رفع القمامة من منظور إسلامي

إسلامنا دين الطهر والنظافة النظافة هي العنوان الظاهر لحضارة ورقى الأمة والدولة وما ابتلينا به في هذه الأيام من مظهر سئ لبعض بلادنا قد أدى إلى سوء سمعتنا, وكيف ذلك والنظافة من القيم الجميلة لديننا الحنيف وعنوان لجماله وذوق أهله, وقال صلى الله عليه وسلم( إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده) والنظافة من كمال جمال الظاهر, قال تعالى(يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {26} ) النظافة في القرآن في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا) وقوله سبحانه: (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) وكتاب الله ملئ بالايات التي تحث على النظافة بكل ما تحمل الكلمة من معان, إذن ما يحدث الآن من مظاهر سيئة من إلقاء الزبالة والمخلفات في الطرقات والشوارع إن دل فإنما يدل على سوء أدب ليس مع الناس بل مع آيات الله وسنة نبيه, فالمؤمن من أمن الناس شره, النظافة في السنة: عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر, قال الرجل: إن الرجل يحب اْن يكون ثوبة حسناً ونعله حسنة, قال إن الله جميل يحب الجمال, الكبر بطر الحق وغمط الناس ) كان الرسول صلى الله عليه وسلم يهتم بلباسه ويختار أحبها إلى قلبه , كما كان يحب لبس اللباس الاْبيض , قال صلى الله عليه وسلم : عن سمرة بن جندب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( البسوا البياض فإنها اْطهر وأطيب ) .

وحينما جاءه الرجل يساْله إن كان في لبس الثياب الحسنة والحذاء الحسنة كبر , اْجابه بالنفي, فقال له صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال ) نظافة المسكن من عوامل انشراح النفس, المكان الطيب الطاهر النظيف ومن أسباب الاكتئاب وخبث النفس قذارة المكان كما أنها شرط لصحة الصلاة وشرط لإقامة بيت الله قال تعالى (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم “وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنظافة المسجد ودفن النجاسات وما يلحق به أذى وبما أن الأرض جعلت مسجداً وطهوراً فقد أصبحت طهارتها لازمة قال صلى الله عليه وسلم (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) هكذا اهتم الإسلام بنظافة كل ما يحيط بالإنسان من مسكن ومن طريق يسير فيه ومن مسجد يصلي فيه ومن لباس يلبسه, ومن مأكل يأكله, أليس في كل هذا رسالة للإنسان أن مساهمته في ظهور الزبالة والقمامة في الشوارع ما هي إلا درب من دروب إبليس ورجس من عمل الشيطان يجب اجتنابه.

أخي الكريم عندما نويت أن اكتب هذا المقال سرت في الشارع بعين غير التي كنت أسير بها كل يوم فكأني أرى الزبالة التي ملأت الشوارع وكأنها محادة لله ورسوله أو تصرف يصدر عن قوم يسيرون على نهج غير نهج نبيهم عندها شعرت بمدى مخالفتنا لله ورسوله فتذكرت قول الله ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) نظافة الطريق دليل على رقي أهل البلد وتعرف سمات المجتمع الخلقية من نظافة الطريق فهي أبهج للنفس وأنقى للنسيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بعض وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان “ وقال : ” بينما رجل يمشي بطريق وجد غُصن شوك على الطريق فأخَّره، فشكر الله له فغفر له ”

فتعالوا نساهم في نظافة بلدنا طاعة لله قبل أن تكون طاعة لولي الأمر, تعبداً لله قبل أن تكون سلوكاً حضارياً, وإلى لقاء آخر مع منظمة أخرى ونسألكم الدعاء .