تقريع النفس إلى درجة عدم الثقة بها

كثير من الشباب اهتدى بعد المعصية، وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون، فباب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها.
فهذا الشاب المهتدي الذي كان سابقاً يفعل الجرائم والمنكر، يبدأ في جلد نفسه وتقريعها وأنها حقيرة لا تصلح لأي عمل خير.
إذا قلت له: لماذا لا تكون داعية؟
أو خطيباً؟
أو واعظاً؟
قال: أنا!! بعد تلك الجرائم والماضي القبيح أقود الأمة.
لا أستطيع، اذهبوا لغيري!!
ولا يزال هذا الشاب يحطم نفسه إلى أن ترضى بالهوان، وترضى بالقليل، فيعيش دوراً سلبياً في حياة الدعوة والالتزام بسبب ذلك التقريع.
فالواجب على الشاب أن يكون مقداماً إلى الخير، يشجع نفسه على اقتحام الصعاب وأنه قادر عليها بحول الله وبقدرته تعالى.
وأن يتذكر أن كبار الصحابة كـعمر رضي الله عنه كانوا يسجدون للصنم، ويفعلون الآثام العظام، ولكنهم بعد التوبة انتقلوا انتقالة رائعة إلى أماكن عالية في عالم الغيب وفي مراتب العبودية.
وأن تعلم أن الله يفرح بتوبة العبد، وأنك إذا أتيته بقراب الأرض خطايا ثم تبت أتاك بقرابها مغفرة سبحانه وتعالى.
عيسى عليه السلام رأى عاصياً فأخذ بيده إلى بيت المقدس .
فلما وصلاه قال العاصي: يا عيسى اتركني، أخشى أن أدنس بيت المقدس .
فأوحى الله إلى عيسى : أخبر ذاك العاصي بأني تبت عليه، وعزتي وجلالي لكلمته أفضل عندي من عبادة سبعين سنة.
وقيل للإمام أحمد : أيبقى العبد حتى يكمل ثم يدعو إلى الله.
قال: أوّه.. ومن يكمل!
فهيا يا شباب الإسلام، الميدان محتاج لكم فلا تركنوا إلى هذه الوساوس والصوارف.