المواضيع الأخيرة
» [ Template ] كود اخر 20 موضوع و أفضل 10 أعضاء بلمنتدى و مع معرض لصور كالفي بيمن طرف naruto101 الجمعة ديسمبر 05, 2014 2:33 pm
» [Javascript]حصريا كود يقوم بتنبيه العضو بان رده قصير
من طرف احمد السويسي الخميس أغسطس 28, 2014 2:38 am
» نتائج شهادة البكالوريا 2014
من طرف menimeVEVO الثلاثاء يونيو 10, 2014 3:55 am
» من اعمالي موديلات جديدة وحصرية 2012
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 5:37 pm
» من ابداعات ساندرا،كما وعدتكم بعض من موديلاتها
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:49 pm
» قندوووووووورة جديدة تفضلواا
من طرف دفئ الشتاء الثلاثاء مارس 18, 2014 4:23 pm
» طلب صغير لو سمحتو
من طرف hothifa الإثنين ديسمبر 23, 2013 9:11 pm
» الان فقط وحصريا (استايل واند الالكتروني متعدد الالوان)
من طرف AGILIEDI الإثنين ديسمبر 23, 2013 8:34 pm
» جديد موديلات فساتين البيت بقماش القطيفة 2012 - تصاميم قنادر الدار بأشكال جديدة و قماش القطيفة - صور قنادر جزائرية
من طرف hadda32 الأحد ديسمبر 08, 2013 12:16 pm
» [Template] استايل منتدى سيدي عامر 2012
من طرف ßLẫĆҜ ĈĄŦ الأربعاء نوفمبر 20, 2013 6:46 pm
سحابة الكلمات الدلالية
اضطرابات الهلع .. مرض نفسي وجسدي خطير
صفحة 1 من اصل 1
اضطرابات الهلع .. مرض نفسي وجسدي خطير
اضطرابات الهلع .. مرض نفسي وجسدي خطير
كثير من الناس لا يعرفون اضطرابات الهلع، أو مشاعر الخوف الشديدة، خصوصاً أولئك الذين لم يسمعوا عن أشخاص عانوا من هذا الاضطراب الخطير. ومن عانى من هذه الحالة لا يمكن أن ينسى مشاعر الخوف التي مر بها.
وهذا المرض يأتي فجأة، في أي مكان وزمان. والانسان المبتلى به يشعر بأنه سوف يموت، حيث تتسارع دقات قلبه، ويزداد نبضه، وتنفسه يصبح سريعاً، ويتخشب ويتسمر وكأنه ينتظر الموت
كيف يعرف الشخص انه يعاني من هذا الاضطراب؟
يعرف الشخص بأنه يُعاني من هذا الاضطراب عندما يصاب بأعراض المرض. ونوبة الهلع قد تأتي مترافقة مع أي اضطراب من اضطرابات القلق، أو أي اضطراب عقلي أو نفسي، مثل اضطرابات المزاج، والاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات، وكذلك مع أي اضطراب عضوي، مثل اضطرابات القلب والجهاز الدوري، واضطرابات التنفس، واضطرابات الجهاز الهضمي.
وهنا سوف نتحدث عن اضطراب الهلع، كاضطراب مستقل. والعرض الأساسي لهذا المرض هو الشعور بخوف شديد وعدم الارتياح، دون وجود أي خطر حقيقي، ويكون مصاحباً على الأقل لأربعة من 13 عرضاً نفسياً وعضوياً. وهذه الأعراض قد تكون عضوية أو نفسية؛ مثل ازدياد ضربات القلب، التعّرق الغزير، الارتجاف أو الشعور بالارتجاف الداخلي، الشعور بضيق التنفس، أو عدم القدرة على أخذ القدر الكافي من التنفس الطبيعي، الشعور بالاختناق، الاحساس بآلام في الصدر، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر، الغثيان أو آلام في البطن، الشعور بالدوار أو بالصداع في جميع مناطق الرأس، الشعور بأن شخصاً ما غير حقيقي، أو بأن الأشياء المحيطة به غير حقيقية، وكذلك الشعور بحرارة أو برودة داخلية، والشعور بفقدان المريض السيطرة على نفسه، أو أن يُجن أو أن "يموت"، وتستمر هذه النوبة لمدة عشر دقائق، وتأتي فجأة، من دون مقدمات، وتكون مصحوبة بمشاعر قوية من وقوع خطر، والرغبة العارمة بالهرب إلى أي مكان آخر آمن، أو مغادرة المكان، ولكنه لا يستطيع ذلك.
وهناك اضطراب آخر قريب من اضطراب الهلع، وهو اضطراب القلق العام. ويمكن التفريق بينهما بالقول إن نوبات الهلع تأتي فجأة، وتصل ذروتها خلال دقائق وهي اضطراب خفي، وقوي جداً عندما ينتاب الشخص ويجعله في حالةٍ يُرثى لها.
وإذا كانت نوبة الهلع شديدة، وعدد الأعراض أقل من أربعة من الأعراض الثلاثة عشر، فإنها لا تُعتبر اضطراب هلع، ويُطلق عليها نوبة ذعار غير مُكتملة.
وهناك ثلاثة أنواع من اضطراب الهلع:
نوبة هلع غير متوقعة.
نوبة هلع نتيجة حالة مُعينة.
نوبة هلع نتيجة توقع حالة محددة.
وكل نوع من هذه الأنواع يختلف عن الأنواع الأخرى، من حيث بدء النوبة ووجود أو عدم وجود أمر يُثير نوبة الهلع، مثل الخوف من الأماكن المغلقة لدى شخص يُعاني من هذا الرُهاب، وإصابته بنوبة هلع عندما يكون في مكان مغلق، مثل المصاعد، أو عند توقف مصعد بين الطوابق، بسبب عطل في المصعد. ومثل هذا الشخص قد يُصاب بنوبة هلع شديدة جداً، تجعله يصرخ بشكلٍ هستيري ويحاول الخروج، رغم علمه أنه لا يستطيع ذلك، ويبدأ بضرب الأبواب، ويحدث ضجة شديدة، ويشعر بأنه سوف يموت في المصعد، وهذا يجعله يفقد السيطرة على تصرفاته، ما يؤدي الى إصابته بنوبة هلع شديدة جداً. ونوبة الهلع الناتجة عن أفكار، مثل شعور الشخص بزيادة ضربات القلب، فينتابه شعور بالهلع بطريقة كارثية، وهذه تُعتبر نوبة هلع داخلية. وإذا لم يكن هناك مُسبب داخلي أو خارجي، وتحدث نوبة الهلع، هنا تعتبر النوبة اضطراب الهلع الحقيقي.
والشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي، قد يُصاب بنوبة هلع، إذا فكّر أو وضع في موقف يفرض عليه أن يتكلم أمام مجموعةٍ من الناس، وهذا هو أكثر موقف يخشاه الشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي.
واضطرابات الهلع التي تكون نتيجة تفكير في مواقف معينة، قد لا تحدث فجأة بعد التفكير، أو التعرّض للموقف المثير للنوبة، ولكن قد يتأخر لمدة زمنية قد تستغرق نصف ساعة أو ساعة كاملة. وبعد هذا الوقت يشعر الشخص بنوبة الهلع أثناء الموقف. وأشار شخص كان مديراً لبنك في أدنبرة بأنه كان يُلقي كلمةً أثناء تخّرج دفعةٍ من مديري فروع البنك الذي هو مديره في منطقة اسكتلندا، وفجأة بعد حوالي 45 دقيقة شعر بأنه لا يستطيع أن ينطق كلمةٍ واحدة، وانتابه خوف شديد وتسارعت نبضات قلبه وشعر بتعرّق شديد يُبلل ملابسه، وبرجفة تسري في جميع أجزاء جسمه، وانسحب دون أي اعتذار، وطلب من نائبه أن يُكمل الحديث، وترك الناس مشوشين عما حدث له. بعد تلك الحادثة أصبح يعتذر عن أي مناسبة اجتماعية أو عملية تُعرضه لأن يكون أمام تقييم الآخرين، ويكون هو محور الأنظار.
أحياناً تأتي حالات الهلع في مواقف محرجة؛ كأن يقود شخص ما سيارة، وفجأةً يتعرض لنوبة هلع. وقد شعر موظف كان يقود سيارته ذات مرة، بنوبة هلع مفاجئة. أوقف سيارته على جانب الطريق، ولم يستطع فعل أي شيء، وبقي منُتظراً أن يتوقف تنفسه ويموت، ولم يتمكن من أن يتصل بأي شخص، وعاش في خوفٍ شديد، وضربات قلبه تزداد سرعة وقوة، وكذلك تنفسه، وشعر بصعوبةٍ في التنفس والعرق يبلل ملابسه وتفكيره يتجه إلى فكرةٍ واحدة فقط، وهي أنه سوف يموت. وبقي في أوج هذه المشاعر لأكثر من 15 دقيقة، بعد ذلك شعر أن الأمور تسير نحو الوضع الطبيعي، فبدأ تفكيره ينحو تجاه الهدوء، بعد أن بدأت ضربات قلبه تعود إلى طبيعتها وتنفسه يُصبح طبيعياً، وأخذت فكرة الموت تخبو لديه. وبعد دقائق أخرى شعر بأنه أصبح معافى، وأن الأعراض التنفسية والجسدية تلاشت، وأخذ يتنّفس الصعداء وأدار محرك سيارته وواصل سيره بهدوء، وذلك رغم شعوره بالقلق من أن تعود إليه نوبة هلع اخرى، لذلك ذهب مباشرةً إلى منزله بدلاً من المكان الآخر الذي كان ينوي الذهاب إليه.
قصة هذا الرجل، مثال على الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الهلع، حيث تنتابهم نوبات الهلع فجأة، دون إعطاء أي اشارةٍ بأن هذه النوبة في طريقها الى الزوال. ولذلك يسيطر على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع من الخوف من اصابتهم بنوبة هلع في مكانٍ عام أو في موقفٍ غير مناسب قد يراه عامة الناس. وعليه يُهدد اضطراب الهلع حياة من يُعانون منه، ويُعيق حياتهم في كثير من الشؤون العامة، العملية والعلمية والإجتماعية.
وهناك أستاذ جامعي كان يُعاني من اضطراب الهلع، الذي أثر في حياته العملية والعلمية والإجتماعية. فأصبح لا يستطيع قيادة سيارة، ويشعر بقلقٍ شديد عندما لا يكون السائق في المنزل، وأصبح لا يذهب إلى الصلاة في المسجد إلا في أضيق الحدود، ويكون معه دواء يخفف نوبات الهلع، فيما لو حدثت له نوبة. وأحياناً يُغادر المسجد خوفاً من أن تصُيبه نوبة هلع. وتأثرت كذلك، حياته العلمية كأستاذ جامعي كثيراً بسبب عدم مُشاركته في الأنشطة الاجتماعية، لخوفه من تعرّضه لنوبة هلع أمام الجماهير ولذلك انعزل اجتماعياً، وأصبح يعيش حياة صعبة بسبب هذا الاضطراب المُزعج
حيرة وقلق
يذهب كثير ممن يصابون بهذا المرض، عادة الى عيادات القلب بسبب معاناتهم من آلام في الصدر والخفقان، وشدة ضربات القلب، وتزايد سرعتها. وأشار د. احمد عكاشة في كتابه "الطب النفسي المعاصر" إلى أن أحد مرضاه زار عدداً كبيراً من أطباء القلب وقام بإجراء أكثر من 200 تخطيط للقلب، خلاف فحوصات القلب الأخرى مثل الأشعة الصوتية.وبعضهم قام بإجراء قسطرة للقلب، على الرغم من عدم وجود دليل على أنه مصاب بمرض في القلب. وقسم كبير من هؤلاء يذهب لعيادات الجهاز الهضمي، لظنهم أنهم يعانون من آلام في البطن وغثيان ولعيان وشعور بعدم الارتياح، بعد الأكل، وأعراض اخرى في الجهاز الهضمي. وهؤلاء يتم إجراء تحاليل مختبرية لهم وبعض الفحوصات المتقدمة، مثل منظار المعدة والقولون نظراً لأن بعضهم يعاني من مشاكل في الإخراج. آخرون يذهبون إلى أطباء الجهاز التنفسي، حيث أنهم يعانون من آلام في الصدر وصعوبة في التنفس وضيق شديد في التنفس عند الإصابة بنوبة الهلع. وآخرون يذهبون إلى أطباء الجهاز العصبي، كون بعضهم يشعر بتنمل في الأطراف، أو بالصداع النصفي، أو بمرض الكلى وبعض أعراض اضطرابات الأعصاب الأخرى.
ومرضى الهلع عموماً يعانون من الكثير من المشاكل النفسية والعضوية وهذا ما يجعلهم يلجأون كثيراً للأطباء الخطأ.
أهمية الطب النفسي
مرضى اضطراب الهلع، يصلون أخيراً إلى الطبيب النفسي وهم غير مقتنعين بأنهم يعانون من اضطراب نفسي، ويأتون انطلاقاً من مقولة أن لا ضرر من المرور على الطبيب النفسي، وإن كان بعضهم يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفاً من وصمة بأنه مريض نفسي، أو يتردد على عيادة نفسية.
وعندما يأتي المريض إلى العيادة النفسية، يحضر معه عادة أدوية كثيرة من مختلف الأصناف. ويعرض على الطبيب المعالج التقارير الطبية من مستشفيات مختلفة وأطباء مشهورين في تخصصات مختلفة. وإذا كان المريض امرأة يزيد على ما ذكرنا تقارير وتحاليل وفحوصات من أطباء نساء وولادة..!
وفي حال سؤال المريض هل يعتقد بأنه يعاني من مرض عضوي، يجيب أكثرهم بأن الأعراض التي يعاني منها هي أعراض عضوية، وهو لا يعرف السبب في أن يحوله الأطباء لطبيب نفسي، رغم أنه لا يعاني من أي مرض نفسي. المشكلة الاخرى، هي أن الوعي في مجال الأمراض النفسية تكاد تكون معدومة لدى عامة الناس، بل وفي كثير من الأحيان تكون صورة الطبيب النفسي، صورة مشوهة، كما تعرض في المسلسلات والأفلام العربية، حيث يلعب الإعلام دوراً رئيساً وبارزاً في تشويه صورة المرض النفسي والطبيب النفسي، وجعله يظهر كمهرج وليس شخصاً محترماً كبقية الأطباء في التخصصات الاخرى، وبذلك لا يحظى الطبيب النفسي باحترام يستحقه مثل بقية الأطباء، وحتى أقسام ومستشفيات الطب النفسي دائماً تأتي في ذيل اهتمامات المسؤولين عن القطاع الصحي.
وعندما يبدأ الطبيب بشرح الحالة التي يعاني منها المريض الذي أمامه، ويحاول شرح ماذا يعني اضطراب الهلع، يبدو المريض متشككاً وينظر إليه بريبة. وهذا يتطلب من الطبيب النفسي الصبر والتروي، لكي يفهم المريض الذي أمامه ماذا يعني بكلمة اضطراب الهلع. وعندما يسمع أعراض نوبة الهلع وكيفية حدوثها، عندئذ يشعر المريض بالارتياح إلى حد ما، ويفيده بأن ما ذكره هو الذي يعاني منه بالضبط، وليس مرضاً جسدياً بقدر ما هو اضطراب نفسي من الاضطرابات النفسية المعروفة تحت قائمة اضطرابات القلق.
وعندما يتم التشخيص كما يجب، يسأل الطبيب عن علاج ناجع لهذا الاضطراب الذي كدر عليه حياته، وهنا يجب أن تكون الإجابة دبلوماسية، فاضطراب الهلع ليس من الاضطرابات التي يمكن علاجها بسهولة، خصوصاً أن نوبات الهلع تأتي في أوقات غير محددة، ولا تتوفر لها بوادر تشير إلى أن الشخص الذي يعاني من اضطراب الهلع، سوف تفاجئه نوبة ما وهو في عمله، أو في اجتماع عمل، أو وهو يقود سيارته، أو وهو مسافر في الطائرة أو القطار، أو أي مكان قد لا يخطر على البال.
علاج نوبات الهلع
علاج اضطراب الهلع، ليس بالأمر السهل، ولن يستطيع أحد الجزم بأن هذا الاضطراب سوف يختفي إلى الأبد، لكن هناك طرقاً علمية يتم اتباعها، حسب ما هو معمول به في اللجان العلمية المحترمة، التي تتبع طرقا علمية لعلاج مثل هذه الاضطرابات.
وهنا ربما يكون العلاج الدوائي مفيدا في علاج اضطراب الهلع، وهناك أدوية تساعد كثيراً في علاج هذا المرض، وتخفف من تكرارها بشكل كبير، ولكن ليس هناك ضمان لأن تنتهي نوبات الهلع أو يشفى الشخص منها شفاء تاماً، وهناك أدوية يجب استخدامها بصفة مستمرة، وأخرى يتناولها المريض عندما يشعر بأن نوبة الهلع بدأت، وبذلك قد يستطيع إجهاضها، بحيث لا تكمل دورتها المزعجة والمؤلمة والمؤثرة سلبياً في حياة الشخص المريض.
والادوية التي يستخدمها المريض بصفة مستمرة يومياً هي غالباً ما تكون من الأدوية المضادة للاكتئاب. وهناك أدوية مجازة من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية كعلاج لاضطراب الهلع. وهذه الأدوية تستخدم يومياً لفترة قد تمتد إلى أشهر أو أكثر حسب الاستجابة لهذا العلاج. ومن الأدوية الاخرى التي تستخدم في علاج اضطراب الهلع دواء مهدئ يستخدم عندما يشعر الشخص ببدء أعراض النوبة، وبالتالي ربما يجهض النوبة وتخف حدتها ويخفف منها بشكل كبير.
اتمنى ان ينال موضوعي البسيط اعجابكم
كثير من الناس لا يعرفون اضطرابات الهلع، أو مشاعر الخوف الشديدة، خصوصاً أولئك الذين لم يسمعوا عن أشخاص عانوا من هذا الاضطراب الخطير. ومن عانى من هذه الحالة لا يمكن أن ينسى مشاعر الخوف التي مر بها.
وهذا المرض يأتي فجأة، في أي مكان وزمان. والانسان المبتلى به يشعر بأنه سوف يموت، حيث تتسارع دقات قلبه، ويزداد نبضه، وتنفسه يصبح سريعاً، ويتخشب ويتسمر وكأنه ينتظر الموت
كيف يعرف الشخص انه يعاني من هذا الاضطراب؟
يعرف الشخص بأنه يُعاني من هذا الاضطراب عندما يصاب بأعراض المرض. ونوبة الهلع قد تأتي مترافقة مع أي اضطراب من اضطرابات القلق، أو أي اضطراب عقلي أو نفسي، مثل اضطرابات المزاج، والاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات، وكذلك مع أي اضطراب عضوي، مثل اضطرابات القلب والجهاز الدوري، واضطرابات التنفس، واضطرابات الجهاز الهضمي.
وهنا سوف نتحدث عن اضطراب الهلع، كاضطراب مستقل. والعرض الأساسي لهذا المرض هو الشعور بخوف شديد وعدم الارتياح، دون وجود أي خطر حقيقي، ويكون مصاحباً على الأقل لأربعة من 13 عرضاً نفسياً وعضوياً. وهذه الأعراض قد تكون عضوية أو نفسية؛ مثل ازدياد ضربات القلب، التعّرق الغزير، الارتجاف أو الشعور بالارتجاف الداخلي، الشعور بضيق التنفس، أو عدم القدرة على أخذ القدر الكافي من التنفس الطبيعي، الشعور بالاختناق، الاحساس بآلام في الصدر، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر، الغثيان أو آلام في البطن، الشعور بالدوار أو بالصداع في جميع مناطق الرأس، الشعور بأن شخصاً ما غير حقيقي، أو بأن الأشياء المحيطة به غير حقيقية، وكذلك الشعور بحرارة أو برودة داخلية، والشعور بفقدان المريض السيطرة على نفسه، أو أن يُجن أو أن "يموت"، وتستمر هذه النوبة لمدة عشر دقائق، وتأتي فجأة، من دون مقدمات، وتكون مصحوبة بمشاعر قوية من وقوع خطر، والرغبة العارمة بالهرب إلى أي مكان آخر آمن، أو مغادرة المكان، ولكنه لا يستطيع ذلك.
وهناك اضطراب آخر قريب من اضطراب الهلع، وهو اضطراب القلق العام. ويمكن التفريق بينهما بالقول إن نوبات الهلع تأتي فجأة، وتصل ذروتها خلال دقائق وهي اضطراب خفي، وقوي جداً عندما ينتاب الشخص ويجعله في حالةٍ يُرثى لها.
وإذا كانت نوبة الهلع شديدة، وعدد الأعراض أقل من أربعة من الأعراض الثلاثة عشر، فإنها لا تُعتبر اضطراب هلع، ويُطلق عليها نوبة ذعار غير مُكتملة.
وهناك ثلاثة أنواع من اضطراب الهلع:
نوبة هلع غير متوقعة.
نوبة هلع نتيجة حالة مُعينة.
نوبة هلع نتيجة توقع حالة محددة.
وكل نوع من هذه الأنواع يختلف عن الأنواع الأخرى، من حيث بدء النوبة ووجود أو عدم وجود أمر يُثير نوبة الهلع، مثل الخوف من الأماكن المغلقة لدى شخص يُعاني من هذا الرُهاب، وإصابته بنوبة هلع عندما يكون في مكان مغلق، مثل المصاعد، أو عند توقف مصعد بين الطوابق، بسبب عطل في المصعد. ومثل هذا الشخص قد يُصاب بنوبة هلع شديدة جداً، تجعله يصرخ بشكلٍ هستيري ويحاول الخروج، رغم علمه أنه لا يستطيع ذلك، ويبدأ بضرب الأبواب، ويحدث ضجة شديدة، ويشعر بأنه سوف يموت في المصعد، وهذا يجعله يفقد السيطرة على تصرفاته، ما يؤدي الى إصابته بنوبة هلع شديدة جداً. ونوبة الهلع الناتجة عن أفكار، مثل شعور الشخص بزيادة ضربات القلب، فينتابه شعور بالهلع بطريقة كارثية، وهذه تُعتبر نوبة هلع داخلية. وإذا لم يكن هناك مُسبب داخلي أو خارجي، وتحدث نوبة الهلع، هنا تعتبر النوبة اضطراب الهلع الحقيقي.
والشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي، قد يُصاب بنوبة هلع، إذا فكّر أو وضع في موقف يفرض عليه أن يتكلم أمام مجموعةٍ من الناس، وهذا هو أكثر موقف يخشاه الشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي.
واضطرابات الهلع التي تكون نتيجة تفكير في مواقف معينة، قد لا تحدث فجأة بعد التفكير، أو التعرّض للموقف المثير للنوبة، ولكن قد يتأخر لمدة زمنية قد تستغرق نصف ساعة أو ساعة كاملة. وبعد هذا الوقت يشعر الشخص بنوبة الهلع أثناء الموقف. وأشار شخص كان مديراً لبنك في أدنبرة بأنه كان يُلقي كلمةً أثناء تخّرج دفعةٍ من مديري فروع البنك الذي هو مديره في منطقة اسكتلندا، وفجأة بعد حوالي 45 دقيقة شعر بأنه لا يستطيع أن ينطق كلمةٍ واحدة، وانتابه خوف شديد وتسارعت نبضات قلبه وشعر بتعرّق شديد يُبلل ملابسه، وبرجفة تسري في جميع أجزاء جسمه، وانسحب دون أي اعتذار، وطلب من نائبه أن يُكمل الحديث، وترك الناس مشوشين عما حدث له. بعد تلك الحادثة أصبح يعتذر عن أي مناسبة اجتماعية أو عملية تُعرضه لأن يكون أمام تقييم الآخرين، ويكون هو محور الأنظار.
أحياناً تأتي حالات الهلع في مواقف محرجة؛ كأن يقود شخص ما سيارة، وفجأةً يتعرض لنوبة هلع. وقد شعر موظف كان يقود سيارته ذات مرة، بنوبة هلع مفاجئة. أوقف سيارته على جانب الطريق، ولم يستطع فعل أي شيء، وبقي منُتظراً أن يتوقف تنفسه ويموت، ولم يتمكن من أن يتصل بأي شخص، وعاش في خوفٍ شديد، وضربات قلبه تزداد سرعة وقوة، وكذلك تنفسه، وشعر بصعوبةٍ في التنفس والعرق يبلل ملابسه وتفكيره يتجه إلى فكرةٍ واحدة فقط، وهي أنه سوف يموت. وبقي في أوج هذه المشاعر لأكثر من 15 دقيقة، بعد ذلك شعر أن الأمور تسير نحو الوضع الطبيعي، فبدأ تفكيره ينحو تجاه الهدوء، بعد أن بدأت ضربات قلبه تعود إلى طبيعتها وتنفسه يُصبح طبيعياً، وأخذت فكرة الموت تخبو لديه. وبعد دقائق أخرى شعر بأنه أصبح معافى، وأن الأعراض التنفسية والجسدية تلاشت، وأخذ يتنّفس الصعداء وأدار محرك سيارته وواصل سيره بهدوء، وذلك رغم شعوره بالقلق من أن تعود إليه نوبة هلع اخرى، لذلك ذهب مباشرةً إلى منزله بدلاً من المكان الآخر الذي كان ينوي الذهاب إليه.
قصة هذا الرجل، مثال على الأشخاص الذين يُعانون من اضطراب الهلع، حيث تنتابهم نوبات الهلع فجأة، دون إعطاء أي اشارةٍ بأن هذه النوبة في طريقها الى الزوال. ولذلك يسيطر على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع من الخوف من اصابتهم بنوبة هلع في مكانٍ عام أو في موقفٍ غير مناسب قد يراه عامة الناس. وعليه يُهدد اضطراب الهلع حياة من يُعانون منه، ويُعيق حياتهم في كثير من الشؤون العامة، العملية والعلمية والإجتماعية.
وهناك أستاذ جامعي كان يُعاني من اضطراب الهلع، الذي أثر في حياته العملية والعلمية والإجتماعية. فأصبح لا يستطيع قيادة سيارة، ويشعر بقلقٍ شديد عندما لا يكون السائق في المنزل، وأصبح لا يذهب إلى الصلاة في المسجد إلا في أضيق الحدود، ويكون معه دواء يخفف نوبات الهلع، فيما لو حدثت له نوبة. وأحياناً يُغادر المسجد خوفاً من أن تصُيبه نوبة هلع. وتأثرت كذلك، حياته العلمية كأستاذ جامعي كثيراً بسبب عدم مُشاركته في الأنشطة الاجتماعية، لخوفه من تعرّضه لنوبة هلع أمام الجماهير ولذلك انعزل اجتماعياً، وأصبح يعيش حياة صعبة بسبب هذا الاضطراب المُزعج
حيرة وقلق
يذهب كثير ممن يصابون بهذا المرض، عادة الى عيادات القلب بسبب معاناتهم من آلام في الصدر والخفقان، وشدة ضربات القلب، وتزايد سرعتها. وأشار د. احمد عكاشة في كتابه "الطب النفسي المعاصر" إلى أن أحد مرضاه زار عدداً كبيراً من أطباء القلب وقام بإجراء أكثر من 200 تخطيط للقلب، خلاف فحوصات القلب الأخرى مثل الأشعة الصوتية.وبعضهم قام بإجراء قسطرة للقلب، على الرغم من عدم وجود دليل على أنه مصاب بمرض في القلب. وقسم كبير من هؤلاء يذهب لعيادات الجهاز الهضمي، لظنهم أنهم يعانون من آلام في البطن وغثيان ولعيان وشعور بعدم الارتياح، بعد الأكل، وأعراض اخرى في الجهاز الهضمي. وهؤلاء يتم إجراء تحاليل مختبرية لهم وبعض الفحوصات المتقدمة، مثل منظار المعدة والقولون نظراً لأن بعضهم يعاني من مشاكل في الإخراج. آخرون يذهبون إلى أطباء الجهاز التنفسي، حيث أنهم يعانون من آلام في الصدر وصعوبة في التنفس وضيق شديد في التنفس عند الإصابة بنوبة الهلع. وآخرون يذهبون إلى أطباء الجهاز العصبي، كون بعضهم يشعر بتنمل في الأطراف، أو بالصداع النصفي، أو بمرض الكلى وبعض أعراض اضطرابات الأعصاب الأخرى.
ومرضى الهلع عموماً يعانون من الكثير من المشاكل النفسية والعضوية وهذا ما يجعلهم يلجأون كثيراً للأطباء الخطأ.
أهمية الطب النفسي
مرضى اضطراب الهلع، يصلون أخيراً إلى الطبيب النفسي وهم غير مقتنعين بأنهم يعانون من اضطراب نفسي، ويأتون انطلاقاً من مقولة أن لا ضرر من المرور على الطبيب النفسي، وإن كان بعضهم يرفض الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفاً من وصمة بأنه مريض نفسي، أو يتردد على عيادة نفسية.
وعندما يأتي المريض إلى العيادة النفسية، يحضر معه عادة أدوية كثيرة من مختلف الأصناف. ويعرض على الطبيب المعالج التقارير الطبية من مستشفيات مختلفة وأطباء مشهورين في تخصصات مختلفة. وإذا كان المريض امرأة يزيد على ما ذكرنا تقارير وتحاليل وفحوصات من أطباء نساء وولادة..!
وفي حال سؤال المريض هل يعتقد بأنه يعاني من مرض عضوي، يجيب أكثرهم بأن الأعراض التي يعاني منها هي أعراض عضوية، وهو لا يعرف السبب في أن يحوله الأطباء لطبيب نفسي، رغم أنه لا يعاني من أي مرض نفسي. المشكلة الاخرى، هي أن الوعي في مجال الأمراض النفسية تكاد تكون معدومة لدى عامة الناس، بل وفي كثير من الأحيان تكون صورة الطبيب النفسي، صورة مشوهة، كما تعرض في المسلسلات والأفلام العربية، حيث يلعب الإعلام دوراً رئيساً وبارزاً في تشويه صورة المرض النفسي والطبيب النفسي، وجعله يظهر كمهرج وليس شخصاً محترماً كبقية الأطباء في التخصصات الاخرى، وبذلك لا يحظى الطبيب النفسي باحترام يستحقه مثل بقية الأطباء، وحتى أقسام ومستشفيات الطب النفسي دائماً تأتي في ذيل اهتمامات المسؤولين عن القطاع الصحي.
وعندما يبدأ الطبيب بشرح الحالة التي يعاني منها المريض الذي أمامه، ويحاول شرح ماذا يعني اضطراب الهلع، يبدو المريض متشككاً وينظر إليه بريبة. وهذا يتطلب من الطبيب النفسي الصبر والتروي، لكي يفهم المريض الذي أمامه ماذا يعني بكلمة اضطراب الهلع. وعندما يسمع أعراض نوبة الهلع وكيفية حدوثها، عندئذ يشعر المريض بالارتياح إلى حد ما، ويفيده بأن ما ذكره هو الذي يعاني منه بالضبط، وليس مرضاً جسدياً بقدر ما هو اضطراب نفسي من الاضطرابات النفسية المعروفة تحت قائمة اضطرابات القلق.
وعندما يتم التشخيص كما يجب، يسأل الطبيب عن علاج ناجع لهذا الاضطراب الذي كدر عليه حياته، وهنا يجب أن تكون الإجابة دبلوماسية، فاضطراب الهلع ليس من الاضطرابات التي يمكن علاجها بسهولة، خصوصاً أن نوبات الهلع تأتي في أوقات غير محددة، ولا تتوفر لها بوادر تشير إلى أن الشخص الذي يعاني من اضطراب الهلع، سوف تفاجئه نوبة ما وهو في عمله، أو في اجتماع عمل، أو وهو يقود سيارته، أو وهو مسافر في الطائرة أو القطار، أو أي مكان قد لا يخطر على البال.
علاج نوبات الهلع
علاج اضطراب الهلع، ليس بالأمر السهل، ولن يستطيع أحد الجزم بأن هذا الاضطراب سوف يختفي إلى الأبد، لكن هناك طرقاً علمية يتم اتباعها، حسب ما هو معمول به في اللجان العلمية المحترمة، التي تتبع طرقا علمية لعلاج مثل هذه الاضطرابات.
وهنا ربما يكون العلاج الدوائي مفيدا في علاج اضطراب الهلع، وهناك أدوية تساعد كثيراً في علاج هذا المرض، وتخفف من تكرارها بشكل كبير، ولكن ليس هناك ضمان لأن تنتهي نوبات الهلع أو يشفى الشخص منها شفاء تاماً، وهناك أدوية يجب استخدامها بصفة مستمرة، وأخرى يتناولها المريض عندما يشعر بأن نوبة الهلع بدأت، وبذلك قد يستطيع إجهاضها، بحيث لا تكمل دورتها المزعجة والمؤلمة والمؤثرة سلبياً في حياة الشخص المريض.
والادوية التي يستخدمها المريض بصفة مستمرة يومياً هي غالباً ما تكون من الأدوية المضادة للاكتئاب. وهناك أدوية مجازة من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية كعلاج لاضطراب الهلع. وهذه الأدوية تستخدم يومياً لفترة قد تمتد إلى أشهر أو أكثر حسب الاستجابة لهذا العلاج. ومن الأدوية الاخرى التي تستخدم في علاج اضطراب الهلع دواء مهدئ يستخدم عندما يشعر الشخص ببدء أعراض النوبة، وبالتالي ربما يجهض النوبة وتخف حدتها ويخفف منها بشكل كبير.
اتمنى ان ينال موضوعي البسيط اعجابكم
مواضيع مماثلة
» O?°'¨ ( اضطرابات الهلع... مشاعر الخوف القاتلة!! ) ¨'°?O
» اضطرابات الهلع... مشاعر الخوف القاتلة
» فقدت ثقتي في نفسي...
» مشكل نفسي عويص
» فقدت ثقتي في نفسي.
» اضطرابات الهلع... مشاعر الخوف القاتلة
» فقدت ثقتي في نفسي...
» مشكل نفسي عويص
» فقدت ثقتي في نفسي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى