كيفية رواية الصحابي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد :
فإن هذا بحث يسير حول موضوع : كيفية رواية الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم :
إن كيفية رواية الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم خمس مراتب :

المرتبة الأولي : هي ما كان اللفظ صريحا في السماع عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو : سمعته صلى الله
عليه وسلم يقول أو حدثني أو شافهني أو أخبرني أو أخبرني وهذا هو الأصل في الرواية

المرتبة الثانية : هي ما كان اللفظ فيه ظاهرا في السماع عنه صلى الله عليه وسلم مع أنه محتمل نحو قوله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحو ذلك
وهذه الصورة ان وقعت من الصحابي فالرواية بها مقبولة اذ لو فرضنا أن هناك واسطة وأنه مرسل
فمراسيل الصحابة مقبولة لأن لها حكم الوصل

وأما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيه خلاف بين الأ صوليين :
فمنهم من اعتبرها في المرتبة الثانية ومنهم من اعتبرها مرتبة مستقلة أي الثالثة وممن اعتبروها في المرتبة الثالثة شيخ سيدي عبدالله صاحب مراقي السعود
المرتبة الثالثة : أن يقول الصحابي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أونهى عن كذا وانما كانت هذه دون التي قبلها لأن فيها من احتمال عدم السماع مباشرة مثل ما في الأولى وتزيد عليها بأنه قد يظن ما ليس بأمر أمراً ونحو ذالك
وقال الشنقيطي في نثر الورود : إن مسألة قول الصحابي : أمر رسول الله صلى الله بكذا أو نهى عن كذا أظهر ما يقال فيها أن تكون في مرتبة قال أي المرتبة الثالثة
المرتبة الرابعة : أن يقول الصحابي أمرنا بكذا أو نهينا عن عن كذا ولم يذكر الفاعل وفي معنى هذه المر تبة : من السنة كذا والسنة جائزة بكذا وانما كانت دون التي قبلها لأن فيها من الاحتمال ما في التي قبلها وتزيد باحتمال أن يكون الآمر غير النبي صلى الله عليه وسلم
المرتبة الخامسة :أن يقول الصحابي : كنا نفعل كذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو كانوا يفعلون كذا على عهده كقول جابر كنا نعزل والوحي ينزل.