سلسلة خواطر مستوحاة من اسماء الله الحسنى ( الفتاح )

.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





سلسلة خواطر مستوحاة من اسماء الله الحسنى ( الفتاح )



اغلقت الابواب وتزاحمت الفصول وتاهت الخطى وانتهى بها المطاف عند زاوية الانكسار والالم .
تلك الابواب المغلقة ، تحمل كل واحدة منها مسمى يختلف عن الاخرى ، فهذه باب الرزق وتلك باب الرحمة والاخرى باب المغفرة وباب المرض حتى تمتد الى مالانهاية من ابواب مغلقة بمسميات تصيب الانسان ، فنجده بين راضيٍ ، مؤمن بما كتبه الله له ، وبين متملل يجزع مما يصيبه فيكره حاله ودنياه . نتشبث بخالقنا ، نرجوه ونترجى قربه ورضاه ونعود الى صفاته سبحانه فما نجد؟ تلك الصفة التي هي شروق وحياة ، بلسم ودواء ، قلب يتجدد بالدعاء وانسام تصيبنا بالحب والنقاء .

الفتاح

في قوله تعالى ... بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ ﴾ ( سورة سبأ )


عندما يلهث لساننا بكلمة الفتاح العليم شعور غريب يصيب القلب ، شعور يهمس لنا ان نردد تلك الصفة مرارا وتكرارا


الفتاح العليم

رددها وتحسس معناها وانظر الى حال دعائك ورجائك ومايصيب قلبكَ وانت قريب من الله بدعاء يفتحُ لكَ كل تلك الابواب المغلقة

رددها دوما ولاتجزع ولا تكل وتمل منها وقل ( اللَّهمَّ افْتح لي أبواب رحمتك )


ذاك الفتح الذي يبدل حالنا من ضيق وهم وفاقة ومرض وخوف الى امل جديد وبسمة وحياة مشرقة ونسائم تشفي القلب العليل .


ابواب الرحمة والمغفرة والرضى عندما تُفتحُ علينا تُمطرنا بوابل من الفرح والسروروالغبطة


عندما يُكرمنا الله بفتح يرضينا يسعد قلبنا ويهنأ حالنا تجد ان الحياة تجددت لدينا وزال الغبار الذي اعمى بصيرتنا فتاهت الخطى من تحت اقدامنا.


كل هذا يأتي بالايمان بقدرة الله عز وجل وبأن امرنا بيده وحده سبحانه وتعالى


هو من يفتح علينا ابواب البلاء لامتحان المؤمنين ويغلقها وقت ما وجد عبده مؤمناً بقضائه راضياً وشاكراً لكل مايصيبه وان طال البلاء فلا تجزع .


﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ و الْأَرْضِ ﴾

( سورة الأعراف الآية: 96



تلك البركة التي لاتأتينا الا بالايمان المطلق ان امرنا بيده وان مايصيبنا هو من عنده سبحانه


وان فتحه قريب لامحالة ( خيراً وبركة وعطاء لاحدود له)



( أنت حينما تؤمن أن الأمر كله بيد الله وأنه لا إله الا الله، ولا معطي إلا الله، ولا مانع إلا الله، ولا ناصر إلا الله، ولا معز إلا الله، ولا مذل إلا الله، حينما تؤمن أن أمرك بيد الله، تتجه إلى الله وحده.)



واذا نسيناه سبحانه ، فلادعاء ولا مناجاة ولا ذكر ولا ايمان فما سيكون مصيرنا



﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾

( سورة الأنعام الآية: 44 )


ابواب الاهوال والألام والمرض والاذى ، ابواب الفقر والعازة ، ابواب الخطايا التي نغرق في بحورها فلا منجي منها الا ذكر الله سبحانه والالتزام بتعاليمه .
ان الله تعالى يفتح خزائن كرمه لعباده الطائعين المحبين وأبواب البلاء والهلاك على الكافرين ، هو الذي يفتح كل الابواب من مشكلات ومرض وفقر وعازة ودين وضيق شديد ومصائب كأمتحان لعبده ، فأذا بها تفرج وتزول بما يلهج به لسان ذاك العبد .
( ضاقت فلما استحكمت حلقاته افرجت وكان يظن أنها لا تفرجُ)


فاتصالنا وايماننا بهذه الصفة تأتي من ثقتنا بقدرته عز وجل فلابد ان يكون الاتصال وثيقاً بيقين ان الله كتب لنا وقَدَر فعلينا ان نقبل بما كُتِب لنا وقُدِر .



فالحمدلله ولاحول ولاقوة الا بالله