كلمه عن فضل القران مع موعظه بسيطه

بسم الله الرحمن الرحيم
"كلمة عن فضل القرآن مع موعظة بسيطه"
الحمد لله المتفضل بإنزال القران هدى للناس,وبينات من الهدى والفرقان.أنزله بأفصح بيان,واسطع برهان,وأقوم تبيان,وابلغ حجة,وأبين محجة.
ذا حكم بالغة,وحجج لامعة,أخباره لا تتعارض,وأحكامه لاتتناقض, وفوائده لاتعد وفضائله لاتحد.
جواهر بحاره لاتحصى,ودرر معانيه لاتستقصي.
كيف لايكون كذلك وهو كلام رب العالمين,الذي نزل به الروح الامين على قلب إمام المرسلين,وافضل الاولين والاخرين,وخاتم النبين,صلى الله عليه وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار,ومن اقتفى تلك الاثار وعلى منهاجها سار. يقول الحق جل وعلا {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}الإسراء9
إذ أن اهل القران هم اهل الله وخاصته فلهم به الرفعه والرحمه,والسكينه والوقار وإحاطة الملائكة,والبشارة من الله.
وهو دليل امتحان القلوب المؤمنه حقا,إذ يتلى عليها فتزداد به صلابة الايمان,واطمئنان الجنان,مع خشوع ملازم للقلب,ونور يعمر به الدرب.
بل يكفي صاحبه ربحا انه له ربيع قلب,تزكو فيه رائحته,ويحلو طعمه حتى كانه اترج فصار كأطايب الثمر لما يسر الله عليه الذكر فاذكر.
هذا ولا يزال اهله يغبطون,وتستغفر لهم الملائكة حتى يقبضون فيشفع فيهم إذ تلجم الافواه وينطق هو بـ"انا الذي اسهرت ليله واظمأت نهاره".
يومئذ الرضوان لصاحبه الماهر به مع السفرة الكرام البررة,وتاليه تصعد به تلاوته لتبلغ به اعلى الرتب.
فهل يروم اللبيب خيرا من هذا او اكرم ؟؟
وبركة الحياة..وهناءة العيش..وحسن العاقبة..إنما لاهل القران.ثم إذا كان الحق ماشهدت به الاعداء فهاهو عدو الله"الوليد بن المغيرة"يصدح قائلا:"إن له لحلاوة,وإن عليه لطلاوة,وإن اعلاه لمثمر,واسفله لمغدق,وانه يعلو ولايعلى عليه,ثم ان المخلوقات الاخرى وان لم يكن لها قلوبا تتاثر كالبشر,فالجبال تتصدع لو نزل عليه من شدة الخشيه {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
وأمة من الجان عندما استمع اليه منها نفر تدين به وتقرأ قائله {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ}الجن 1-2
من هنا يقول تعالى عن هذا القران {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}الإسراء82
ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
( خيركم من تعلم القران وعلمه) وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(لاحسد الا في اثنتين رجل اتاه الله الكتاب وقام به اناء الليل...)الحديث
وعن عائشة مرفوعا(الماهر بالقران مع السفرة الكرام البرره والذي يقرا القران ويتتعتع وهو عليه شاق له اجران))
وعن ثابت ا ن ابا هريره كان يقول(البيت إذا تلى فيه كتاب الله اتسع باهله وكثر خيره ودخلته الملائكه وخرجت منه الشياطين والبيت إذا لم يتلَ فيه كتاب الله ضاق باهله وقل خيره وحضرت الشياطين وخرجت منه الملائكه).
وفي حديث الذي رواه مسلم(ان من غدا وتعلم أو قرأ آيتين من كتاب الله خير من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث).يقول ابن القيم رحمه الله
إن هناك امران تتم بهما سعادة المرء وفلاحه,الاول:تدبر القران فإن فيه اسباب الخير والشر مفصله مبينه ثم قرأة السنه أي احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها شقيقة القران.
فلذلك عليكم يااحبتي تدبر القران والاستعانه بعد الله في ذلك اماكن تحفيظ القران مع الجلوس على بعض كتب التفسير.ففي كتاب الله مواعظ بليغه تحبب في طاعه الله وترغب فيها فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع قول الله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41
ومحمد بن المنكدر:يبكي حينما قرأ {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }الزمر47
والربيع بن خثيم يمكث الى الفجر يردد قول الله تعالى {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}الجاثية21
وغيرهم كثير.
ثم استمعي الى هذا الحديث من قال لا اله الا الله ابتغاء رحمه الله ختم له بها,دخل الجنة ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله ختم الله بها,دخل الجنه ومن تصدق بصدقه ابتغاء وجه الله ختم له بها,دخل الجنه.
وكل عمل صالح فإن الله إذا احب عبداً استعمله..
ولو سألنا انفسنا ما الذي يحرمنا من الخير ما الذي يبعدنا عن الطاعه انها المعاصي التي حجبتنا عن الرؤيه الصحيحه فلابد من امر قوي جدا يقوم بتنقية القلب وتطهيرة ولن نجد مثل الاستغفار.
وضع دائما نصب عينيك ان الله خلقك لتعبد به وان ما اعطاك من مال واولاد او غير ذلك فهو منة منه وفضل ولتستعين بها على طاعه الله وان حرمك شيئا فانه قد عافاك من التعبد له بهذا الشيء.انه حكيم عادل.
فانه التوبه من جميع الذنوب واجبه على كل مكلف فال تعالى {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31
وكان صلى الله عليه وسلم وهو مغفور الذنب يتوب الى الله.ومن انجح حيل ابليس التي يحتال بها على الناس ان يتمهل في التوبه لانه امامه زمنا طويلا لذلك كان طول الامل هو سبب شقاء كثير من الناس وقد حذرنا الرسول اخاف عليكم خصلتان:
1ـ اتباع الهوى.
2ـ وطول الامل.
فاما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق واما طول الامل فانه الحب للدنيا.
فاذا احب الانسان الدنيا اكثر من الاخره اثرها عليها واشتغل بزبيتها وزخرفها عن بناء مسكنه في الاخره في جوار الله في جنته.
وعلاج هذا ذكر الموت دائما فانه يزهد في الدنيا ويرغب في الاخره فيحمل على الاجتهاد في العمل الصالح وعدم الركون الى الدنيا.
عن ابن عمر قال(قال رجل من الانصارمن اكيس الناس واكرم الناس يارسول الله فقال صلى الله عليه وسلم(اكثرهم للموت ذكرا واشدهم استعدادا له اولئك هم الاكياس ذهبوا بشر في الدنيا وكرامة الاخره)
وقيل للحسن ياابا سعيد كيف نصنع؟ انجالس اقواما يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال والله انك ان تخالط أقواما يخوفونك حتى يدركك امن خير لك من ان تصحب اقواما يؤمنونك حتى يدركك خوف.
واستمع إلى مثل هذا الرجل الصالح مكحول الدمشقي إذا رأى جنازة قال اغدوا فإنا رائحون,موعظة بليغة وغفلة سريعة يذهب الأول والأخر لاعقل له.
وكان عثمان بن عفان إذا رأى القبر وقف عنده وبكى لعلمه أن القبر أول منازل الاخره فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه.
ولو نظر المؤمن نظرة بقلبه إلي الميت والمغسل يقلب جسده على خشبة المغسلة لعلم إن في هذا عظه بليغة إذ هو في حال حياته وقوته لايستطيع احد أن يقلبه ولا أن يدنو منه إلا بإذنه ولكن بالموت صار جسدا خامدا لاحراك فيه فعلينا أحبتي بالاستعداد لتلك الأمور
وأحفظ وقتك
وأحفظ دينك
وأحفظ لسانك
يقول ابن القيم من العجيب أن الانسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من اكل الحرام والظلم والزنى والسرقه وشرب الخمر ومن النظر الى المحرم وغير ذلك ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن(كل كلام ابن ادم عليه لا له الا امر بالمعروف او نهي عن منكر او ذكر لله عزوجل).
وقال في حديث أخر(إذا اصبح العبد فان الأعضاء كلها تكفر اللسان يقول اتق الله فإنما نحن بك فإذا استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا.
نسال الله تعالى أن يحبب إلينا طاعته ويجنبنا معصيته اللهم إنا نشكو إليك جفاف دموعنا وقسوة قلوبنا.اللهم أعنا على أنفسنا يا ارحم الراحمين اللهم أمين.