المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
أيها القطبيون لو نشر سيد قطب لأنكركم و لربما كفركم.
صفحة 1 من اصل 1
أيها القطبيون لو نشر سيد قطب لأنكركم و لربما كفركم.
أيها القطبيون لو نشر سيد قطب لأنكركم و لربما كفركم.
لقد كان قطب الرحى في الصراع بين أهل السنة من جهة وأهل الأهواء والمبتدعة من جهة هو فكر" سيد قطب " حتى نسبوا إليه فقيل لهم" القطبيون " نسبة إلى سيد قطب وفكره وذلك لشدة دفاعهم عن فكره ومدافعتهم عن خطأه وخطله ، واتباعهم آراءه المبتدعة في تكفير المجتمعات وتكوين الجماعات وغيرها .
وصاروا يوالون ويعادون على أفكاره بل على شخصه ؛بل يتألون على الله تعالى بأن يصفوه بما نهانا الرسول الكريم من الوصف المعين بالشهيد فيقولون : "الشهيد سيد قطب " حتى صار وصف "الشهيد" عندهم علما على "سيد" فإذا أطلق الشهيد فهو سيد قطب وإذا أطلق "سيد" فهو الشهيد ، وعموا أو تعاموا عما بوَّب له البخاري في صحيحه بقوله : باب : لا يقال فلان شهيد ؛ ولكن الهوى يهوي بصاحبه وقديما قيل "حبك الشيء يعمي ويصم" .وصار كتاب "الظلال" لسيد قطب عندهم في منزلة كتاب "الصحيح" للبخاري عند أهل السنة ؛ بل صاروا يتعاهدونه بالقراءة في أوراد كما يتعاهد الرجل الصالح ورده من كتاب الله ؛ حتى قال بعضهم : إني لا أستطيع النوم حتى أقرأ في كتاب الظلال . وحرفوا الأجيال عن كتب السلف بما في كتب سيد قطب وأخيه محمد قطب وأستاذهما أبو الحسن الندوي وغيرهم مما لا يسمن ولا يغني من جوع ؛ وصار طالب العلم لا يعلم سوى "العمل الجماعي"و"العزلة الشعورية"و"جاهلية القرن العشرين "و "ارتداد البشرية إلى عبادة العباد "وغير ذلك من الأفكار والمعتقدات المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف وأصحاب الحديث .
وصار التكفير يجري في العروق مجرى الدم كجرى الشيطان منه .
وأصبح فكر سيد قطب المخالف للكتاب والسنة "سدة"في طريق نهضة المسلمين وعودتهم الحميدة إلى ما كان عليه أسلافكم الكرام من عز الدنيا وسؤددها وسعادة الآخرة ونعيمها .
وصار جهاد أهل السنة في العصر الحديث منحصرا في توجيه الشباب إلى خطر ذلك الفكر الدخيل عليهم وعلى عقيدة أسلافهم الكرام . ولاقى أهل السنة في ذلك ما لاقوا من حرب شعواء لا يرقب فيها القطبيون إلّا ولا ذمة ولا يراعون حرمة لمسلم ولا حق لعالم .وظلت رحى الصراع قائمة بين أهل السنة "السلفيين"من جهة وبين القطبيين من جهة أخرى ؛ والقطبيون على حالهم لا ينفكون يجادلون بعلم وبغير علم من سيد وفكره بل وينزهونه عن كل خطأ وخطيئة وينبذون كل من خالفهم وخالفه بالتهم الشنيعة والألفاظ البذيئة والألقاب الرديئة حتى كانت الفتنة التي نزلت بلدان المسلمين عامة ـ ومصر منها خاصة فانقلب السحر على الساحر وقلب القطبيون يدهم ظهرا لبطن لسيد قطب وفكره وآراءه وانغمسوا غير مبالين في وحل ما أسماه "سيد" نفسه ب "الجاهلية " وتبين لكل ذي عينين ـ - وليس عين واحده يبصر بها ما يريد أن يبصره فقط - ـ أنهم أصحاب أهواء وأن الهوى صار من قلوبهم كالكلب الكَلِب ، وصاروا كمن قيل فيه "لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه " وانطبق عليهم ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نسائكم ؟!"قال يا رسول الله ؛ وإن ذلك لكائن ؟ قال: "نعم ؛ وأشد ، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟" قالوا : يا رسول الله وإن ذلك لكائن ؟ قال: "نعم ؛ وأشد ، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ؟" قال يا رسول الله ؛ وإن ذلك لكائن ؟ قال: "نعم ؛ وأشد ، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا و المنكر معروفا " رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبو يعلى الموصلي عن أبي أمامة .
وكذلك قال حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ: قال :كنا عند عمر ، فقال أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه ، فقال : لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره ؟! قالوا : أجل ، قال : تلك تكفرها الصلاة والصدقة ، ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر ؟ قال حذيفة : فأسكت القوم ، فقلت : أنا ، قال : أنت ، لله أبوك ! ، قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا ؛ فلا تضرهم فتنة مادامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ، إلا ما أشرب من هواه ......"الحديث رواه الشيخان .
فحقا وصدقا رأينا من قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم " لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه "
تنكر القطبيون لفكر سيد قطب واتخذوه ورائهم ظهريا بعدما كان القائد لهم والقصد الذي إليه يأمون ؛ صاروا اليوم أبعد ما يكونون عنه وعن رأيه أو صاروا في أحسن أحوالهم كمن قال الله تعالى فيهم "أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ".
ولننظر ما قال سيد فيما القوم فيه اليوم منغمسون وفيما هم له معاقرون وفيما عليه يقامرون ومن أجله عن ثوابت الدين يتنازلون وأسس العقيدة يتركون و لأصول الولاء والبراء يضيعون ؛ ماذا قال سيد قطب في العمل السياسي للحركات الإسلامية ومشاركة غيرهم في السياسة لننظر ماذا قال : يقول سيد قطب في "لماذا أعدموني "صـ 43 "لا يكون الوصول إلى إقامة النظام الإسلامي وتحكيم الشريعة الإسلامية عن طريق انقلاب في الحكم يجيء من أعلى ، ولكن عن طريق تغيير في تصورات المجتمع كله أو مجموعات كافية لتوجيه المجتمع كله وفي قيمه وأخلاقه والتزامه بالإسلام ؛ يجعل تحكيم نظامه وشريعته فريضة لابد منها في حسهم "ا.هـ
وفيه أيضا : "إذ أن الوصول إلى تطبيق النظام الإسلامي والحكم بشريعة الله ليس هدفا عاجلا ، لأنه لا يمكن تحقيقه إلا بعد نقل المجتمعات ذاتها ـ أو جملة صالحة منها ذات وزن وثقل في مجرى الحياة العامة إلى فهم صحيح للعقيدة الإسلامية ، ثم النظام الإسلامي وإلى تربية إسلامية صحيحة على الخلق الإسلامي مهما اقتضى ذلك من الزمن الطويل والمراحل البطيئة ".
وفيه أيضا : "وفي الوقت نفسه توجد معسكرات صهيونية وصليبية استعمارية قوية ؛ تحارب كل محاولة الدعوة الإسلامية وتعمل على تدميرها عن طريق الأنظمة والأجهزة المحلية ؛ بتدبير الدسائس والتوجيهات المؤدية لهذا الغرض ؛ذلك بينما الحركات الإسلامية تشغل نفسها في أحيان كثيرة بالاستغراق في الحركات السياسية المحدودة المحلية كمحاربة معاهدة أو اتفاقية ، وكمحاربة حزب ، أو تأليب خصم عليه في الانتخابات.
كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية ؛ بينما المجتمعات ذاتها ـ بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية والغيرة عليها ، وعن الأخلاق الإسلامية .
ولا بد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة : وهي : إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول ، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة تربية إسلامية صحيحة ، وعدم إضاعة الوقت في الإحداث الجارية ، وعدم محاولات فرض النظام الإسلامي عن طريق الاستيلاء على الحكم قبل أن تكون القاعدة المسلمة في المجتمعات هي التي تفرض النظام الإسلامي ، لأنها عرفته على حقيقته ، وتريد أن تحكم به ".
وفي صـ 70 ما نصه " ألا تستغرقهم الأحداث الجارية ، وألا ينقسموا فيها ، وفي المناورات الحزبية والسياسية ، فإن لهم حقلا آخر أوسع ، وأبعد مدى ، وإن كان بطيئا طويل الأمد ، وهو حقل البعث الإسلامي للعقيدة والقيم ، وللأخلاق والتقاليد الإسلامية في صلب المجتمعات ، حتى يأذن الله بالجهد الطويل والصبر لقيام النظام الإسلامي ".
وأما محمد قطب؛أخو سيد قطب ـ والمدافع عن فكره وآرائه وناشر كتبه والمدافع عنها فيقول في كتابه "واقعنا المعاصر " ، "إننا نقول للجماهير في كل مناسبة ؛ إن الحكم بغير ما أنزل الله : باطل ، وإنه لا شرعية للحكم الذي لا يحكم بشريعة الله ... ثم تنظر الجماهير فترانا قد شاركنا فيما ندعوها هي لعدم المشاركة فيه فكيف تكون النتيجة ؟!" ثم يخبرنا بأن النتيجة سوف تكون " تمييع قضية الإسلاميين في نظر الجماهير ، وزوال تفردهم وتميزهم الذي كان لهم يوم أن كانوا يقفون متميزين في الساحة ؛ لا يشاركون في جاهلية السياسة الأخرى التي تريد الحياة الدنيا وحدها ... وتتصارع وتتكالب على متاع الأرض ولا تعرف في سياستها الأخلاق الإسلامية ... ولا المعاني الإسلامية ؛ فضلا عن مناداتها بالشعارات الجاهلية ، وإعراضها عن تحكيم شريعة الله ؛ ولم يحدث مرة واحدة في لعبة الدبلوماسية أن استطاع المستضعفون أن يديروا دفة الأمور من داخل التنظيمات السياسية التي يريدها أعدائهم ،لأن الترس الواحد لا يتحكم في دوران العجلة ، ولكن العجلة الدائرة هي التي تتحكم في الترس وما قد يحدث من إصلاحات جزئية عارضة في بعض نواحي الحياة على يد الإسلاميين : لا تطيقه الجاهلية ولا تصبر عليه ؛ وسرعان ما تمحوه محوا وتبطل آثاره.
وتظل الآثار السيئة التي ينشئها تمييع القضية باقية لا تزول وشرها أكبر بكثير من النفع الجزئي الذي يتحقق بهذه المشاركة " ا.هـ
وأما أستاذ "سيد قطب " ومصدر إلهامه ومنبع أفكاره "أبو الحسن الندوي "فيقول في رسالة "أريد أن أتحدث عن الإخوان "صـ 20 إلى 22 : "امتازت دعوة الأنبياء وجهودهم بتجردهم من التفكير في المنافع المادية والثمرات العاجلة ، فكانوا لا يبتغون بدعوتهم وجهادهم إلا وجه الله ، وامتثال أوامره ، وتأدية رسالته .
تجردت عقولهم وأفكارهم من العمل للدنيا ، ونيل الجاه ، وكسب القوة أو أتباعهم ، والحصول على الحكومة ، حتى لم يخطر ذلك ببال أصحابهم وأتباعهم وكانت هذه الحكومة التي قامت لهم في وقتها ، والقوة التي حصلت لهم في دورها لم تكن إلا جائزة من الله ، ووسيلة للوصول إلى أهداف الدين ، وتنفيذ أحكامه ، وتغيير المجتمع ، وتوجيه الحياة ، كما قال الله تعالى "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر "ولم تكن الحكومة قط غاية من غاياتهم ، أو هدفا من أهدافهم ، أو حديثا من أحاديثهم أو حلما من أحلامهم ، وإنما كانت نتيجة طبيعية للدعوة والجهاد , كالثمرة التي هي نتيجة طبيعية لنمو الشجرة وقوة إثمارها.
ولقد بعث الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس إلى الإسلام فالتف حوله "فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى "، وكان هؤلاء الفتيان هدف كل قوة وظلم واضطهاد وبلاء وعذاب ، وقد قيل لهم من قبل :"أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "فصمدوا لكل ما وقع لهم ؛ وثبتوا كالجبال وقالوا "هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله " حتى أذن الله في الهجرة ، لم تزل الدعوة تشق طريقها ، وتؤتي أكلها ، حتى قضى الله أن يحكم رجالها في العالم ؛ ويقوموا القسط ، ويخرجوا الناس من الظلمات إلى النور , ومن عبادة العباد إلى عبادة الله وحده , ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، فد علموا أنهم إذا تولوا وسادوا "أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهى عن المنكر ".
وهكذا جاءت الدعوة بالحكومة "لا العكس كما تأتي الأمطار بالخصب والزرع ، وكما تأتي الأشجار بالفاكهة والثمر، فلم تكن هذه الحكومة إلا ثمرة من ثمرات هذه الدعوة الإسلامية ، ولم تكن هذه العزة والقوة إلا نتيجة لذلك العذاب الذي تحملوه من قريش وغيرهم ، وذلك الهوان الذي لاقوه في مكة وغيرها "وفرق كبير بين الغاية التي تقصد والنتيجة التي تظهر .
ويظهر هذا الفرق في نفسيّة العامل والساعي : فالذي يقصد الحكومة يتوانى ويقصر إذا لم ينلها أو انقطع أمله فيها ، ويشتغل بها عن الدعوة ، ويطغى إذا نالها.
وخطر على كل جماعة تتكون عقليتها بحب الحكومة والسعي إليها أن تقعد عن الجهاد في سبيل الدعوة أو تنحرف وتزيغ عن قصدها ، لأن أساليب الوصول إلى الحكومة تخالف أساليب الدعوة" ا.هـ
ويقول أيضا في "التغيير السياسي للإسلام " : مبينا أن الغاية هي رضا الله وليست الحكم أو الحكومة فيقول : ـ "إن رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار ، وموافقة الكتاب والسنة هي الغاية ، وكل ما عاداها من جهود ومحاولات ، وجماعات وقيادات ونظم وحكومات : وسائل تخضع للغاية ، وتستخدم لصالح الإسلام "ا.هـ.
ونعود لسيد قطب مرة أخرى ولكن هذه المرة في كتابه "الظلال "الحري أن يسمى "الضلال "فيقول ما نصه :
"لقد اجتمعوا إلى نبي لهم ؛ وطلبوا إليه أن يعين لهم ملكا يقاتلون تحت إمرته في سبيل الله وهذا التحديد منهم لطبيعة القتال , وأنه في سبيل الله بانتفاضة العقيدة في قلوبهم , ويقظة الإيمان في نفوسهم , وشعورهم بأنهم أهل دين وعقيدة وحق , وأن أعدائهم على ضلالة وكفر وباطل , ووضوح الطريق أمامهم للجهاد في سبيل الله وهذا الوضوح وهذا الحسم هو نصف الطريق إلى النصر.
فلابد للمؤمن أن يتضح في حسه أنه على الحق , وأن عدوه على الباطل ولابد " أن يتجرد في حسه الهدف- في سبيل الله- ..فلا يغشه الغبش الذي لا يدري منه إلى أين يسير. وقد أراد أن يستوثق من صدق عزيمتهم , وثبات نيتهم , وتصميمهم على النهوض بالتبعة الثقيلة , وجدهم فيما يعرضون عليه من الأمر.
قال : "هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا".
ألا ينتظر أن تنكلوا عن القتال إن فرض عليكم ؟ فأنتم الآن في سعة من الأمر فأما إذا استجبت لكم , فتقرر القتال عليكم , فتلك فريضة – إذن – مكتوبة ولا سبيل بعدها إلى النكول عنها .
إنها الكلمة اللائقة بنبيِّ , والتأكد اللائق بنبيِّ , فما يجوز أن تكون كلمات الأنبياء , وأوامرهم موضع تردد أو عبث أو تراخ .
وهنا ارتفعت درجة الحماسة والقوة , وذكر الملاْ أن هناك من الأسباب الحافزة للقتال في سبيل الله ما يجعل القتال هو الأمر المتعين الذي لا تردد فيه . "قالوا ومالنا لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " ونجد أن الأمر واضح في حسهم ؛ مقرر في نفوسهم؛ إن أعدائهم أعداء لله ولدين الله , وقد أخرجوهم من ديارهم وسبوا أبنائهم , فقتالهم واجب , والطريق الواحدة التي أمامهم هي القتال , ولا ضرورة إلى المراجعة في هذه العزيمة أو الجدال.
ولكن هذه الحماسة الغائرة في ساعة الرخاء لم تدم ....
"فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم ".
وهنا نطلع على سمة خاصة في نقض العهد , والنكث بالوعد , والتفلت من الطاعة , والنكوص عن التكليف , وتفرق الكلمة , والتولي عن الحق المبين وهي – من ثم – سمة ينبغي للقيادة أن تكون منها على حذر , وأن تحسب حسابها في طريقها الوعر, كي لا تفاجئ بها , فيتعاظمها الأمر , فهي متوقعة من الجماعات البشرية التي لم تخلص من الأوشاب , ولم تطهر من هذه العقابيل , والتعقيب على هذا التولي "والله عليم بالظالمين " وهو يشيي بالاستنكار , ووصم الكثرة التي تولت عن هذه الفريضة - بعد طلبها- وقبل أن تواجه الجهاد مواجهة عملية . وصمها للظلم فهي ظالمة لنفسها , وظالمة لنبيها , وظالمة للحق الذي خذلته . وهي تعرف أنه الحق ثم تتخلى عنه للمبطلين .
ويقول فيه أيضا " إن أشد الناس حماسة واندفاعاً وتهوراً ؛ قد يكونون هم أشد الناس جزعاً وانهياراً وهزيمة عندما يجد الجد , وتقع الواقعة ...بل إن هذه قد تكون القاعدة ! ذلك أن الاندفاع والتهور والحماسة الفائقة غالباً ما تكون منبثقة عن عدم التقدير لحقيقة التكاليف ....لا عن شجاعة واحتمال وإصرار .. كما أنها قد تكون منبعثة عن قلة الاحتمال إلى طلب الحركة والدفع والانتصار بأي شكل ؛ دون تقدير لتكاليف الحركة والدفع والانتصار ... حتى إذا ووجهوا بهذه التكاليف كانت أثقل مما قدروا , وأشق مما تصوروا , فكانوا أول الصف جزعاً ونكولاً وانهياراً ...على حين يثبت أولئك الذين كانوا يمسكون أنفسهم , ويحتملون الضيق والأذى بعض الوقت , ويعدون للأمر عدته , يعرفون حقيقة تكاليف الحركة , ومدى احتمال النفوس لهذه التكاليف , فيصبرون ويتمهلون ويعدون للأمر عدته والمتهورون المندفعون المتحمسون يحسبونهم ...إذ ذاك ضعافاً , ولا يعجبهم تمهلهم ووزنهم للأمور , وفي المعركة يتبين أي الفريقين أكثر احتمالاً وأي الفريقين أبعد نظراً".
وفيه أيضاً "النصر قد يبطئ على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله , فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله . وقد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها ولم يتم بعد تمامها , ولم تحشد بعد طاقاتها , ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى و استعدادات ؛ فلو نالت النصر – حينئذ – لفقدته وشيكاً ؛ لعدم قدرتها على حمايته طويلاً . وقد يبطئ حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة , وآخر ما تملكه من رصيد , فلا تستبقي عزيزاً , ولا غالياً لا تبذله هيناً رخيصاً في سبيل الله , وقد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها ؛ فتدرك أن هذه القوى – وحدها بدون سند من الله – لا تكفل النصر.
إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل الأمة آخر ما في طوقها , ثم تكل الأمر بعدها إلى الله .
وقد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله وهي تعاني وتتألم وتبذل , ولا تجد لها سنداً إلا الله , ولا متوجهاً إلا أليه – وحده - وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله ، فلا تطغى ولا تنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله .
وقد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها لله ولدعوته ، فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها .
والله يريد أن يكون الجهاد له وحده ، وفي سبيله ، بريئا من المشاعر الأخرى التي تلابسه .
وقد سئل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل يقاتل حمية ، والرجل يقاتل شجاعة ، والرجل يقاتل ليُرى ؛ فأيها في سبيل الله ؟ فقلا : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " رواه البخاري ومسلم.
كما قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير .
يريد الله أن يجرد الشر فيها ليتمحص خالصا ويذهب وحده هالكا ، لا تتلبس به ذرة من خير تذهب به في الغمار .
وقد يبطئ النصر ؛ لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله ، فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة فيشاء الله أن يبقي الباطل حتى ينكشف عاريا للناس ؛ ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية .
وقد يبطئ النصر لأن البيئة لا تصلح ـ بعد ـ لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة ، فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار ، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر ، ولاستبقائه .
من أجل هذا كله ، ومن أجل غيره مما يعلمه الله قد يبطئ النصر ، فتتضاعف التضحيات ، وتتضاعف الآلآم ، مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية .
وللنصر تكاليفه وأعبائه حين يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه ، وتهيؤ الجو حوله لاستقباله واستبقائه "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور "
فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو أن ينصر من ينصره ... فمن هم هؤلاء الذين ينصرون الله ، فيستحقوا نصر الله القوي العزيز الذي يهزم من يتولاه ؟.
إنهم هؤلاء :
"الذين إن مكناهم في الأرض " ... فحققنا لهم النصر ، وثبتنا لهم الأمر ... " أقاموا الصلاة " فعبدوا الله ، ووثقوا صلتهم به ، واتجهوا إليه طائعين خاضعين مستسلمين ... " وآتوا الزكاة " فأدوا حق المال ، وانتصروا على شح النفس ، وتطهروا من الحرص ، وغلبوا وسوسة الشيطان ، وسدوا خلة الجماعة وكفلوا الضعاف فيها والمحاويج ، وحققوا لها صفة الجسم الحي ـ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ " مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر " رواه البخاري ومسلم .
" أمروا بالمعروف " فدعوا إلى الخير والصلاح ودفعوا إليه الناس ... " ونهوا عن المنكر " فقاموا الشر والفساد ، وحققوا بهذا وذاك صفة الأمة المسلمة التي لا تبقي على منكر وهي قادرة على تغييره ، ولا تقعد عن معروف وهي قادرة على تحقيقه .
هؤلاء هم الذين ينصرون الله ، إذ ينصرون نهجه الذي أراده للناس في الحياة ، معتزين بالله ـ وحده ـ دون سواه .
وهؤلاء هم الذين يعدهم الله بالنصر على وجه التحقيق واليقين .
فهو النصر القائم على أسبابه ومقتضياته ، المشروط بتكاليفه وأعبائه ... والأمر بعد ذلك لله ، يصرفه كيف يشاء ، فيبدل الهزيمة نصرا ، والنصر هزيمة ، عندما تختل القوائم ، أو تهمل التكاليف " ولله عاقبة الأمور " إنه النصر الذي يؤدي إلى تحقيق المنهج الإلهي في الحياة .. من انتصار الحق والعدل والحرية المتجهة إلى الخير والصلاح ؛ المنظور فيه إلى هذه الغاية التي يتوارى في ظلها الأشخاص والذوات ، والمطامع والشهوات ..
وهو نصر له سببه ، وله ثمنه ، وله تكاليفه ، وله شروطه ، فلا يعطي لأحد جزافا أو محاباة ، ولا يبقى لأحد لا يحقق غايته ومقتضاه ..." الضلال (4/2426ـ 2428)
فهذا هو منهج سيد قطب وحزبه وشقيقه وهذا هو فكره وطريقته في الصبر وعدم استعجال النصر واستعجال الوصول للحكم أولا وأن الحكومة المسلمة لا تلد الأمة المسلمة بل على العكس الأمة المسلمة هي التي تلد الحكومة المسلمة وأن الإسلام لا يفرض على الناس قهرا بل لابد أن يكون المجتمع أو غالبيته هم من يطلبون أن يحكمهم الإسلام وأما القطبيون فقد و الله حق عليهم قول شيخنا المبارك أبي عبدالله محمد بن سعيد رسلان ـ حفظه الله ـ
(لو بعث سيد قطب فذهب إلى الميدان وتجول حوله فرأى شخوصا متحركة كأنها النواطير فسأل عن حقيقة الأمر لكفرهم فقد خالفوا فكره وتنكروا لمبادئه ).
حقا أيها القطبيون لو نشر سيد قطب لأنكركم و لربما كفركم ؛ و حسبنا الله و نعم الوكيل .
كتب :- محمد الأباصيري
سبك الأحد – المنوفية
24/3/2012م
AGILIEDI- Admin
- عدد المساهمات : 384
نقاط : 1130
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 31/03/2012
مواضيع مماثلة
» نم أيها الباز
» نم أيها الباز
» قالوا عنك أيها الرجل
» أيها المبتلى.. لست وحدك على الدرب!!.
» أيها الشاب احذر : فقلب الفتاة .. فندق بغرف عديدة
» نم أيها الباز
» قالوا عنك أيها الرجل
» أيها المبتلى.. لست وحدك على الدرب!!.
» أيها الشاب احذر : فقلب الفتاة .. فندق بغرف عديدة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى