% احرص على ماينفعك %

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله ,
الحمدلله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد,
إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ,

روى مسلم بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير ,احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تَعْجَز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل قَدَرَ الله وما شاء فعل فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان".

يرشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على الحرص على مايعود عليك بالنفع في دنياك وأخراك والحرص هو أشد التحري والمتابعة , فلو أنك لم تحرص على مايعود عليك بالنفع لجائتك البلايا من كل حدب وصوب واشتغلت بدفعها , ومفهوم هذا الحديث أنك لا تحرص على مايعود عليك بالضرر ولا على مالا طائل من ورائه مما يضيع وقتك ويلهيك عن ذكر الله


نكمل في اللقاء اللآتي إن شاءالله تعالى , وصلى الله وسلم على نبينا محمد

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم , والحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه , وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد , وبعد,

بعدما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحرص على مايعود علينا بالنفع في كل شؤوننا وترك ماعدا ذلك فهو من اللهو وإضاعة الوقت بعد ذلك قال رسولنا الكريم " واستعن بالله ولا تعجز "

ياخواني يريد منا صلى الله عليه وسلم ان لا نعلق قلوبنا بالعمل ولا بالأسباب , بل نعلق قلبنا بمسبب الأسباب سبحانه وان نعلق قلوبنا بالفعال لما يريد والذي أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون سبحانه وتعالى , وليس المراد ألا نستعين بالأسباب أو ألا نستعين بجهود الأخرين لا ليس هذا هو المراد بل نطلب المساعدة من أخواننا وزملائنا ونستعين بالأسباب أشد الأستعانه ولكن لا نعلق قلوبنا بها بل نرجو من الله الإعانة على كل أمورنا ولنضرب على ذلك مثالاً :

لو أراد إنسان أن يسافر لأخذ كل احتياطاته من زاد وعتاد وعدة ولتأكد من سلامة راحلته من العيوب ولجهزها أتم التجهيز من وقود وزيت وماء وإطارات , لكن ! هل هذا يكفي فقط ويذهب؟

بل بعدما يفعل كل ذلك لابد له أن يستعين بالله على عمله فإن العبد لا يعلم الغيب ولا يملك أن يغير القدر من تغير الأجواء ومن حصول أي مكروه له , صحيح!

إذاً هذا هو المراد , فالعبد يستعين بربه ويأخذ بجميع الأسباب المؤدية لمراده , ثم قال صلى الله عليه وسلم " ولا تعجز " أي أنك لا تضع عقبات وتيأس من مرادك سريعاً وكن متفائلاً فإن الفأل كان يعجب رسول الله صلوات الله عليه وسلامه , فلا تقل مثلاً إذا اردت شيئاً هذا صعب وهذا مستحيل ولا استطيع , لا! بل قل إن شاءالله نستطيع والأمر هين وبسيط واللهم لا سهلاً إلا ماجعلته سهلاً ,

فرسول الله صلى الله عليه وسلم يريدك متفائلاً نشيطاً تنظر للحياة بنظرة التفائل والثقة بالله , فإن التشاؤم من الطيرة المذمومة , هذا والله أعلم نكمل قريباً بحوله وقوته وصلى الله وسلم على نبينا محمد

بسم الله , الحمدلله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد ,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة , كيف حالكم ياخواني , على العموم نكمل مابدأناه والله المستعان ,

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا , ولكن قل : قَدَرَ الله وماشاء فعل , فإن لو ... تفتح عمل الشيطان "

بعدما حرص الإنسان على ماينفعه واستعان بالله على ذلك وأخذ بجميع الأسباب المؤدية إليه ولم يعجز وجعل ثقته بالله قوية قد يصيب الإنسان - بعد ذلك كله - شيء يكرهه أو يعطله قليلاً , فلا يتوقف ويفكر بما أصابه وماهي الأسباب التي عطلته لا! بل ليواصل عمله ولا يتوقف فإن هذا مايريده الشيطان , يريده أن يتوقف عن عمل الخير ولا يواصله ويشغله بالأسباب التي عطلته عن فعله , فالإنسان لا يلتفت لمثل هذه الوقفات فإنها تعطله عن عمله , ومن الممكن أن الله جل وعلى أراد له خيراً بهذه الوقفات ودفع سوء عنه وهو لا يعلم وقد قال الله تعالى { وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم } , والله لا يقدر لنا إلا كل خير فالإنسان من ثقته بربه سبحانه أن يقول قدر الله وماشاء فعل إن أصابه شيء لا يريده أو يكرهه .

إلى هنا نصل إلى نهاية هذا الموضوع المبارك بإذن الله ,
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

شكرًا لك