إلى كل إنسان فى أى زمان أو مكان

أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق لعبادته ليبلوهم فيما آتاهم ويحاسبهم أيهم أحسن عملا فعلى مر القرون والأزمان

منذ سيدنا آدم عليه السلام وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أرسل الله الأنبياء والمرسلين أرسلهم بالحق إلى

مختلف الناس والخلق ليأمرونهم بوحدانية الله وليبلغونهم رسالة الله بأن : لاإله إلا الله وأنه لامعبود ولا رب سواه .

يقول الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء: ٢٥

فجميع الأنبياء والمرسلين كانوا مبشرين ومنذرين لكافة الإنس والجان على مر القرون والأزمان ليقونهم المورد

الوخيم والعذاب الأليم فى يوم الدين وحتى لايأتون على الله محتجين

(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ) النساء: ١٦٥

وتعاقبت رسالات الله وتدرجت .. إلى أن حق ظهور دين الله فى الأجل المعلوم عند الله وحق نزول كتاب الله على هذه

الأرض التى كتب الله لنا فيها الحياة .. فاصطفى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لبلاغ آخر دين من الله

واجتباه الله ليكون هو آخر نبى وآخر رسول مرسل من الله .

*******

فما من زمن من الأزمان إلا وأرسل الله فيه نبى أورسول .. الإيمان والتصديق بهذا النبى أو الرسول

كان حقا فى وقته وزمنه .. فمثلا :

حين بعث الله سيدنا نوح عليه السلام نبيا ورسولا كان واجبا على قومه اتباعه وتصديقه والإيمان به

وإلا استحقوا النار والجحيم والعذاب الأليم .

وحين بعث الله سيدنا صالح كان واجبا على قومه اتباعه وتصديقه والإيمان به وكذلك سيدنا هود

وسيدنا يعقوب وسيدنا يونس وسيدنا زكريا عليهم السلام .. هم وكل من كان قبلهم أو بعدهم ..

ممن قصهم الله ومن من لم يقصص .. كان واجبا على أقوامهم اتباعهم والتصديق بهم وإلا كان

مآلهم البوارومصيرهم إلى النار .. أيضا حين بعث الله سيدنا موسى عليه السلام بالديانة اليهودية

كان واجبا على قومه التصديق به واتباع ديانته .

وحين بعث الله سيدنا عيسى عليه السلام كان واجبا على كل من بلغته رسالته فى وقته وزمنه التصديق

بنبوته والإيمان برسالته .

*******

وحين بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا أصبح واجبا أيضا على

قومه الإيمان به والتصديق برسالته لأنه نبى هذا الزمان .. وقومه هم : كل من ولد

ويولد منذ أن بعثه الله وحتى يوم الدين .

والدين الذى أتى به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو دين الإسلام وهو آخر دين من الأديان ..

ولذا : فقد وجب على كل من بلغه هذا الدين وكل من علم به فى أى زمان أو مكان أن يؤمن ويصدق به

وإلا استحق العذاب الأليم وسكنى الجحيم .

ولقد كان لكل رسول من رسل الله وأنبيائه معجزة اختصه الله بها فى قومه هذه المعجزة تنتهى بانتهاء نبوته ورسالته ..

فمثلا :

سيدنا سليمان عليه السلام كانت معجزته فى تسخيرالريح والجان وفهم لغة الطير والحيوان وانتهت هذه المعجزة بانتهاء رسالته .

وسيدنا إبراهيم عليه السلام كانت معجزته فى نجاته من النارالتى صارت بردا وسلاما عليه وانتهت بانتهاء رسالته .

ومعجزة سيدنا موسى عليه السلام كانت فى العصا واليد التى بهرت السحر والأبصار وانتهت أيضا بانتهاء رسالته .

ومعجزة سيدنا عيسى عليه السلام كانت فى شفاء المرضى وإحياء الموتى وانتهت هذه المعجزة بانتهاء رسالته .

إلا : معجزة واحدة .. وهى معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. هذه المعجزة لم تنته .. ولن تنتهى ..

هذه المعجزة هى : كتاب الله .. وهى باقية مابقيت الحياة .. لأنها نذير لكل إنسان فى كل مكان وزمان .. يقول سبحانه وتعالى

( نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان : ١

فأهل هذه الأرض جميعهم مخاطبون بالإيمان ومكلفون بالإسلام لأنهم هم أمة نبى الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم

منذ أن بعثه الله وحتى يوم لقاء الله .. لذا :

فإن كل من بلغه القرآن منهم وكل من بلغه دين الإسلام .. وكل من بلغه ذكر نبى الله

عليه الصلاة والسلام .. فقد وجب عليه اتباع دين الله .

ولقد بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة الله فى محياه .. وبعد أن اكتملت هذه الرسالة

وشريعتها وكمل هذا الدين وبلغ منتهاه انتقل نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى مثواه ..

لأن الشريعة الإسلامية هى آخر شريعة أنزلها الله .. ووجب تطبيق منهجها على من اتبع هذا الدين وعلى

من لم يتبعه .. فهذا فرض وتكليف من الله لكافة خلق وعبيد الله .. يقول الله جل علاه


(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة: ٣

فيا أخى الإنسان فى أى زمان أو مكان .. لا تحسبن : !

أن يبلغك دين الله ويبلغك كتاب الله الذى نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتترك

فيما أنت فيه لا تؤمر ولا تنهى !! .. يقول سبحانه وتعالى

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً )المؤمنون: ١١٥

أحَسبتَ :

أن يبلغك دين الإسلام الذى أمرك الله باتباعه وتترك هائما كالأنعام سائما كالأغنام .. كيف ؟ !

ألا تعلم أنك عبد لله شئت أم شاء غيرك أم لا ؟ !

( أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) القيامة: ٣٦

ألا تعلم : أن الله برأ البرايا صنوفاً وضروباً وقسمها فرقاً وشعوباً واختص منها بنى

الإنسان إختصهم بالألباب والأفهام وفضلهم على الجمادات والأنعام فخلق لهم عقول

وقلوب وأعين وآذان فميزهم الله بالعقل والبصيرة ليبصروا ويتبصروا ويفقهوا ويتدبروا

هذا هو كتاب الله نذير لك ولغيرك ممن خلقوا ويخلقون فى هذه الحياة تعهد الله سبحانه وتعالى

بحفظه إلى يوم أن نلقاه وجعله شرعاً لاينسخ وعقده عقداً لايفسخ وأدامه حقاً

لا يدحض وقضى له بعز المرافقين وذل الكفاروالمعاندين .. ولقد قال رب العالمين

( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) آل عمران : ٨٥

فيا عباد الله : أفى ملك الله ترتعون وتنعمون ثم به تكفرون .. كيف ؟!

كيف ؟ وقد ميزكم الله بالعقول والأفهام حتى لا تكونوا كالأنعام

أتكونوا من البلهاء !! أم تكونوا من العقلاء النجباء

أليس لكم عقول بها تفقهون أوآذان بها تسمعون أوعيون بها تبصرون

كيف لا تفرقون بين الكفروالإيمان

كيف لا تميزون بين جنة النعيم وسكنى الجحيم

ألا تعلمون أنكم شهدتم كما شهدنا .. بأن لا إله إلا الله .. ألا تدركون أننا عبيد لله وآمنا جميعا بألوهية الله

الذى لا إله ولا رب سواه .. يقول سبحانه وتعالى


(إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ

أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا) الأعراف : ١٧٢


هذه هى فطرتنا وفطرتكم التى فطرنا الله عليها .. أتنسونها

أتنسون ربكم الذى خلقنا وخلقكم

ألا تتبعون رسولنا ورسولكم ونبينا ونبيكم الذى أرسله الله رحمة لنا ولكم !!

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد لكم النعمة وأنتم تطلبون النقمة !!

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهديكم إلى جنة النعيم وأنتم تصرون على سكنى

الجحيم .. أليس لكم عقول تصدع أو قلوب تخشع ؟! أستظلون هكذا فى الغى قابعين .

( َإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَاعَلَيْهِ آبَاءَنَا)

أتتبعون من كانوا فى الكفر والشرك منغمسين ولنعم خالقهم ورازقهم عامهين .

أتتبعون إفكهم وضلالهم وتفعلون مثل فعلهم فتسيرون على دربهم وتقولون مثل قولهم :

هذا ما ألفينا ووجدنا عليه آباءنا .

أنتم بذلك جعلتم أنفسكم أضل من الأنعام ولم ترتقوا إلى مصاف الإبل أو الأبقار أو

الأغنام .. فقد اتبعتم من ران الجهل على عقولهم وسرتم على نهج من جثت الظلمة

على أبصارهم .. لم تعوا فتنة الشيطان ولم تدركوا أنه عدو لئيم وإبليس رجيم فاحتال عليكم

اللعين يزين لكم و لغيركم ممن سارأو يسيرعلى دربكم الشرك بالله والكفر بدين الله ..

الشيطان وذريته بوسا وسهم واحتيالهم غاوين مضلين وبحججهم وبراهينهم فاسدين ومفسدين ..

أتتخذون منهم قرين ليكون وليا لكم مسلطا عليكم .. ألا تعلمون أن هذا الأثيم قد تعالى بخلقه من

النارعلى خلقنا من الطين .. ألاتعلمون أنه زها بخلقه على خلقنا وأبى السجود لأبينا وجدنا حين جاءه الأمر من رب العالمين

( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ

قَالَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) ص : ٧٥ - ٧٦


فطرده الله من رحمته وصب الله عليه لعنته وجعله سبحانه وتعالى من الصاغرين وبعد

أن كان جانا صارشيطانا فأصبح هو ونسله شياطين فما كان منه إلا أن أضمر لنا حقده الدفين

ليجركم ويجرنا إلى الكفر برب العالمين .. بل وأفصح لنا عن عداوته وضراوته وأقسم بالله

وعزته ليغوين الخلق أجمعين إلا من كان منهم من المتقين المخلصين فقال :

( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ص : ٨٢ - ٨٣

لقد أفصح لنا هذا اللئيم عن كيفية اجتذابه للعقول بحبائله المنصوبة وشراكه المبثوثة فعزم

على أن يأتينا من كل مكان وفى كل زمان ليضلنا بأمنياته وشهواته ويقعدنا عن صراط الله بموبقاته ونزواته ..

فإياكم يا عباد الله وما يعدكم هذا الشيطان من شرك وبطلان إياكم وما يوسوس لكم من موبقات ونزوات إياكم

وما يزين لكم من شهوات وأمنيات إياكم وما يسول لكم من اللهو والعثرات .. إنتبهوا إلى قوله الذى قال :

(َ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضا ً) النساء : ١١٨

قال : ليتخذن من عباد الله نصيبا مفروضا : نصيبا فرضه الله .

هذا النصيب : هم كل الكافرين من الأمم السابقين .. الذين لم يؤمنوا ولم يصدقوا نبيهم ورسولهم

الذى أرسل إليهم على مر القرون والأزمان .

وكل الكافرين : الذين كذبوا ولم يؤمنوا بدين الإسلام منذ الرسالة وحتى قيام يوم الساعة.

أتختارون إذن الهداية ؟ أم تذعنوا لما أنتم فيه من الضلال والغواية !!

أمامكم طريق النور وأمامكم طريق الظلام .. أمامكم طريق الحق وأمامكم طريق

البطلان .. ومن شاء منكم أن يؤمن فليؤمن ومن شاء منكم أن يكفر فليكفر .


( قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ )

*******

ويا أيها العلماء والدعاة .. يا من آمنتم بدين الله :

إعلموا أنه : وجب البلاغ برسالة الله لمن لم يبلغه أن دين الإسلام هودين الله ..

هذا البلاغ مفروضا عليكم فأنتم الذين اختارهم الله من أمة الإسلام أنتم الذين ذكرهم الله

فى كتابه ومحكم آياته فقال سبحانه وتعالى

( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُم ) التوبة : ١٢٢


أنتم الطبقة المتفقهة فى الدين .. أنتم من تنذرون برسالة الله من بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

.. تلك هى رسالتكم وهذا هوالتكليف الذى أوجبه الله عليكم وأوكله الله إليكم : أن تقوموا ببلاغ دين الله

فى كل مكان وفى كل زمان وفى كل قطر وفى كل بلد من البلدان .. فقد جعلكم الله شهداء على كل من تنذرون ..

وجعل الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا عليكم وشهيدا على كل من أنذرتم :

شهيدا عليكم .. هل بلغتم بأن دين الإسلام هو دين الله أم لا ؟

هل بلغتم أن كافة الناس فى هذا الزمان مخاطبون بالإيمان ومكلفون بالإسلام ؟

وشهيدا عليهم .. هل آمنوا وصدقوا بما بلغهم أم لا ؟

هل آمنوا بوحدانية الله وبأن الإسلام هو دين الله ؟

يقول الله جل علاه

( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) الحج : ٧٨

وليس عليكم فى بلاغكم يا أيها العلماء والدعاة إلا أن تتأسوا بما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقد قال الله لنبى الله ومصطفاه

(عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) الرعد : ٤٠

فليس عليكم إلا إنذارهم .. ليس عليكم إلا أن تبينوا لهم أن دين الإسلام هو دين الله

وأن كل من اتبع دينا سواه فقد خالف أمرالله تبينوا لهم أنهم مكلفون بالإيمان ومخاطبون بالإسلام

وتوضحوا لهم أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نبيهم ورسولهم وأنه المبعوث لنا ولهم

وأنه نذيرهم ونذير كل من كان قبلهم وكل من سيأتى بعدهم .

(فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ) البقرة: ١٣٧

ليس عليكم هداهم .. ليؤمن منهم من يؤمن وليكفر منهم من يكفر فليس أى منكم بحفيظ عليهم ولا بوكيل عنهم ..

يقول الله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ) الإسراء: ٥٤

فالخلق خلق الله وعبيده .. ولو شاء الله لهداهم وجعلهم جميعا مؤمنين بالله .

يقول سبحانه وتعالى فى كتابه ومحكم آياته

( وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ) السجدة: ١٣

( لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ) الرعد: ٣١