المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
الطرق التي سلكها القرآن الكريم للحث على الإنفاق
معهد الدعم العربي :: ديننا الاسلام :: ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ :: ۩ منتدى القرآن الكريم وعلومة ۩
صفحة 1 من اصل 1
الطرق التي سلكها القرآن الكريم للحث على الإنفاق
الطرق التي سلكها القرآن الكريم
للحث على الإنفاق
وكما قلنا إن الأساليب التي اتخذها القرآن الكريم لحث الفرد على هذه العملية الإنسانية كثيرة وبالامكان بيان ابرز صورها وهي :
1 ـ الترغيب والتشويق إلى الإنفاق .
2 ـ التنأيب على عدم الإنفاق .
3 ـ الترهيب والتخويف على عدم الإنفاق .
1 ـ التشويق إلى الإنفاق والبذل والحث عليه :
ولم يقتصر هذا النوع من التشويق على صورة واحدة بل سلك القرآن في هذا المجال مسالك عديدة وصور لتحبيب الإنفاق صوراً مختلفة :
=============== ( 45 )
الصورة الأولى من التشويق :
الضمان بالجزاءلقد نوخت الآيات التي تعرضت إلى الإنفاق والتشويق له أن تطمئن المنفق بأن عمله لم يذهب سدى ، ولم يقتصر فيه على كونه عملية تكافلية إنسانية لا ينال الباذل من ورائها من الله شيئاً ، بل على العكس سيجد المنفق أن الله هو الذي يتعهد له بالجزاء على عمله في الدنيا وفي الآخرة .
أما بالنسبة الى الجزاء وبيان ما يحصله الباذل ازاء هذا العمل فإن الآيات الكريمة تتناول الموضوع على نحوين :
الأول : وقد تعرضت إلى بيان أن المنفق سيحازيه الله على عمله ويوغفه حقه أما ما هو الحزاء ونوعيته فإنها لم تتعرض لذلك ، بل أوكلته إلى النحو الثاني الذي شرح نوعية الجزاء وما يناله المنفق في الدنيا والآخرة .
1 ـ الآيات التي اقتصرت على ذكر الجزاء فقط :
يقول تعالى :
( وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وانتم لا تظلمون ) (1) .
وفي آية أخرى قال سبحانه :
____________
(1) سورة البقرة | آية : 272 .
=============== ( 46 )
( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوّف إليكم وأنتم تظلمون ) (1) .
ويظهر لنا من مجموع الآيتين أنهما تعرضتا لأمرين :
الأول : اخبار المنفق واعلامه بأن ما ينفقه يوقى إليه ، وكلمة ( وفى ) في اللغة تحمل معنيين :
أحدهما : انه يؤدي الحق تاماً .
ثانيهما : انه يؤدي بأكثر .
وقوله سبحانه : « يُوَفَ إليكُم » تشتمل بإطلاقها المعنيين أي يعطى جزاءه تاماً بل بأكثر مما يتصوره ويستحقه والمنفق .
الثاني : تطمين المنفق بأنه لا يظلم إذا أقدم على هذه العملية الإنسانية وهذا تأكيد منه سبحانه لعبده وكفى بالله ضامناً ومتعهداً في الدارين ويستفاد ذلك من تكرار الآية الكريمة وبنفس التعبير في الأخبار بالوفاء ، وعدم الظلم وحاشا له وهو الغفور الرحيم أن يظلم عبداً أنفق لوجهه ، وبذل تقرباً إليه .
هذا النوع من الإطمئنان للمنفق بأنه لا يظلم بل يؤدى إليه حقه كاملاً بل بأكثر .
وفي آية أخرى نرى التطمين من الله عز وجل يكون على شكل آخر فيه نوع من الحساب الدقيق مع المنفقين .
( الّذين ينفقون أموالهم باللّيل والنّهار سراً وعلانية فلهم
____________
(1) سورة الانفال | آية : 60 .
=============== ( 47 )
أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) (1) .
ولم يتعرض سبحانه لنوعية الجزاء من الأجر بل أخفاه ليواجههم به يوم القيامة فتزيد بذلك فرحتهم .
« ولا خوف عليهم » من فقرٍ ، أو ملامة لأن الله عز وجل هو الذي يضمن لهم ، ثم ممن الخوف ؟
من اعتراض المعترضين ؟ ، وقد جاء في الحديث ( صانع وجهاً يكفيفك الوجوه ) ، أم من الفقر ، ونفاد المال ؟ وقد صرحت الآيات العديدة بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقسم بين الناس معايشهم كما ذكرنا ذلك في الآيات السابقة .
« ولا هم يحزنون » .
وقد ورد في تفسير هذه الآية أنها نزلت في الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كانت عنده أربع دراهم فانفق بالليل درهماً ، وفي النهار درهماً وسراً درهماً وعلانيةً درهماً » (2) .
وتتفاوت النفوس في الإيمان والثبات فلربما خشي البعض من العطاء فكان في نفسه مثل ما يلقاه المتردد في الاقدام على الشيء .
لذلك نرى القرآن الكريم يحاسب هؤلاء ويدفع بهم إلى الإقدام على الانفاق وعدم التوقف فيقول سبحانه :
( قل إنّ ربّي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما
1) سورة البقرة | آية : 247 .
(2) الدر المنثور : في تفسيره لهذه الآية .
=============== ( 48 )
أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (1) .
ومع الآية الكريمة فإنها تضمنت مقاطع ثلاثة :
1 ـ قوله : « قل أن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له » .
2 ـ قوله : « وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه » .
3 ـ قوله : « وهو خير الرازقين » .
أولاً :
« قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء » .
ولا بد للعبد أن يعلم أن الرازق هو الله وأن بيده جميع المقاييس والضوابط فالبسط منه والتقتير منه أيضاً وفي كلتا الحالتين تتدخل المصالح لتأخذ مجراها في هاتين العمليتين ، وليس في البين أي حيف وميل بل رحمة وعطف على الغني بغناه ، وعلى الفقير بفقره فكلهم عبيده وعباده وحاشا أن يرفع البعض على اكتاف الآخرين .
أما ما هي المصالح ؟ .
فأن علمها عند الله وليس الخفاء فيها يوجب القول بعدم وجودها .
وفي الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إن الله سبحانه يقول :
____________
(1) سورة سبأ | آية : 39 .
=============== ( 49 )
« عبدي أطعني بما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك » .
ثانياً :
« وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه » .
فعن جابر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قوله :
« كل معروف صدقة ، وما وقى به الرجل عرضه فهو صدقة ، وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامناً » (1) .
ثالثاً :
« وهو خير الرازقين » .
أما أنه خير الرازقين فلأن عطاءه يتميز عن عطاء البشر .
عطاؤه يأتي بلا منة .
وعطاء البشر مقرون بمنة .
وعطاؤه من دون تحديد نابع عن ذاته المقدسة الرحيمة الودودة التي هي على العبد كالأم الرؤوم بل وأكثر من ذلك ، وعطاء البشر محدود .
وكذب من قال انه محدود العطاء :
( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) (2) .
وقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
____________
(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية .
(2) سورة المائدة | آية : 64 .
=============== ( 50 )
« ان يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سخاء بالليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه » (1) .
وقد جاء الوعد بالجزاء فقط في آيات أخرى فقد قال سبحانه :
( وما تنفقوا من خير فأنّ الله به عليم ) (2) .
( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فأن الله يعلمه ) (3) .
( وما تنفقوا من شيء فأن الله به عليم ) (4) .
وقد فسر قوله « عليم » أو « يعلمه » بالجزاء لأنه عالم فدل ذكر العلم على تحقيق الجزاء .
وفي تفسير آخر للآيات الكريمة أن معنى عليم أو يعلمه في هذه الآيات أي يجازيكم به قل أو كثر لأنه عليم لا يخفى عليه شيء من كل ما فعلتموه وقدمتموه لوجهه ولمرضاته عز وجل .
2 ـ الآيات التي تطرقت لنوعية الجزاء :
يختلف لسان الآيات بالنسبة لبيان نوعية الجزاء فهي تارة : تذكر الجزاء ولا ذكر فيه للجنة .
وأخرى : تذكر الجنة وتبشر المنفق بأنها جزاؤه .
وما ذكر فيه الجنة أيضاً جاء على قسمين :
____________
(1) الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية .
(2) سورة البقرة | آية : 273 .
(3) سورة البقرة | آية : 270 .
(4) سورة آل عمران | آية : 92 .
=============== ( 51 )
فمرة : نرى الآية تقتصر على ذكر الجنة جزاء .
وثانية : تحبب إلى المنفق عمله فتذكر الجنة وما فيها من مظاهر تشتاق لها النفس كالانهار والاشجار وما شاكل .
ومن الأجمال الى التفصيل :
يقول سبحانه :
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) (1) .
« إنما المؤمنون » إنما أداة حصر تفيد أن ما بعدها هم المؤمنون هؤلاء الذين عددت الآية الكريمة صفاتهم وهم الذين جمعوا هذه الصفات .
وكانت صفة الانفاق من جملة مميزات المؤمنين وصفاتهم التي بها نالوا هذا التأكيد من الله سبحانه بقوله :
( أولئك هم المؤمنون حقاً ) (2) .
أما ما أعد لهم من جزاء فهو :
« درجات عند ربهم » وهي الحسنات التي استحقوا بها تلك المراتب العالية .
____________
(1) سورة الانفال | آية : 2 ـ 4 .
(2) سورة الانفال | آية : 4 و 74 .
=============== ( 52 )
« ومغفرة » لذنوبهم من غير حساب على ما فعلوه في هذه الدنيا من مخالفات .
« ورزق كريم » : وهو رزق لا يصيبه ضرر ولايخاف من نقصانه لأنه من الله جلت عظمته ، وما كان من الله ينمو وتكون فيه البركة فهو رزق طيب ومن كريم .
وفي آية كريمة أخرى يقول عز وجل :
( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات ـ إلى قوله تعالى ـ أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) (1) .
« والمتصدقين والمتصدقات »
للحث على الإنفاق
وكما قلنا إن الأساليب التي اتخذها القرآن الكريم لحث الفرد على هذه العملية الإنسانية كثيرة وبالامكان بيان ابرز صورها وهي :
1 ـ الترغيب والتشويق إلى الإنفاق .
2 ـ التنأيب على عدم الإنفاق .
3 ـ الترهيب والتخويف على عدم الإنفاق .
1 ـ التشويق إلى الإنفاق والبذل والحث عليه :
ولم يقتصر هذا النوع من التشويق على صورة واحدة بل سلك القرآن في هذا المجال مسالك عديدة وصور لتحبيب الإنفاق صوراً مختلفة :
=============== ( 45 )
الصورة الأولى من التشويق :
الضمان بالجزاءلقد نوخت الآيات التي تعرضت إلى الإنفاق والتشويق له أن تطمئن المنفق بأن عمله لم يذهب سدى ، ولم يقتصر فيه على كونه عملية تكافلية إنسانية لا ينال الباذل من ورائها من الله شيئاً ، بل على العكس سيجد المنفق أن الله هو الذي يتعهد له بالجزاء على عمله في الدنيا وفي الآخرة .
أما بالنسبة الى الجزاء وبيان ما يحصله الباذل ازاء هذا العمل فإن الآيات الكريمة تتناول الموضوع على نحوين :
الأول : وقد تعرضت إلى بيان أن المنفق سيحازيه الله على عمله ويوغفه حقه أما ما هو الحزاء ونوعيته فإنها لم تتعرض لذلك ، بل أوكلته إلى النحو الثاني الذي شرح نوعية الجزاء وما يناله المنفق في الدنيا والآخرة .
1 ـ الآيات التي اقتصرت على ذكر الجزاء فقط :
يقول تعالى :
( وما تنفقوا من خير يوفّ إليكم وانتم لا تظلمون ) (1) .
وفي آية أخرى قال سبحانه :
____________
(1) سورة البقرة | آية : 272 .
=============== ( 46 )
( وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوّف إليكم وأنتم تظلمون ) (1) .
ويظهر لنا من مجموع الآيتين أنهما تعرضتا لأمرين :
الأول : اخبار المنفق واعلامه بأن ما ينفقه يوقى إليه ، وكلمة ( وفى ) في اللغة تحمل معنيين :
أحدهما : انه يؤدي الحق تاماً .
ثانيهما : انه يؤدي بأكثر .
وقوله سبحانه : « يُوَفَ إليكُم » تشتمل بإطلاقها المعنيين أي يعطى جزاءه تاماً بل بأكثر مما يتصوره ويستحقه والمنفق .
الثاني : تطمين المنفق بأنه لا يظلم إذا أقدم على هذه العملية الإنسانية وهذا تأكيد منه سبحانه لعبده وكفى بالله ضامناً ومتعهداً في الدارين ويستفاد ذلك من تكرار الآية الكريمة وبنفس التعبير في الأخبار بالوفاء ، وعدم الظلم وحاشا له وهو الغفور الرحيم أن يظلم عبداً أنفق لوجهه ، وبذل تقرباً إليه .
هذا النوع من الإطمئنان للمنفق بأنه لا يظلم بل يؤدى إليه حقه كاملاً بل بأكثر .
وفي آية أخرى نرى التطمين من الله عز وجل يكون على شكل آخر فيه نوع من الحساب الدقيق مع المنفقين .
( الّذين ينفقون أموالهم باللّيل والنّهار سراً وعلانية فلهم
____________
(1) سورة الانفال | آية : 60 .
=============== ( 47 )
أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) (1) .
ولم يتعرض سبحانه لنوعية الجزاء من الأجر بل أخفاه ليواجههم به يوم القيامة فتزيد بذلك فرحتهم .
« ولا خوف عليهم » من فقرٍ ، أو ملامة لأن الله عز وجل هو الذي يضمن لهم ، ثم ممن الخوف ؟
من اعتراض المعترضين ؟ ، وقد جاء في الحديث ( صانع وجهاً يكفيفك الوجوه ) ، أم من الفقر ، ونفاد المال ؟ وقد صرحت الآيات العديدة بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يقسم بين الناس معايشهم كما ذكرنا ذلك في الآيات السابقة .
« ولا هم يحزنون » .
وقد ورد في تفسير هذه الآية أنها نزلت في الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « كانت عنده أربع دراهم فانفق بالليل درهماً ، وفي النهار درهماً وسراً درهماً وعلانيةً درهماً » (2) .
وتتفاوت النفوس في الإيمان والثبات فلربما خشي البعض من العطاء فكان في نفسه مثل ما يلقاه المتردد في الاقدام على الشيء .
لذلك نرى القرآن الكريم يحاسب هؤلاء ويدفع بهم إلى الإقدام على الانفاق وعدم التوقف فيقول سبحانه :
( قل إنّ ربّي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما
1) سورة البقرة | آية : 247 .
(2) الدر المنثور : في تفسيره لهذه الآية .
=============== ( 48 )
أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) (1) .
ومع الآية الكريمة فإنها تضمنت مقاطع ثلاثة :
1 ـ قوله : « قل أن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له » .
2 ـ قوله : « وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه » .
3 ـ قوله : « وهو خير الرازقين » .
أولاً :
« قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء » .
ولا بد للعبد أن يعلم أن الرازق هو الله وأن بيده جميع المقاييس والضوابط فالبسط منه والتقتير منه أيضاً وفي كلتا الحالتين تتدخل المصالح لتأخذ مجراها في هاتين العمليتين ، وليس في البين أي حيف وميل بل رحمة وعطف على الغني بغناه ، وعلى الفقير بفقره فكلهم عبيده وعباده وحاشا أن يرفع البعض على اكتاف الآخرين .
أما ما هي المصالح ؟ .
فأن علمها عند الله وليس الخفاء فيها يوجب القول بعدم وجودها .
وفي الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إن الله سبحانه يقول :
____________
(1) سورة سبأ | آية : 39 .
=============== ( 49 )
« عبدي أطعني بما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك » .
ثانياً :
« وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه » .
فعن جابر عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قوله :
« كل معروف صدقة ، وما وقى به الرجل عرضه فهو صدقة ، وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامناً » (1) .
ثالثاً :
« وهو خير الرازقين » .
أما أنه خير الرازقين فلأن عطاءه يتميز عن عطاء البشر .
عطاؤه يأتي بلا منة .
وعطاء البشر مقرون بمنة .
وعطاؤه من دون تحديد نابع عن ذاته المقدسة الرحيمة الودودة التي هي على العبد كالأم الرؤوم بل وأكثر من ذلك ، وعطاء البشر محدود .
وكذب من قال انه محدود العطاء :
( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) (2) .
وقد جاء عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
____________
(1) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية .
(2) سورة المائدة | آية : 64 .
=============== ( 50 )
« ان يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سخاء بالليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه » (1) .
وقد جاء الوعد بالجزاء فقط في آيات أخرى فقد قال سبحانه :
( وما تنفقوا من خير فأنّ الله به عليم ) (2) .
( وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فأن الله يعلمه ) (3) .
( وما تنفقوا من شيء فأن الله به عليم ) (4) .
وقد فسر قوله « عليم » أو « يعلمه » بالجزاء لأنه عالم فدل ذكر العلم على تحقيق الجزاء .
وفي تفسير آخر للآيات الكريمة أن معنى عليم أو يعلمه في هذه الآيات أي يجازيكم به قل أو كثر لأنه عليم لا يخفى عليه شيء من كل ما فعلتموه وقدمتموه لوجهه ولمرضاته عز وجل .
2 ـ الآيات التي تطرقت لنوعية الجزاء :
يختلف لسان الآيات بالنسبة لبيان نوعية الجزاء فهي تارة : تذكر الجزاء ولا ذكر فيه للجنة .
وأخرى : تذكر الجنة وتبشر المنفق بأنها جزاؤه .
وما ذكر فيه الجنة أيضاً جاء على قسمين :
____________
(1) الدر المنثور في تفسيره لهذه الآية .
(2) سورة البقرة | آية : 273 .
(3) سورة البقرة | آية : 270 .
(4) سورة آل عمران | آية : 92 .
=============== ( 51 )
فمرة : نرى الآية تقتصر على ذكر الجنة جزاء .
وثانية : تحبب إلى المنفق عمله فتذكر الجنة وما فيها من مظاهر تشتاق لها النفس كالانهار والاشجار وما شاكل .
ومن الأجمال الى التفصيل :
يقول سبحانه :
( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) (1) .
« إنما المؤمنون » إنما أداة حصر تفيد أن ما بعدها هم المؤمنون هؤلاء الذين عددت الآية الكريمة صفاتهم وهم الذين جمعوا هذه الصفات .
وكانت صفة الانفاق من جملة مميزات المؤمنين وصفاتهم التي بها نالوا هذا التأكيد من الله سبحانه بقوله :
( أولئك هم المؤمنون حقاً ) (2) .
أما ما أعد لهم من جزاء فهو :
« درجات عند ربهم » وهي الحسنات التي استحقوا بها تلك المراتب العالية .
____________
(1) سورة الانفال | آية : 2 ـ 4 .
(2) سورة الانفال | آية : 4 و 74 .
=============== ( 52 )
« ومغفرة » لذنوبهم من غير حساب على ما فعلوه في هذه الدنيا من مخالفات .
« ورزق كريم » : وهو رزق لا يصيبه ضرر ولايخاف من نقصانه لأنه من الله جلت عظمته ، وما كان من الله ينمو وتكون فيه البركة فهو رزق طيب ومن كريم .
وفي آية كريمة أخرى يقول عز وجل :
( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات ـ إلى قوله تعالى ـ أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) (1) .
« والمتصدقين والمتصدقات »
دمى كتب همي- عدد المساهمات : 607
نقاط : 1813
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2012
العمر : 34
مواضيع مماثلة
» معلومات عن القرآن الكريم..والصحابي الوحيد الذي ذكر في القرآن الكريم
» اسهل طرق حفظ القرآن الكريم
» معلومات عن القرآن الكريم
» اسهل طرق حفظ القرآن الكريم
» الظن في القرآن الكريم
» اسهل طرق حفظ القرآن الكريم
» معلومات عن القرآن الكريم
» اسهل طرق حفظ القرآن الكريم
» الظن في القرآن الكريم
معهد الدعم العربي :: ديننا الاسلام :: ۩۞۩ :: المنتديات الشرعية:: ۩۞۩ :: ۩ منتدى القرآن الكريم وعلومة ۩
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى