منا تُزف إليكُمُ
أحبابنا ما أجْمَلَ الدنيا بكم لا تقبح الدنيا وفيها أنتُمُ
أهتف من كل قلبي إليهم أن يشاركوا شباب الصحوة في صَلاحِهم وفي استقامتهم.
أيها الشباب الذين لم يحضروا مجالس الذكر والخير، وألهاهم المباح، أو شغلهم الذي يؤدي بهم إلى المكروه، أو الأمر المحرم عن الحضور، نناديكم؛ لأن بيننا وبينكم عهداً وميثاقاً، هو: ميثاق: ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ))، عهد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
فحقٌ علينا أن نناديكم، وأن نهتف بكم، وأن نزوركم، وأن نزفكم إلى رحاب محمد، عليه الصلاة والسلام.
إلى هنا، حيث البر، والعفاف، والاستقامة، والذكر.
إلى هنا، حيث الأمجاد، والتاريخ، وحيث الحنيفية السمحة.
إلى هنا، حيث القبسات الإيمانية، وإشعاع النور، والانطلاقة الكبرى التي بثها في الكون محمد عليه الصلاة والسلام.
أنادي في قلوب أولئك الشباب بقية الإيمان، وفي قلوبهم بقية من إيمان، فلم ينتزع أصل الإيمان مِن قلوبهم، بل لا زالت بذرة الإيمان في نفوسهم، وأنادي بقية النور -نور الهداية في قلوبهم- وأنادي كذلك الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم الذي يحمله أولئك في قلوبهم.
وإن كانوا يتأخرون عن الصلاة، وإن كانوا يسمعون الغناء، وإن كانوا يصاحبون المجلة الخليعة، فلا زال أصل الإِيمان يشع ويدوّي في قلوبهم.
تعالوا تعالوا نكتب الحب موثقاً بدمع غزير يغسلُ الحوب والذنبا
تعالوا نعيدُ العهد بين قلوبنا أتيناكم طوعاً نبادلكم حبًّا
إنكم أحفاد مصعب بن عمير رضي الله عنه، الذي لم يكن لاغياً ولا لاهياً في الحياة، بل كان حنيفاً مسلماً، ولم يك من المشركين، قَطّع جسمه في سبيل الله عز وجل، ليُظهر أنه يحب الله ورسوله.
أليس هذا دليل على الحب؟
أليس هذا برهان على ولاية الله تعالى؟
أليس هذا شاهدٌ على أنه يحب الله ورسوله؟
فيا أيها الشباب الذين لم يحضروا، وجلسوا على الأرصفة، ليس لهم هدف في الحياة، لا يحصلون خيراً، ولا يبنون مجداً، ولا ينفعون أنفسهم أو أوطانهم ومجتمعاتهم بأي تقدم، ولا يقدمون لدينهم، ولا منهاج نبيهم شيئاً من أوقاتهم، وهم في السهر والضحك الذي لا ينتهي واللهو والعبث.
ويا أحفاد معاذ بن جبل رضي الله عنه! لم يكن معاذ مضيِّعاً لأوقاته، بل كان عبداً يحمل الكتاب والسنة، ويدعو إلى ذلك.
عُبادُ ليلٍ إذا جَن الظلامُ بهم كم عابدٍ دمعه في الخدَّ أجراه
وأُسْدُ غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هبُّوا إلى الموت يَسْتَجْدون رؤياه
يا أحفاد أبي لم يكن أبي هاجراً للكتاب، بل كان سيِّد القرَّاء، يصحب القرآن، فهو: ربيع قلبه، ونور بصره، وأنيس روحه، كان يحب القرآن، ويقرأه، ويعمل به.
فأين أنتم يا شباب الإسلام من كتاب الله عزّ وجلّ، من قراءته، ومن تدبره؟
وكلامي معكم عن هؤلاء الشباب، إني أحبهم في الله؛ لأن الحبّ يتجزأ، والولاية مع هؤلاء في الله عزّ وجلّ، وفي رسوله صلى الله عليه وسلم تتبعض، فهو حب نسبي، وولاء نسبي، نحبهم لأصل الإِيمان الذي عندهم، فإن عندهم خيراً كثيراً.
ومن ذلك الخير: الفطرة، وكما قال تعالى: ((فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله))
أنا أعلم أنهم لا يحضرون المحاضرات، وأن بعضهم يصلِّي في بيته، وأن كثيراً منهم يستمع للأغنيات الماجنات أكثر من سماعه للآيات البينات، وأن كثيراً منهم يطالع المجلات الخليعات أكثر مما يطالع الأحاديث النبوية الموروثة عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم.
ولكن عندهم الفطرة، مكتوب في قلوبهم: (الا إله إلا الله محمد رسول الله)، نزلت رؤوسهم من بطون أمهاتهم على الأرض، وهي تحمل مبدأ التوحيد، ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ))، فأنا أخاطب الفطرة فيهم.
وكثير من الناس يظن: أن هؤلاء لا فطرة لهم، ولا دين عندهم، ولكن عليك أن تذهب إليهم، وتحرك الفطرة عندهم، وتحييها في قلوبهم، وتسقيها بماء الهدى، حتى يأتوك، ويكونوا بجوارك في الصلاة والمحاضرة.
ولكن قد أخطأت حينما لم تذهب إليه، ولم تبعث له بحبك، ولم تقف معه، وأخطأ هو لأنه لم يلتمس النور، ولم يبحث عن الهداية، ولم يأت مرة يجرب نفسه في مثل هذه المحاضرات والدروس.
فإنه قد جرَّب نفسه في المقهى، وفي المنتدى، وعلى الرصيف، ومع الكرة، ومع الأغنية، لكنه ما جرَّب مرة واحدة طعم الهداية والنور.
أين ما يُدعى ظلاماً يا رفيق الليل أين إن نور الله في قلبي وهذا ما أراه
قد مشينا في ضياء الوحي حبّاً واهتدينا ورسول الله قاد الركب تحدوه خُطاه
إنّ معالمه عليه الصلاة والسلام، في المسجد، وأنواره في المسجد، ودستوره يوجد في المسجد، وكذلك سيرته الخالدة المباركة، ومنهجه المستقيم، كل ذلك يوجد في المسجد.
فلا بد من دعوة أولئك إلى المسجد، (فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النعم) (1)
وأنا أخاطب فيهم الغيرة، فإن الواحد منهم إذا انتهك عرضه تجده أسداً هصوراً، يغار على أمه وأخته وابنته، فلا بد أن تحيا هذه الغيرة في قلبه، وتُصبح كغيرة سعد بن عبادة ، سيد الخزرج رضي الله عنه، حينما يسأل المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقول: (يا رسول الله، لو وجد أحدٌ منا رجلاً مع امرأته فماذا يفعل؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يذهب فيستشهد أربعة من الرجال، قال: يا رسول الله، أتركه معها، وأذهب لأجمع أربعة؟
والله، يا رسول الله، لأضربنَّه هو وإياها بالسيف غير مصفّح.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من غيرة سعد ، والله إني لأغير منه، وإن الله أغير مني) (1)
وأنا أقول: إن مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى غيرة، وتحتاج دفاعاً، وتحتاج حماساً؛ فإن أولى ما يغار عليه الإنسان هو دينه.
مَنْ ينصر مبادئ محمد صلى الله عليه وسلم غيركم؟
فأنتم جنده، وأنتم كتيبته، وأنتم حزبه المفلحون، بحول الله.
والله إني أعلم -إن شاء الله- أن شباب الأمة أشجع من الأنظمة العلمانية في الساحة، ولكنهم خدروا الأفلام، والمجلات، وبالميوعة، والضياع.
عجبت لدنيا تهضم الليث حقه وتفخر بالسنَّور ويحك يا مصر
سلام على الدنيا سلام على الورى إذا ارتفع السنَّور وانخفض النسر
إن في أولئك الشباب حباً لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، وحبُّهم يبرز ويظهر واضحاً إذا نيل من قواعد الإسلام، فإنك تجد الواحد في يده سيجارة، وفي اليد الأخرى مجلة خليعة، تجده لاهياً لاعباً، تجد عنده عوداً وناياً ووتراً، ولكنك لو تنال محمداً صلى الله عليه وسلم عنده، لقدَّم رأسه رخيصاً، ليذبحك ويقاتلك.
وبعضهم يترك الصلاة -وتارك الصلاة كافر-، ولكن إذا قيل له:
(يا كافر) أخذ يُضارب، ويقاتل؛ لأن الكفر عنده أعظم شيء.
فأَثبت في مستنقع الهول رجله وقال لها من تحت أخمصك الحصر
وقد كان فوت الموت صعباً فرده عليه الحفاظ المر والخلق الوعر
ونفسي تعاف الذل حتى كأنه هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
لا يرضى أحد منهم أن تقول له: يا فاسق، ولا يا كافر، ولا يرضى أحد منهم أن تأخذ المصحف وتمزقه، فهم أفضلُ بدرجات من شباب الضلالة -قاتلهم الله- الذين أخذوا المصحف ومزَّقوه في الشوارع وداسوه بالأحذية.
فهؤلاء الشباب فيهم خير كثير، وهم طلائع إيمانية وكنوز، ولكنها تحتاج إلى من يأتي إليها، ويكشف الغبار عنها، ويمسح عنها ذاكم الصدأ؛ لتعود نقية طاهرة طيبة قوية بإذن الله.
هؤلاء الشباب فيهم من يحافظ على الصلوات الخمس، ولكنهم قد يؤخِّرونها، وهذا خطأ كبير. فهؤلاء نستغلهم لأنهم يصلُّون، وهذا أمر طيب مقبول ولله الحمد والشكر.
وهؤلاء الشباب قد لا يوفَّقون في الصحبة الحسنة لا في بيوتهم ولا في مجتمعاتهم، بل يبقون بعيدين حتى لا يتصوَّروا الوعي الموجود ولا الصحوة، ولا المحاضرات ولا الدروس، فتجد بعضهم كأنه في عالم آخر، فإذا بُصروا وعُلِّموا فسوف يُقبِلون على الله إقبالاً طيباً مباركاً بإذن الله.
حدثني أحد الأخيار أنه ذهب مع بعض الشباب في العطلة الصيفية، وكان يقول: نجلس معهم، وهم حلقات، والعود مع أكبرهم، وعندهم أدب في استماع الغناء، فيعزف، ويبدأ التصفيق، ثم يلحق الصوت.
ثم يأتي هذا الرجل الخير من الشباب إلى هذه المجموعة، فينزعجون منه، ولكنهم يحيونه، فيبدأ بكبيرهم يُسَلم عليه، فيضع العود على التراب، ثم يأتي الثاني، ويسألهم: من أين أتيتم؟
ويأتي الثالث فيأخذون معه في الحديث، ثم يبدأون بسؤال المجموعة، ثم تبدأ الموعظة، ولا تسأل كم الاستجابة، وكم الخير؟
ثم يهديهم الشريط الإِسلامي.
فهؤلاء رصيد الإسلام، لا بد أن نتعرَّف عليهم وأن نبين لهم طريق الهداية، لأن الأَمة أحوج ما تكون لشبابها الذين يشكلون السد المنيع في وجوه أهل الكفر والطغيان.
أيضاً يكونون عوناً في الأزمات، بإذن الله، وكذلك يكونون رصيداً للدروس والمحاضرات. ويكونون طاقماً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحملون الدعوات الإيمانية، والرسالات النبوية، ففيهم خير كثير إذا عرفنا توجيههم، ودخلنَا إلى قلوبهم.
وكثير من الدعاة أحسن -أثابه الله- من القدماء والمحدَثين في الدخول إلى قلوبهم، أذكر من الدعاة المحدَثين، ولو أنه توفي قبل سنوات -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- الشيخ: عبد الله القرعاوي .
فقد دعا في بعض المناطق، ولكنه ضرب أروع الأمثلة في الحلم، والصبر، والعطاء، والبشاشة، والدخول إلى قلوب الناس.
يحكي أحد طلاب هذا الشيخ عنه: أنه كان ذات يوم يحدث الناس في السوق، وكان شيخُ القبيلةِ غاضباً، فبعث إليه من يوقفه، ويقطع كلامه، ويفرّق الناس من حوله، فذهب الشيخ من فوره، وكأنه لم يعلم أن شيخ القبيلة كان السبب في ذلك، ثم أخذ صرة من ثياب، وكيساً به مال، وذهب إلى شيخ القبيلة واستأذن.
فقال له شيخ القبيلة: أنت الذي تجمع الناس في السوق، وتتحدث فيهم؟
وانهال عليه، وشاتمه، فقال له الشيخ القرعاوي : مهلاً، فأنا أتيت لزيارتك، والسلام عليك، وأحضرت لك هدية، أرجو أن تقبلها، ثم أعرض عليك دعوتي، فأخذ شيخ القبيلة الهدية، والمال، ثم قال للشيخ: اعرض عليّ دعوتك.
فقال الشيخ: إني أدعو الناس إلى الإيمان، وإِلى الصلوات الخمس، وإِلى طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى طاعة ولي الأمر من أمثالك.
فقال شيخ القبيلة لحاجبه: اذهب، فاجمع الناس، ومَن يتخلَف فلا يلومن إلا نفسه، فجمع الناس وخطب فيهم الشيخ بكلام مؤثر، يأسر القلوب حتى ردهم إلى الله تعالى.
هذه الدعوة التي تدخل إلى القلوب بدون استئذان، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحكمة.
العالمى- عدد المساهمات : 228
نقاط : 668
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2012
العمر : 28
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى