تكيس المبايض

تكيس المبايض

تكيس المبايض مرض شائع ومنتشر بين النساء ونسبته في ازدياد، هذا ما ذكرته لنا د.ست البنات خالد/ استشارية أمراض النساء والتوليد. فما هو هذا المرض، وما هي أعراضه ومضاعفاته وأسبابه، وهل له علاج؟

نريد أن نعرف بداية ماذا نعني بمتلازمة تكيس المبايض؟

- هي عدد من الأعراض التى تنتج عن الاضطرابات الهرمونية التي تصيب المبايض في الإناث وتؤدى إلى عدة أعراض في جسم المرأة، لذا جاء اسم متلازمة تكيس المبايض. ولكن لا بد لنا فى البداية من معرفة بعض الحقائق عن المبيض لنفهم عن مرض تكيس المبايض. لكل امرأة مبيضان على جانبى الرحم فى الحوض فى نهاية طرفي أنابيب فالوب. وأهم وظائف المبايض:


إنتاج البويضات شهرياً، وهى نطف المرأة التى تحتوى على كروموسومات أنثوية فقط(xx).


إفراز الهرمونات الأنثوية(الإستروجين) بنسبة عالية، وهرمونات الذكورة(التستوستيرون) بنسبة قليلة، وهرمون البروجستيرون بعد عملية التبييض.


تنمو البويضات في مراحل مختلفة أثناء الدورة الشهرية، وتكون دائماً على حواف المبيض، وتبتدئ البويضة الأولية في النمو داخل كيس جراف وهى محاطة بكمية من السوائل صفراء اللون وخلايا ملازمة لها تفرز الهرمونات، إلى أن تصل إلى مرحلة النضوج وتنتهي بانفجار كيس جراف، وتلتقطها الأنابيب لتبدأ رحلة أخرى داخل الرحم. يكون كيس البويضة الناضجة محاطاً بعدد من أكياس جراف الأصغر، ولا تصل هذه إلى طور النضوج والانفجار، ويتكون الجسم الأصفر من الخلايا المحيطة بكيس جراف بعد انفجار البويضة الناضجة، ويفرز هرمون البروجستيرون، وغالباً ما تمتص باقي هذه الأكياس مرة أخرى في المبيض أو تبقى أيضاً في شكل تكيسات. لذا نجد أن المبيض بطبيعة حاله يتكون من عدد من الأكياس بمختلف الأحجام، ولكن يأتي الخلل عندما تتراكم هذه الأكياس ولا تنفجر، ويحدث نوع من عدم التبييض وتراكم عدد من الهرمونات في الجسم مما يؤدى إلى حدوث متلازمة تكيس المبايض.


وما أعراض تكيس المبايض؟


- عدم انتظام الدورة الشهرية وقلة مجيئها وقلة كمية الدم، وانتشار حب الشباب، والسمنة الزائدة وخصوصاً فى الجزء الجذعى من الجسم أى البطن والظهر والجزء الأعلى من الذراعين بنسبة أكثر من 30% من الوزن الأساسي، وازدياد في دهنية البشرة، وزيادة ملحوظة في نمو الشعر فى الجسم وخصوصاً منطقة الذقن والشارب والسوالف على جانبى الوجه، كما يوجد شعر زائد في أسفل البطن وحول حلمة الثدي، كما يأخذ شعر الرأس الصلع الرجالي الطبع، والعقر وقلة الإنجاب، وتغيير في لون البشرة، وارتفاع في نسبة الكلسترول فى الدم، وارتفاع في ضغط الدم. وقد تتفاوت نسبة حدوث هذه الأعراض من مريضة إلى أخرى، ولكن العامل المشترك الثابت هو قلة أو عدم التبييض.

ما أسباب المرض؟

- لا يعرف بالتحديد أسباب هذا المرض، ولكن قد يتواجد في الأسرة الواحدة عند عدد من الإناث، ولكن لم يثبت تحديده إذا كان مرضاً جينياً أو وراثياً أم لا. فالمبايض عند هؤلاء النساء تحتوى على عدد من البويضات الصغيرة المتكيسة، وقد يكون نفس العدد موجوداً عند النساء الطبيعيات، لذا فوجود التكيسات فقط ليس دليلاً قاطعاً على وجود المرض. يوجد خلل في هذا المرض فى نسبة تركيز السكر في الدم وارتفاعها، مما يؤدى إلى زيادة ملحوظة فى نسبة هرمون الأنسولين، وينعكس هذا التأثير على المبايض، بحدوث اضطراب في استجابة المبايض للإشارات الهرمونية الصادرة من الدماغ والمسئولة عن تكون البويضات، مما يؤدي إلى توقف نمو البويضات مبكراً و بقاؤها في المبايض على شكل أكياس صغيرة متجاورة. وازدياد إفراز الهرمون الذكري من المبايض، وكذلك زيادة تحسس خلايا الجسم لهذا الهرمون الذي قد يؤدى إلى ظهور هذه الأعراض، والتي يمكن أن تحدث من الزيادة فى هرمون الذكورة.

هل للتكيس مضاعفات أو مخاطر؟

- تتعرض المريضة للسمنة الزائدة، وارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدى إلى أمراض في القلب، والسكري، وارتفاع في نسبة سرطان الرحم نسبة للزيادة في هرمون الإستروجين، وزيادة في نسبة الإجهاض تصل إلى 30% مقارنة مع 15-20% كمعدل طبيعي، والعقم وعدم الإنجاب.

هل التكيس منتشر بين النساء أم أنها حالات نادرة؟

هو من الأمراض النسائية الشائعة جداً، وتتفاوت نسبة الإصابة به من بلد إلى آخر، والمعدل العام لنسبة الإصابة يتراوح من 5-10%، وهناك تزايد لهذه النسبة بدون معرفة الأسباب.

وما هو العلاج المتاح للمرض؟

- يعتمد العلاج على مرحلة حياة المريضة والإعراض الموجودة. فبالنسبة لصغار السن قد لا يحتاجون سوى مراقبة زيادة الوزن والحمية الغذائية وممارسة الرياضة بشكل منتظم. وتعتبر حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون أنسب لإنزال دورة شهرية على الأقل أربعة مرات في السنة لمواجهة خطورة سرطان الرحم. ولمعالجة حب الشباب وزيادة نمو الشعر فهناك بعض العقاقير التي يمكن استعمالها. أما بالنسبة للنساء اللاتى يرغبن فى الحمل فهناك أدوية محفزة للإخصاب والتي يجب أن تؤخذ تحت رعاية صحية متكاملة ودقيقة، مع مراعاة نقصان الوزن مع أخصائي التغذية، وبعض العقاقير المناسبة، حيث يساعد نقصان الوزن على ازدياد نسبة الحمل. وهناك بعض الطرق الجراحية الحديثة التي تنفذ بالمنظار البطني فى بعض الحالات التى تقاوم المنشطات العادية مثل تثقيب المبايض، حيث تؤخذ أجزاء صغيرة من أنسجة المبيض لخفض كمية الهرمونات الزائدة في الجسم، ونسبة نجاحها تصل إلى 50-70% إذا تم عملها بدقة على يد أخصائي مقتدر.