معهد الدعم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بي
من طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm

» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am

» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am

» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm

» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm

» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm

» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm

» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm

» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm

» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm

سحابة الكلمات الدلالية


تفسير سورة المائدة ( متسلسل )1

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة المائدة ( متسلسل )1  Empty تفسير سورة المائدة ( متسلسل )1

مُساهمة من طرف دمى كتب همي الأربعاء مايو 09, 2012 2:48 pm

بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

صاد بعض المسلمين حمار وحش في أيام الحجّ بمكّة فرآه رجل آخر فقال له لقد حرم عليك أكله لأنّك صدته في الأيام الحرم ، فنزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) أي أوفوا بالعهود التي عاهدتم الله ورسوله عليها بأن تطيعوا أوامره وتجتنبوا معاصيه فلماذا تصيدون في الأيام الحرم (أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ) أي المبهم من الأنعام ، يعني التي أبهم عليكم أمرها لا تعلمون هل هي حلال أم حرام ، وهي الأنعام الوحشية كالظبي والوعل وحمار الوحش وغير ذلك مِمّا يأكل النباتات والحبوب ، والمبهم من الأنعام هي التي لم يأتِ ذكرها في القرآن .

أمّا التي جاء ذكرها فهي غير مبهمة وهي الغنم والمعز والبقر والإبل ، وذلك قوله في تعالى في سورة الزمر {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ..الخ} ثمّ استثنى منها ما كان محرّماً فقال (إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ) في القرآن من تحريمها ، وذلك كالخنزير والميتة والدم (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ) يعني لا يحلّ لكم صيدها وقت الإحرام وإن كان أكلها حلالاً (إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) فلا معارض لحكمه .

2 – لَمّا فتح النبيّ مكّة أمر مناديه فنادى : "ألا لا يحجّنّ اليوم مشرك ولا يطوف بالبيت عريان" . فجاء بعد ذلك أناس من أطراف مكّة لِيحجّوا ويسلموا ، ولم يعلم المسلمون بنيّاتِهم فتعرّض لهم بعض المسلمين بأذى وأخذوا هديهم وقلائدهم فعاتبهم الله على ذلك إذ نزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ) أي معالم دينه ، وهي الأمكنة التي يُتعبّد لله فيها , والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} ، (وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ) يريد به شهر ذي الحجّة ، والمعنى : لا تحِلّوا المحرّمات بمكّة لأنّها من شعائرالله ولا في شهر ذي الحجّة لأنّه من الأشهرالحرم ، فلا تحِلّوا الصيد فيه (وَلاَ الْهَدْيَ) أي لا تأخذوا الهدي جبراً بدون رضا من أهله ، والهدي ما كان يهديه الحاج إلى ربّ البيت من بعير أو بقرة أو شاة (وَلاَ) تحلّوا (الْقَلآئِدَ) أي لا تأخذوها بغير رضا أهلها ، وهي أنعام يجعلون في رقبتها قلادة علامة أنّها نذيرة ينذرونها للبيت (وَلا) تحلّوا أناساً (آمِّينَ) أي قاصدين (الْبَيْتَ الْحَرَامَ) أي لا يحلّ لكم أخذ أموال أناس قاصدي البيت للحجّ الذين (يَبْتَغُونَ فَضْلاً) أي ثواباً (مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا) منه بقصد الحجّ والاستسلام (وَإِذَا حَلَلْتُمْ) من الإحرام (فَاصْطَادُواْ) من بهيمة الأنعام يباح لكم حينذاك (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ) أي ولا يكسبنّكم (شَنَآنُ قَوْمٍ) أي بغض قوم ، لأجل (أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) في الماضي ، يعني فلا يحملكم البغض على كره هؤلاء لأنّهم منعوكم عن العمرة في عام الحديبية (أَن تَعْتَدُواْ) عليهم في الأشهر الحرم بأخذ هديِهم وقلائدهم فإنّهم جاؤوا ليسلموا فتحابّوا (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى) أعمال (الْبرِّ) فيما بينكم (وَالتَّقْوَى) بترك العداوة (وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ) أي على المعاصي (وَالْعُدْوَانِ) أي التعدّي على الحاج (وَاتَّقُواْ اللّهَ) ولا تخالفوا أوامره (إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) فخافوا عقابه ولا تعتدوا على حجّاج بيته .

3 – (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) من الأنعام (وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ) أي وما ذُبِح لغير الله من النذور والقرابين فهو حرام ، وذلك ما كان المشركون يذبحونه للأصنام . أمّا اليوم فيذبحون الأنعام للمشايخ والأئمة والأنبياء وهذا لا يجوز ذبحه ولا أكله ولا توزيع لحمه على الناس فهو حرام كلحم الخنزير (وَالْمُنْخَنِقَةُ) وهي التي تربط بحبل ثمّ تسقط من مكانِها وتبقى معلّقة بحبلِها حتّى تموت ، وتوجد طائفة من الناس بالهند يخنقون الشاة ولا يذبحونَها ثمّ يأكلونَها فهذا لا يجوز (وَالْمَوْقُوذَةُ) أي المضروبة بعصى أو حجر أو غير ذلك فتموت من تلك الضربة فهي حرام أيضاً (وَالْمُتَرَدِّيَةُ) وهي الساقطة من الجبل إلى الوادي فأصابها الردى يعني أصابها الموت ، أو الساقطة من سطح الدار ، أو الساقطة في بئر أو حفرة ، أو التي تسحقها سيّارة أو قطار وماتت يحرم أكلها (وَالنَّطِيحَةُ) وهي التي ينطحها غيرها فتموت يحرم أكلها أيضاً (وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ) أو الذئب ، يعني الفريسة التي يفترسها بعض الوحوش الضارية فيأكل بعضها ويترك الباقي فهو حرام أيضاً (إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ) من هذه الأنعام التي سبق ذكرها ، يعني إلاّ ما ذُبِحت قبل الموت .

أمّا الصيد فيمكنك أن تذكر اسم الله عليه عند إطلاق الطلقة فتقول بسم الله والله أكبر . فإذا أصابته الطلقة ومات فاذبحه حالاً لأنّ الطلقة تقوم مقام الذبح على شرط أن تذكر اسم الله عليه . (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) فهو حرام أيضاً ، والنصب هي أحجار كبيرة كان المشركون يذبحون الأنعام عليها قرباناً للأوثان والشاهد على ذلك قول الشاعر:

وذا النصب المنصوب لا تنسكنّه ولا تعبدِ الشيطانَ والله فاعبُدا

ومعناه وصاحب النصب المنصوب على الكعبة لا تعبدنّه ، ويريد به هبلاً .

(وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ) أي وحرّم عليكم استقسام الذبيحة بالأزلام ، وهي سهام يكتبون على بعضها أمرني ربّي ويكتبون على الآخر نهاني ربّي ، أو يضعون عليها أرقاماً فهذا السهم له حصّة واحدة وذاك له حصّتان والآخر له ثلاث وهكذا كلّ سهم له حصص خاصّة دون غيره وهي لعبة كالقمار ، فكانوا يذبحون بقرة أو شاة ويتقارعون عليها بتلك السهام فتقع الخسارة على رجل منهم فيدفع ثمنها ويقسون لحمها بينهم1 (ذَلِكُمْ) إشارة إلى القمار والاستقسام بالأزلام (فِسْقٌ) أي ذلك من أعمال الفسقة الذين يريدون أن ينهبوا أموال أصحابهم بالقمار (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ) أي يئسوا من إرجاعكم إلى دينهم ، لأنّهم كانوا يقاتلون ويناضلون لِيرجعوكم إلى دينهم ولكنّهم الآن يئسوا من ذلك لِما رأوا من كثرتكم وقوّتكم ونصركم عليهم في جميع الأوقات (فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) أي خافوني فلا تخالفوا أوامري (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) من تحليل الشيء وتحريمه (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) بأن هديتكم للإسلام وأنزلت إليكم القرآن ونصرتكم على المشركين (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) أي رضيت لكم الاستسلام لأمر الله منهجاً (فَمَنِ اضْطُرَّ) إلى أكل لحوم هذه المحرّمات وكان (فِي مَخْمَصَةٍ) أي في مجاعة (غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ) أي غير مائل لإثم ، يعني فمن كان مضطرّاً إلى أكل الميتة وما عدّد الله تحريمه عند المجاعة الشديدة ولم يكن قصده عصيان أمر الله فلا بأس عليه في ذلك (فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ) للتائبين المذنبين فكيف بِمن كان من الجائعين (رَّحِيمٌ) بالمساكين .

---------------------------------------------

1 ومثال ذلك يستعمل اليوم وخاصّةً في شهر رمضان شهر الطاعة والغفران إذ ترى كثيراً من الشباب يجلسون في المقاهي ويلعبون القمار (صينية) فتقع الخسارة على واحد منهم أو جماعة فيشترون البقلاوة ويقسمونها بينهم .



منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
للمرحوم محمد علي حسن
__________________
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسۡلِمِينَ
41 – (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ) وهم المنافقون (وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ) أي اليهود الذين هم (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) الذي افترته أحبارهم ، ثمّ (سَمَّاعُونَ) منك (لِقَوْمٍ) أي لأجل قومٍ (آخَرِينَ) من اليهود الذين (لَمْ يَأْتُوكَ) يعني هؤلاء اليهود الذين يستمعون منك ينقلون الفتوى إلى قومٍ لم يأتوك ، وهم أهل خيبر زنى فيهم محصنان فكرهوا رجمهما فبعثوا رهطاً من قريظة ليسألوا النبيّ عن حكمهما لعلّهم يجدون عنده تخفيفاً في حكمهما ، (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ) الذي في التوراة الذي هو في حكم الزاني من القتل إلى الجلد (مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) التي وضعها الله في التوراة من حكم الزاني ، يعني يبدّلونه (يَقُولُونَ) لِمن أرسلوهم (إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا) الحكم المحرّف ، يعني إن أفتاكم به محمّد (فَخُذُوهُ) منه ، أي فاقبلوه (وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ) يعني إن أفتاكم بخلافه (فَاحْذَرُواْ) أن تقبلوه (وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ) أي إضلاله بسبب ظلمه للناس (فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا) من هدايته (أُوْلَـئِكَ) الفاسقون واليهود الكافرون (الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ) من الرين بسبب نفاقهم وظلمهم (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ) بين الناس بِما يفتَضحون به من سوء أعمالهم وكذب أقوالهم (وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) يعَذَّبون به في جهنّم .

44 – (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى) لبني إسرائيل (وَنُورٌ) لمن يهتدي بِها منهم (يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ) السابقون الذين هم من بني إسرائيل (الَّذِينَ أَسْلَمُواْ) أي استسلموا لأوامر ربِّهم وانقادوا لدينه (لِلَّذِينَ هَادُواْ) أي يحكمون لليهود بِما في التوراة ويعلّمونهم أمور دينهم (وَالرَّبَّانِيُّونَ) أي الكهنة المنسوبون للربّ يعني العبّاد (وَالأَحْبَارُ) أي العلماء (بِمَا اسْتُحْفِظُواْ) أي بِما استودِعوا (مِن كِتَابِ اللّهِ) يعني التوراة (وَكَانُواْ) أي الربّانيّون والأحبار (عَلَيْهِ) أي على الحكم في الرجم والقتل وغير ذلك من أحكام التوراة (شُهَدَاء) أي حاضرون وشاهدون يرَون بأعينهم ويسمعون بآذانِهم فكيف يبدِّلونه بعد ذلك ؟

ثمّ أخذ سبحانه في تحذير أحبار اليهود الموجودين في زمن النبيّ وتهديدهم بأن لا يبدّلوا أحكام التوراة خوفاً من رؤسائهم أو رغبةً في المال كما فعل الذين من قبلهم فقال (فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ) أيّها الأحبار (وَاخْشَوْنِ) أي خافوني (وَلاَ تَشْتَرُواْ) أي ولا تستبدلوا (بِآيَاتِي) أي بتغييرها (ثَمَنًا قَلِيلاً) أي عرضاً يسيراً (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ) في الكتب السماوية (فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) أي الكاتمون للحقّ .

51- لَمّا انهزم أهل بدر قال المسلمون لأوليائهم اليهود ، آمِنوا قبل أن يصبيكم الله بيوم مثل يوم بدر . فقال مالك بن ضيف أغرّكم أن أصبتم رهطاً من قريش لا علم لهم بالقتال ؟ أما والله لو أمرونا العزيمة أن نستجمع عليكم لم يكن لكم يد بقتالنا . فجاء عبادة بن الصامت الخزرجي إلى رسول الله فقال يا رسول الله إنّ لي أولياء من اليهود كثيراً عددهم قويّة أنفسهم شديدة شوكتهم وإنّي أبرأ إلى الله ورسوله من ولايتهم ولا مولى لي إلاّ الله ورسوله . فقال عبد الله بن أبيّ لكنّي لا أبرأ من ولاية اليهود لأنّي أخاف الدوائر ولا بدّ لي منهم . فقال النبيّ با أبا الحبّاب ما نفست به من ولاية اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه . فنزلت فيهم هذه الآيات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) أي هو كافر مثلهم (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) إلى طريق الحقّ .

52 – (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) يعني المنافقين الذين في قلوبهم شكّ (يُسَارِعُونَ فِيهِمْ) أي يسارعون في ولايتهم ومحبّتهم ، يعني في ولاية اليهود (يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ) يعني نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه ، يعنون الجدب فلا يميروننا .

فنهاهم الله تعالى عن التفاؤل بالشرّ والاتكال على اليهود فقال (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) على المسلمين فيأتيكم بسنين مخصبة ويرزقكم من فضله وينصركم على أعدائكم فلماذا تتشائمون بالجدب (أَوْ) يأتي أعداءكم (أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ) أي هلاك وعذاب من عند الله ، وذلك إمّا مرض أو هزيمة أو خسارة في الأموال أو في الأنفس أو غير ذلك (فَيُصْبِحُواْ) أي الذين والَوا اليهود (عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ) من محبّة اليهود (نَادِمِينَ) على أفعالهم وولايتهم .


منقول من كتاب
المتشابه من القرآن للمرحوم محمد علي حسن
__________________
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسۡلِمِينَ
53 – (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ) إيماناً حقيقياً (أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ) يعني المنافقين حلفوا بأغلظ الأيمان وأوكدها (إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ) أي مع المؤمنين بالنصرة على الكافرين ، ولكن تبيّن منهم غير ذلك (حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) أي ضاعت أعمالهم لأنّهم عملوا بأهوائهم وبطل ما أظهروه من الإيمان لأنّه لم يوافق باطنهم ظاهرهم (فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ) أعمالهم وأتعابهم ودنياهم وآخرتهم .

54 – (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .

ذكر عليّ بن هاشم أنّها نزلت في مهديّ الأمّة وأصحابه ، وأوّلها خطاب لِمن ارتدّ بعد وفاة النبيّ وذلك لأنّ قوله تعالى (فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ) يوجِب أن يكون ذلكم القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فهو يتناول من يكون بعدهم وبهذه الصفة إلى يوم القيامة . مجمع البيان الجزء الثالث صفحة 209 .

59 – كانت قريش تحيك المؤامرات ضدّ النبيّ وتريد الفتك به ، وكان الله تعالى يخبره بذلك فيأخذ الحذر منهم ، فقال بعضهم لبعض مَن أخبر محمّداً بِما أضمرناه له فهل أنّ محمّداً يعلم الغيب أم أنّ أحداً من قريش يخبره بذلك ؟ فنزلت هذه الآية (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) أي خزائن الغيب وأخبارها (لاَ يَعْلَمُهَا) أحد من الناس فيخبر بها محمّداً (إِلاَّ هُوَ) يعلمها فيخبر بها رسوله ليأخذ الحذر (وَيَعْلَمُ) ايضاً (مَا فِي الْبَرِّ) من حيوانات برّية (وَالْبَحْرِ) من مخلوقات بحرية (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ) من الأشجار (إِلاَّ يَعْلَمُهَا) فهو يحصي أعمالكم والملائكة تكتبها في صحائف أعمالكم (وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) يعني مهما عملتم من صغيرة أو كبيرة تكتب في صحائف أعمالكم وبتبيّن لكم ذلك يوم القيامة . ونظيرها في سورة سبأ وهي قوله تعالى في سورة سبأ {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} .

60 – (قُلْ) يا محمّد لهؤلاء اليهود الذين استهزؤوا بصلاتكم ونقموا منكم (هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ) أي بشرّ مِمّا نقمتم مِنّا ومن إيماننا فإنّنا آمَنّا بالله وحده ولم نشرك به شيئاً فلنا (مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ) أي ثواباً عند الله ، وليس لنا شرّ كما تزعمون ولكنّ الشرّ لكم ولأسلافكم الذين أشركوا وعبدوا العجل والبعليم وعشتاروث وهؤلاء (مَن لَّعَنَهُ اللّهُ) أي أبعده الله عن رحمته وأخزاه (وَغَضِبَ عَلَيْهِ) بسبب كفره وعبادته للأوثان (وَجَعَلَ مِنْهُمُ) أي من أجسامهم البالية (الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) الموجودة اليوم ، يعني خلقها من تراب أجسامهم وذلك بعد موتهم ، وهذا تحقير لهم والدليل على ذلك الألف واللام من قوله تعالى (الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ) يعني القردة الموجودة اليوم في قارة آسيا خلقها من تراب أجسامهم . ولو أنّه تعالى مسخهم قرَدة وخنازير كما ذهب إليه المفسّرون لقال مسخناهم قرَدة وخنازير . ويعتقد اليهود بتناسخ الأرواح 1، فيقولون أنّ أرواح الأشرار تدخل في جسم قرد أو خنزير أو جسم حمار فتتعذّب عقاباً على أعمالها السيّئة ، وأنّ أرواح الصالحين تدخل في أجسام أطفال الأغنياء والملوك فيتنعّموا ويعيشوا عيشة سعيدة جزاءً لأعمالهم الصالحة 2 . وقوله (وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) أي وجعل منهم عبيداً للطاغوت ، ويريد بالطاغوت نبوخذنصّر فإنّه استعبدهم سبعين سنة كما استعبدهم فرعون سنين عديدة هذا في الدنيا أمّا أرواح المشركين منهم فيخدمون الشياطين في عالم البرزخ (أُوْلَـئِكَ) الذين عبدوا البعليم وعشتاروث (شَرٌّ مَّكَاناً) مكانهم اليوم (وَأَضَلُّ) من غيرهم (عَن سَوَاء السَّبِيلِ) أي عن الطريق السويّ .

----------------------------------------------

1 وهذه عقائد وهميّة لا صحّة لها .

2 أثبت علم تكليم النفوس عدم صحّة رأي القائلين بالتناسخ وذلك لأنّ الجسد هو القالب لصنع الروح - المراجع



61 – (وَإِذَا جَآؤُوكُمْ) أي اليهود ، والخطاب موجّه للمسلمين (قَالُوَاْ آمَنَّا) بمحمّد ولكنّهم كاذبون كافرون (وَقَد دَّخَلُواْ) عليكم (بِالْكُفْرِ) أي بالإنكار لدينكم (وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ) من ديارهم (بِهِ) أي مِن أوّل خروجهم من ديارهم كانوا ناكرين لدينكم ناقمين عليكم حتّى دخلوا عليكم لم تتغيّر نيّاتهم ولم تتبدّل عقائدهم ولم يأتوا ليسلموا بل جاؤوا لِيتجسّسوا ويسخروا (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ) لكم من العداوة والحسد .

منقول من كتاب المتشابه من القرآن
للمرحوم محمد علي حسن
__________________
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسۡلِمِينَ

– (وَإِذَا جَآؤُوكُمْ) أي اليهود ، والخطاب موجّه للمسلمين (قَالُوَاْ آمَنَّا) بمحمّد ولكنّهم كاذبون كافرون (وَقَد دَّخَلُواْ) عليكم (بِالْكُفْرِ) أي بالإنكار لدينكم (وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ) من ديارهم (بِهِ) أي مِن أوّل خروجهم من ديارهم كانوا ناكرين لدينكم ناقمين عليكم حتّى دخلوا عليكم لم تتغيّر نيّاتهم ولم تتبدّل عقائدهم ولم يأتوا ليسلموا بل جاؤوا لِيتجسّسوا ويسخروا (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ) لكم من العداوة والحسد .

62 – (وَتَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ) أي في المعاصي (وَالْعُدْوَانِ) أي الاعتداء على الناس (وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) أي المال الحرام كالرشوة والربا والقمار وغير ذلك من اغتصاب أموال الناس (لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) حيث تكون عاقبتهم النار .

78 – (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ) أي لعنهم داوود في زبوره (وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) أي ولُعِنوا في إنجيل عيسى أيضاً (ذَلِكَ) الخزي لهم (بِمَا عَصَوا) أمر ربّهم (وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) على أنبيائه .

وإليك ما جاء في الزبور على لسان داوود لَمّا أرادوا قتله في المزمور الثاني عشر قال (1خَلِّصْ يَا رَبُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَرَضَ التَّقِيُّ لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ الأُمَنَاءُ مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. 2يَتَكَلَّمُونَ بِالْكَذِبِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ بِقَلْبٍ فَقَلْبٍ يَتَكَلَّمُونَ. 3يَقْطَعُ الرَّبُّ جَمِيعَ الشِّفَاهِ الْمَلِقَةِ وَاللِّسَانَ الْمُتَكَلِّمَ بِالْعَظَائِمِ 4الَّذِينَ قَالُوا: بِأَلْسِنَتِنَا نَتَجَبَّرُ. شِفَاهُنَا مَعَنَا. مَنْ هُوَ سَيِّدٌ عَلَيْنَا؟ ) .

وقال في المزمور الحادي والعشرين (8تُصِيبُ يَدُكَ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ. يَمِينُكَ تُصِيبُ كُلَّ مُبْغِضِيكَ. 9تَجْعَلُهُمْ مِثْلَ تَنُّورِ نَارٍ فِي زَمَانِ حُضُورِكَ. الرَّبُّ بِسَخَطِهِ يَبْتَلِعُهُمْ وَتَأْكُلُهُمُ النَّارُ. 10تُبِيدُ ثَمَرَهُمْ مِنَ الأَرْضِ وَذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَيْنِ بَنِي آدَمَ. 11لأَنَّهُمْ نَصَبُوا عَلَيْكَ شَرّاً. تَفَكَّرُوا بِمَكِيدَةٍ. لَمْ يَسْتَطِيعُوهَا. 12لأَنَّكَ تَجْعَلُهُمْ يَتَوَلُّونَ. تُفَوِّقُ السِّهَامَ عَلَى أَوْتَارِكَ تِلْقَاءَ وُجُوهِهِمْ. 13ارْتَفِعْ يَا رَبُّ بِقُوَّتِكَ. نُرَنِّمُ وَنُنَغِّمُ بِجَبَرُوتِكَ.)

وقال في المزمور الخامس والخمسين (9أَهْلِكْ يَا رَبُّ فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْماً وَخِصَاماً فِي الْمَدِينَةِ. 10نَهَاراً وَلَيْلاً يُحِيطُونَ بِهَا عَلَى أَسْوَارِهَا وَإِثْمٌ وَمَشَقَّةٌ فِي وَسَطِهَا. 11مَفَاسِدُ فِي وَسَطِهَا وَلاَ يَبْرَحُ مِنْ سَاحَتِهَا ظُلْمٌ وَغِشٌّ.)

وأمّا ما جاء في إنجيل متّى في الاصحاح الثالث والعشرين قال عيسى (لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!)

وجاء في إنجيل لوقا في الاصحاح الحادي عشر قال (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالسَّذَابَ وَكُلَّ بَقْلٍ وَتَتَجَاوَزُونَ عَنِ الْحَقِّ وَمَحَبَّةِ اللهِ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هَذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ! 43وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ. 44وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ مِثْلُ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِيَةِ وَالَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَيْهَا لاَ يَعْلَمُونَ!).

وقال (47وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ. 48إِذاً تَشْهَدُونَ وَتَرْضَوْنَ بِأَعْمَالِ آبَائِكُمْ لأَنَّهُمْ هُمْ قَتَلُوهُمْ وَأَنْتُمْ تَبْنُونَ قُبُورَهُمْ.)


منقول من كتاب
المتشابه من القرآن
للمرحوم محمد علي حسن
__________________
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسۡلِمِينَ
دمى كتب همي
دمى كتب همي

عدد المساهمات : 607
نقاط : 1813
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/05/2012
العمر : 34

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى