شرك الخوف وضعف التوكل عند الرجال

الذي نخشاه أن بعض الناس ممن يصلي الصلوات الخمس، ويحج البيت، ويعتمر في رمضان، ويصلي التراويح، ويقرأ القرآن، نخشى أن يكون عندهم شرك خوف، فيخافون من البشر أخوف من ربّ البشر.
وهذا وجدناه في الأساتذة ووجدناه في الطلاب، ووجدناه في الكبار والصغار، ولا نبرئ أنفسنا.
وجدناهم مع البشر يخافون ويتأكدون من العبارات ويتثبتون من مواقفهم حتى لا يقعوا في إرباك مع البشر، بينما مع الله لا تجد هذا التثبت ولا هذا التأني ولا هذا الخوف.
فأين الخوف من الله؟
يذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن من نواقض لا إله إلا الله: شرك الخوف، بأن تخاف من غير الله أخوف من خوفك من الله، والله عز وجل قال: ((وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ))، وقال أيضاً: ((فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ))، وقال أيضاً: ((وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)).
ويقول أيضاً: ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)).
شاب أتى إلى بعض المستشفيات قال: رأيت كثيراً من النساء شبه عاريات ملابسهن مغضبة لله.
قلت: لماذا لم تنه عن المنكر؟
قال: أخاف!!
قلت: إذن فلماذا تقول في الصباح: (رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياً)؟
ولماذا تقول: لا إله إلا الله؟
وإنسان آخر يرى المجلات تباع بالعشرات وهي مجلات هادمة هابطة، المجلة الواحدة تستطيع أن تدمر شعباً كاملاً.
تسأله لم لمْ تنه؟
أي بالتي هي أحسن، بأن تتحدث مع صاحب المحل وأن يأتي غيرك من الشباب يتحدثون، حتى تصبح ظاهرة وتصبح مسألة تدار في المجتمع.
قال: أنا أخاف!
فلماذا تقول في الصباح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً.
فالخوف من نقاط الضعف عند الشاب المسلم، وهي من المعوقات عن تحمل الأعباء والرسالة الخالدة التي بعث بها الرسول صلى الله عليه وسلم.