معهد الدعم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بي
من طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm

» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am

» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am

» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm

» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm

» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm

» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm

» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm

» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm

» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm

سحابة الكلمات الدلالية


تقدير المفعول لأجله المحذوف في بعض آيات القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل

 تقدير المفعول لأجله المحذوف في بعض آيات القرآن الكريم  Empty تقدير المفعول لأجله المحذوف في بعض آيات القرآن الكريم

مُساهمة من طرف دمى كتب همي الأربعاء مايو 09, 2012 9:07 pm

من خصائص الأسلوب القرآني التى تفرد بِها تقدير المفعول لأجله المحذوف, ما لا نجده فى أساليب الكتابة الأخرى سواء النثرية أو الشعرية, وقد تتبعت هذه الخاصية فى القرآن من أوله إلى آخره, وأزعم أنى وقفت عند جل الآيات التى حذف فيها المفعول لأجله الذى لا يتضح معنى الآية إلا بتقديره, وقد استعنت بكتاب جامع أحكام القرآن للقرطبى فى شرح ما استبهم من هذه الآيات, كما استعنت فى هذا البحث بأكثر من كتاب من كتب إعراب القرآن, وبخاصة كتاب مشكل إعراب القرآن لمؤلفه الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الخراط وكتاب إعراب القرآن وبيانه للأستاذ محيى الدين الدرويش.
وإنى إذ أقدم هذا البحث الذى لا أرجو من ورائه إلا وجه الله, ولا أطمع إلا فى رضاه سبحانه وتعالى, أتعشم أن أكون قد قدمت ما يفيد فى مجال فهم القرآن الكريم, وما يعين على تذوق أسلوبه الذى دون شك لا يرقى إليه أى من أساليب الكتابة الأخرى.
- [وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224)] البقرة
من أوجه إعراب (أن تبروا ..) مفعول لأجله والتقديركراهة أن تبروا أو إرادة أن تبروا فمن قدره كراهة أن تبروا فالمعنى أن الحق سبحانه وتعالى ينهى الناس أن يقسموا ألا يبروا ويتقوا ويصلحوا, فالنهى هنا عن الأيمان حتى لا يَمنع الناس مانع من البر والتقوى والإصلاح, ومن قدره إرادة أن تبروا فالمعنى أن الله ينهى الناس عن الإكثار من الأيمان ويتفق ذلك مع قوله تعالى (وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ) المائدة 89 , وقوله تعالى (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ) القلم 13, أى من أراد البر والتقوى والإصلاح فليفعل دون أن يجعل الله عرضة لأيمانه.
- [وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)] النساء
(أن يكبروا) أى مخافة أن يكبروا , والمعنى ادفعوا إليهم أموالهم ولا تأخذوا منها شيئا لا على سبيل الإسراف ولا مبادرة قبل أن يكبروا, (أي لا تستغنم مال محجورك فتأكله وتقول أبادر كبره لئلا يرشد ويأخذ ماله)؛ عن ابن عباس وغيره
- [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)] النساء
(أن تعدلوا) أى محبة أن تعدلوا, والمعنى أن فى اتباع الهوى جورا وحيْدا عن طريق الحق, والله يأمرنا ألا نتبع الهوى حتى نقيم العدل مع أنفسنا ومع الناس, والآية تؤكد على شهادة الحق حتى لو كان ذلك على أنفسنا أو على الوالدين والأقربين, وألا يراعى الغنى لغناه ولا الفقير لفقره.
- [يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)] النساء
(أن تضلوا) مفعول لأجله والتقدير كراهة أن تضلوا والمعنى أن الله يبين للناس الحقوق فى الميراث حتى لا يضلوا ولا يأخذ كل ذى حق حقه.
- [يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)] المائدة
(أن تقولوا) أى كراهة أن تقولوا والمعنى أن الله أرسل محمدا بالهدى ودين الحق لكى لا يكون للناس حجة فيدعى مدع أن الله لم يرسل رسولا, يبشر المؤمنين منهم بجنة الخلد وينذر الكافرين عذاب يوم عظيم, وقريب منه قوله تعالى فى سورة النساء (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165))
- [وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25)] الأنعام
(أن يفقهوه) مفعول لأجله أى حظر أن يفقهوه, والمعنى أن من المشركين الذين لم يشأ الله لهم الهداية من يستمعون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتلو القرآن فلا يكادون يسمعون منه شيئا لأن الله قد جعل فى آذانِهم وقرا أى ثقلا يحول بينهم وبين سماعه, ولا يكادون يفقهون منه شيئا لأن الله جعل على قلوبِهم أكنة أى أغطية تحول بينهم وبين فهمه, وقد تكرر هذا المعنى فى موضعين آخرين أحدهما فى سورة الإسراء والثانى فى سورة الكهف, و جاء هذا المعنى فى سورة فصلت على لسان المشركين من أهل مكة إذ أنّهم أقروا بأن قلوبَهم فى أكنة مما يدعوهم الرسول صلى الله عليه وسلم إليه وفى آذانِهم وقر ومن بينهم وبينه حجاب قال تعالى [وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)], أما فى سورة الإسراء فقد بين الحق تبارك وتعالى أن الذين لا يؤمنون بالآخرة من أولئك الذين يستمعون إلى القرآن ولا يكادون يسمعون منه شيئا ولا يكادون يفقهون منه حرفا, قال تعالى - - [وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)], فالاستماع إلى القرآن بقلب مفتوح وآذان مصغية يؤدى حتما إلى الإيمان به وبِمنزله جل وعلا وبِمن أنزل عليه صلوات الله وتسليماته عليه, ولكن حينما تقتضى مشيئة الله سبحانه وتعالى ألا يَمس القرآن قلب امرئ يجعل بينه وبين من يقرأ القرآن حجابا, ويجعل على قلبه كنانا, وفى أذنيه وقرا فلا يكاد يسمع منه شيئا ولا يكاد فهم منه حرفا. والذين لا يؤمنون بالآخرة تقع عليهم مشيئة الحق تبارك وتعالى ألا يَمس القرآن شغاف قلوبِهم, فكانوا إذا قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن يستمعون إليه, ولكن يجعل الله بينهم وبينه حجابا يَمنعهم من التأثر به, ويجعل على قلوبِهم أكنة فلا يفقهونه ويجعل فى آذانِهم وقرا فلا يكادون يسمعون منه شيئا, وإذا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم ربه فى القرآن على أنه الإله الواحد ينفرون منه ويولون مدبرين. فى سورة الكهف يبين الحق تبارك وتعالى أن أولئك الذين يعرضون عن سماع القرآن إذا ذكروا به وينسون ما يقترفونه من ذنوب وخطايا إنما يفعلون ما يفعلون لأن الله جعل على قلوبِهم أكنة وجعل فى آذانِهم وقرا فهم عن القرآن معزولون, قال تعالى [وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)], هذه الآيات الثلاث تؤكد على حقيقة أن الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء وما على الرسول إلا البلاغ, ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كاد يهلك نفسه فى سبيل الدعوة, قال تعالى فى سورة الكهف [فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6)] فأراد المولى جل وعلا أن يسرى عنه ويوجهه الوجهة الصحيحة على طريق الدعوة. فبين له أن هؤلاء سيتعللون بأن هذا القرآن ليس إلا أساطير الأولين, وأنّهم سوف يولون مدبرين إذا ووجهوا بحقيقة أن الله واحد لا شريك له, وأنّهم إذا دعوا إلى الهدى فلن يهتدوا أبدا,
- [وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)] الأنعام
(أن تبسل نفس) أى مخافة أن تبسل, ومعناه أن تسلم للعذاب والهلاك, واصل البسل فى اللغة المنع والتحريم, والباسل : الشجاع الذى يَمتنع على غيره, واستبسل بمعنى استقتل أى وطن نفسه للضرب والموت, تقال لمن طرح نفسه فى الحرب فيقتل أو يُقتل, ومعنى (وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ) ذكر بالقرآن مخافة أن تسلم نفس للهلاك والعذاب بِما قدمت من ذنوب وخطايا.
- [وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156)] الأنعام
(أن تقولوا) مفعول لأجله والتقدير كراهة أن تقولوا "عن البصريين", والمعنى أن الحق تبارك وتعالى أنزل القرآن لأهل مكة وما حولها حتى لا يحتجوا بأنه قد أنزل الكتاب أى التوراة والإنجيل على اليهود والنصارى, ولم ينزل كتبا عليهم, (وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ) أى عن تلاوتِهم لجهلهم باللغة وقال عن دراستهم ولم يقل عن دراستهما لأن كل طائفة جماعة, ومثله (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا..) الحجرات 9, لم يقل اقتتلا لأن كل طائفة جماعة
- [وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172)] الأعراف
(أن تقولوا) مفعول لأجله أى كراهة أن تقولوا أو منع أن تقولوا, وهذه الآية من الآيات التى اختُلف حولها, فمن المفسرين من أولها فجعل الإشهاد أن دل الله الناس على وحدانيته بخلقه, والآيات التى تضمنت هذا المعنى كثيرة, ومنهم من قال إن الله أخرج الأرواح قبل خلق الأجساد, وجعل فيها المعرفة فالخطاب فى الآية للأرواح, واستشهد القرطبى بحديث رواه الترمذى عن أبى هريرة على أن معنى الآية غير مؤول, وأن الله قد مسح على ظهر آدم فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة .. إلى آخر الحديث, وفى غير الترمذى : فحينئذ أمر بالكتاب والشهود, وروى عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أخذوا من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس». وجعل الله لهم عقولا كنملة سليمان، وأخذ عليهم العهد بأنه ربّهم وأن لا إله غيره. فأقروا بذلك والتزموه، وأعلمهم بأنه سيبعث إليهم الرسل؛ فشهد بعضهم على بعض.
- [فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12)] هود
(أن يقولوا) مفعول لأجله أى كراهة أن يقولوا, هذه الآية من الآيات كانت بِمثابة توجيه للرسول صلى الله عليه وسلم على طريق الدعوة وهى كثيرة فى القرآن الكريم أفردت لما ورد منها فى سورة الأنعام فصلا مستقلا نلتقى به فى موضع آخر إن شاء الله, قيل فى سبب نزول هذه الآية, أن مشركي مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيتنا بكتاب ليس فيه سب آلهتنا لاتبعناك، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع سب آلهتهم؛ فنزلت. وقيل المعنى النفى مع الاستبعاد, أي لا يكون منك ذلك، بل تبلغهم كل ما أنزل إليك؛
- [وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)] النحل
(أن تَميد) مفعول لأجله أى منع أن تَميد, والميد الاضطراب يَمينا وشمالا, وقد ورد هذا المعنى أيضا فى سورة الأنبياء, قال تعالى[وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)], الفجاج المسالك جمع فج والفج الطريق الواسع بين جبلين, سبلا : بدل من (فجاجا) , (لعلهم يهتدون) أى إلى السير فى هذه السبل. كما ورد هذا المعنى فى سورة لقمان, قال تعالى - - - [خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)] ونتحدث عن هذه الآيات الثلاث فنقول وبالله التوفيق : فى سورة النحل نجد أن الحديث موجه إلى الناس كافة, فالحق سبحانه وتعالى يذكر الناس بنعمه التى لا تعد ولا تحصى ومنها أنه سبجانه ألقى فى ألأرض الجبال الراسيات حتى لا تَميد بِهم وجعل فيها الأنْهار والسبل, ثم يأتى ختام الآية (لعلكم تَهتدون), فيحتمل أن يكون المقصود أن هذه السبل لهداية الناس فى سيرهم, ويحتمل أن يكون التذكير بِهذه النعم سببا لهداية الناس إلى عبادة الله الواحد, فى سورة الأنبياء تغير الحديث إلى ضمير الغائب, فالحق سبحانه وتعالى يحدثنا عن الذين كفروا ولم يهتدوا إلى دين الحق {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)}, يحدثناكيف أنّهم يرون آيات الله من حولهم ثم لا يؤمنون, فى سورة لقمان يخاطب الحق تبارك وتعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات مبينا لهم آياته سبحانه فى خلقه ومنها أنه خلق السماوات بغير عمد, وألقى فى الأرض الجبال التى تحفظ توازن الأرض فلا تختل ولا تضطرب, ونشر فيها كل أنواع الدواب وأنزل من السحاب المطر الذى أنبت الله به من كل زوج كريم قال ابن عباس من كل لون حسن, وهذا فى رأيى أصح ما قيل فى هذه الآية.
- [وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)] النحل
(أن تكون) مفعول لأجله والتقدير مخافة أن تكون أمة.. , وأنكاثا جمع نكث أى نقض, ودخلا غشا وخديعة, وأربى أى أكثر من ربا يربو, قال تعالى فى سورة الحج {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)} ,والآية التى بين ايدينا تنهى عن نقض العهود والغدر بالآخرين, يقال إن القبائل كانت تتحالف مع بعضها البعض, فإذا حالفت قبيلةً قبيلةٌ أخرى أكبر من حليفتها نقضت الأولى عهدها مع القبيلة التى كانت متحالفة معها, والحق سبحانه وتعالى فى هذه الآية ينهى عن الغدر بقبيلة أو طائفة من أجل قبيلة أو طائفة أكبر منها. أما التى نقضت غزلها فيقال إنّها امرأة من مكة كانت تقوم بغزل الصوف وفتله فتلا محكما ثم تحله مرة أخرى. وقد ضرب الله بِها المثل لنقض العهود.
- [إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً (41)] فاطر
(أن تزولا) مفعول لأجله والتقدير منع أن تزولا أو كراهة أن تزولا, وإن هنا بمعنى ما أى ولئن زالتا ما أمسكهما أحد من بعده, والمعنى أن الله يَمنع زوال الأرض والسماء, وقيل المقصود زوالهما يوم القيامة. وفى تفسير القرطبى " ذكر بعض أهل التأويل أن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا من كفر الكافرين، وقولهم اتخذ الله ولدا. قال الكلبي: لما قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، كادت السموات والأرض أن تزولا عن أمكنتهما، فمنعهما الله، وأنزل هذه الآية فيه؛ وهو كقوله تعالى: «لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه» «مريم:90» الآية."
- [وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)] الزمر
(أن تقول) مفعول لأجله, والتقدير كراهة أن تقول أو حذر أن تقول, والمعنى لأجل ألا تتحسروا وتندموا على التفريط فى طاعة الله وثوابه, اتبعوا أحسن ما أنزل ربكم وهو القرآن الكريم على قول أغلب المفسرين لأنه نسخ الكتب التى أنزلت من قبل, ومعنى الاتباع التزام الطاعة واجتناب المعصية, بغتة : على غرة أو على غير توقع,
- [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)] الحجرات
(أن تحبط) مفعول لأجله والتقدير خشية أن تحبط أو حذر أن تحبط, والآية من الأدب الربانى لعامة المسلمين فى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم, فقد نَهى الحق سبحانه وتعالى أن يرتفع صوت فوق صوته صلى الله عليه وسلم أو أن يجهر له بالقول كأن يناديه أحد يا محمد ولكن ينادى بنبى الله أو رسول الله مراعاة لجلال النبوة, ومن يفعل ما نَهى الله عنه فقد حبط عمله أى بطُل, ومما روى أنه بعد نزول هذه الآية كان الصحابة رضوان الله عليهم لا يتحدثون فى وجود الرسول صلى الله عايه وسلم إلا همسا, وكان عمر رضى الله عنه إذا تحدث يخفض من صوته حتى لا يكاد يُفهم منه شىء إلا أن يُستعاد منه ما يقول.
وبعد كانت هذه سياحة قرآنية مع كتاب الله المنزل على عبده محمد صلوات الله وسلامه عليه .. القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يدديه ولا من خلفه وأتمنى أن أنال بها رضا المولى عز وجل وأن تكون نبرسا لكل من يقرأ القرآن ويتدبر آياته.
دمى كتب همي
دمى كتب همي

عدد المساهمات : 607
نقاط : 1813
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2012
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى