--- استئصال وزراعة الكبد بالروبوت "دا فنشي" لأول مرة -----

قال أطباء إيطاليون إنهم استخدموا إنساناً آلياً لاستئصال جزء من كبد متبرّع حي وزراعته في جسد مريض، لأول مرة في العالم .
ونقلت وكالة “أنسا” الإيطالية عن الأطباء الإيطاليين في معهد الشرق الأوسط لزراعة الأعضاء “إيسميت” في بالرمو بصقلية، أن الروبوت “دا فنشي” استغرق 10 ساعات لاستئصال جزء من كبد المتبرع وهو شقيق المريض . وهذه أول مرة في العالم التي يجري فيها إنسان آلي عملية استئصال كبد من متبرع .

قد غادر الشقيق (44 عاماً) المستشفى بعد 10 أيام من دون مضاعفات، كما أن المتلقّي (46 عاماً) الذي كان يعاني تشمّعاً في الكبد، أيضاً عاد إلى منزله بعد أسابيع من العملية .

وقال مدير المعهد برونو غريديللي إن “استخدام التكنولوجيات الناشئة مثل التكنولوجية الآلية مهمة جداً لأنها تقلّص الصدمة الجراحية ومن شأنها أن تزيد عدد المتبرعين الأحياء وبالتالي عدد عمليات زراعة الأعضاء” .

يذكر ان اطباء بريطانيين استخدموا الروبوت “دا فنشي” في استبدال مثانة مريض بريطاني عمره 61 عاما مصاب بالسرطان بواحدة جديدة تم تركيبها من أمعائه .

وخلال العملية التي اجريت في مستشفى ساوثميد بمدينة بريستول قام الجراح الآلي بإحداث 5 ثقوب صغيرة جداً في مكان العملية لإزالة مثانته وادخال واحدة بديلة . وتُعد العملية، المعروفة باسم استئصال المثانة الجذري، الأولى من نوعها في المملكة المتحدة . والمعروف ان هذه العملية كانت تجرى يدوياً ويقوم خلالها الجراحون بتركيب مثانة جديدة لمرضى السرطان بعد ازالة المثانة المصابة في عملية جراحية مفتوحة .

وذكرت “بي بي سي” أن الجراحين في مستشفى ساوثميد يستخدمون الروبوت (دا فنشي) الذي تبلغ قيمته 5,1 مليون جنيه استرليني لتركيب مثانات جديدة للمرضى يقوم بتركيبها من أنسجة أمعاء المرضى وتعمل كالمثانة الطبيعية .

ونسبت (بي بي سي) إلى رئيس الفريق الجراحي قوله “إنه أمر لا يُصدق، فجروح العملية ظاهرة بالكاد وذلك بفضل الجراح الروبوت، وأنا سعيد جداً لإجراء العملية” .

وكان الروبوت الجراح “دا فنشي” قد استخدم كذلك في اول عملية زراعة كلى لمريضة ايطالية في مستشفى جامعة بيزا بايطاليا عام ،2010 وقد استغرقت العملية ساعتين وتمت بنجاح كبير .

وكانت الايطاليه جوليانا ستارديني (37 عاما) تعاني فشلاً كلوياً مزمناً، قد تبرعت لها والدتها مانويلا (57 عاما) بكلى سليمة لانقاذ حياة ابنتها، وبعد اجراء الفحوص اللازمة للتأكد من توافق الانسجة وملائمة كلى الام أتخذ القرار بقيام الجراح الروبوت بالعملية كامله التي بدأت بادخال ذراع صغير عبر فتحة الجلد لا تزيد عن 3 مليمترات ثم اجراء قطع بالجلد طوله 5 سنتميترات فقط اسفل المعدة ثم جرى استئصال التالفة والبدء بزرع أخرى جديدة .

وفي عام 2009 قام فريق جراحين بمستشفى “هوسبيس سيفيل” بمدينة ليون الفرنسية بإجراء عملية استئصال جزئي لحنجرة بواسطة الروبوت “دا فنشي” عن طريق فم المريض الذي كان يبلغ من العمر ستين عاماً وكان يعاني سرطان الحنجرة في مرحلة مبكرة .

وفي هذه العملية قام فريق الدكتور فيليب إسبيداج، جراح الأنف والحنجرة في مركز مستشفى هوسبيس سيفيل بليون جنوب مدينة ليون، باستخدام روبوت يسمىDa Vinci* ما مكنهم من استخراج جزء من الحنجرة عن طريق فم المريض .

ويتكون الروبوت “دافنشي” من ذراعين مجهزين بأدوات جراحية دقيقة للغاية في الأطراف يبلغ سمكها نحو 5 ملم وملاقيط صغيرة ومشرط كهربائي صغير ومشابك صغيرة جداً .

ويمكن للذراع التحرك بدرجة 180 ويتم تحريكها عن بعد بواسطة لوحة مفاتيح خارجية، وهناك ميزة أخرى، تتوفر منها شاشات تتيح للجراح رؤية مكبرة تصل إلى 20 مرة بطريقة الأبعاد المجسمة .
وأجرى الدكتور إسبيداج العملية الجراحية بواسطة لوحة مفاتيح في حين قام جراح آخر يقف بالقرب من المريض بمراقبة سير العملية على الوجه الأكمل .

ويقول الدكتور سيريوس: “إن الروبوت سهل الاستخدام للغاية . وكان الجزء الحساس جدا هو إدخال الأدوات في الفم” .

ويضيف إسبيداج: “استغرقت العملية نحو أربع ساعات، وهي فترة طويلة نسبياً لكن هذا أمراً طبيعياً لا سيما في المرة الأولى” .

ويقول إسبيداج “مع تكرار العملية ونضوج الخبرة، فإنه يضمن ألا تتجاوز عملية الاستئصال الروبوتية أكثر من ستين دقيقة” .
واعتبرت نتائج تلك العملية التي كانت الأولى من نوعها إيجابية للغاية: حيث كان المريض قادراً على تناول الطعام بشكل طبيعي بعد أربعة أيام من الجراحة، بينما في إطار عملية فتح القصبة الهوائية، لا يمكن للمريض تناول الغذاء إلا بعد 15 يوماً أو حتى أشهر .

وعلاوة على ذلك، فقد تمكن المريض البالغ من العمر ستين عاما من مغادرة المستشفى بعد سبعة أيام، في مقابل 21 إلى 30 يوما في إطار الجراحة العادية، هذا النجاح يعتبر واعدا لمرضى سرطان الحنجرة، ومن الضروري أيضا أن يكون الورم حديثا وصغير الحجم .

يذكر ان الروبوت الجراح “دا فنشي” وروبوت التخدير “ماك سليبى” قاما في عام 2010 بأول عملية جراحية كاملة منفردين لإزالة البروستاتا الخاصة بأحد المرضى .