إدمان القهوة... عصبية واكتئاب

إدمان القهوة... عصبية واكتئاب
ترجمة - أحمد عبدالعزيز:
كثير منا يتوجب عليهم إعادة النظر في عادة شرب القهوة, إما بتقليل استهلاكهم لها, أو بالإقلاع عن شربها نهائياً حتى لو حدثت لهم الأعراض الانسحابية مثلما يحدث في حالات الإقلاع عن التدخين.
والكافيين ليس مقصوراً على القهوة, فنجده في الشاي والشوكولاتة, لكن الكمية الأكبر هي التي نستهلكها في القهوة.
اطرح على نفسك سؤالاً مهماً: "هل بمقدورك أن تستمر من دون القهوة? إجابة هذا السؤال إذا كانت "لا" فأنت "مدمن" بدرجة ما على القهوة.
فالكافيين الموجود في القهوة منبه كيماوي يسبب الإدمان, وقد يكون له فوائد, لكنه قد يضعف الإنسان, ويختلف في ذلك الذين يبالغون في شرب القهوة والمعتدلون.
وعندما ينبه الكافيين الدماغ فإنه يشجعه على إنتاج الناقل العصبي المسمى الدوبامين ويشغل هذا الدوبامين مستقبلات الأدينوسين في الدماغ, والأدينوسين هو الذي يساعدنا على الشعور بالنعاس والنوم, لكن هذه المستقبلات للأدينوسين لا تميز بين الأدينوسين والكافيين.
والدوبامين يرفع حالتنا المزاجية ويجعلنا نشعر بأننا على ما يرام, ويدرأ عنا الاكتئاب, كما يحفز ويساهم في الحركة الواعية للجسم.
تشير بعض الأبحاث إلى أن شاربي القهوة لديهم مشكلات أقل فيما يتعلق بالاكتئاب, أو مرض الزهايمر عن غير المتناولين للقهوة, وإلى جانب ذلك الإحساس بالطمأنينة, يزيد الكافيين من نشاط الدماغ ومن حيوية الخلايا العصبية به.
ينبه الكافيين الغدة النخامية لكي تطلق هرموناتها, ما يدفع الغدة الكظرية لإطلاق الأدرينالين ليلبي دافع "قاتل... أو اهرب" ويندفع الأدرينالين ليجعلك أكثر يقظة وانتباهاً, ومن المعروف ان حقنة الأدرينالين يتم إعطاؤها للمريض للتغلب على مشكلات التنفس أو مشكلات القلب, كما يساعد الكافيين على التغلب على نوبة "الربو" وذلك بإنعاشه المزاج وزيادة ضربات القلب, وتوسيع الشعب الهوائية.

التأثيرات المعاكسة

إذا وصل الأدرينالين إلى حده الأدنى, فسرعان ما يتكون الكورتيسول وإذا تكررت هذه الدورات كثيراً فإن الكورتيسول يتراكم وتحدث تأثيرات للضغوط المزمنة والتوتر, والتعب, والقلق, والعصبية, والتهيج العصبي, وضعف جهاز المناعة.
ولكي نحدد لك وصفة كارثية نقول: واظب على عملك المليء بالضغوط والإجهاد, واشرب كميات كبيرة من القهوة للتعامل مع الأدرينالين الذي يندفع, وهنا قد يبدأ الإدمان.
يبدو ان مفعول الدوبامين الطيب والذي يرفع المعنويات هو الذي يجعل من الصعب الإقلاع عن الكافيين, وإبعاد ضغوط الأدرينالين الذي يسبب آثاراً صحية سلبية على المدى الطويل.
أحياناً يؤدي تناول الكافيين من خلال شرب القهوة بشكل اعتيادي إلى حساسية الغلوتين أو مرض السيلياك والكافيين مادة متقابلة التفاعل أي انها تكون حساسية من الغلوتين رغم انها لا تحتوي على القمح.

العلاج من الآثار

محاولة الإقلاع عن شرب القهوة تترك وراءها أعراضاً انسحابية مثل: الصداع, والقابلية للاستثارة العصبية, والاكتئاب المعتدل, وعدم الوضوح الذهني.
ويوصينا خبراء التغذية بتناول مكملات غذائية ليس بها أحماض أمينية أساسية وذلك للتخلص بسهولة من هذه العادة.