المتملق الذليل‏ ...

لا خيـر في ود امريء متملق ... حلو اللســـان وقلبه يتلهب
يلقــاك يحلف أنه بك واثق ... وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب



التملق صفه مذمومه ....تأباها النفوس السليمه ...وتمقطها الطباع الكريمه ...صاحبها مذموم ... ممقوت من قبل نفسه ...ومن قبل من تملق له ..ومن قبل من تملق أمامه ....وهو مسكين يحسب انه يحسن صنعا ...وهو لا يعلم أنه فقد من الاحباب أكتر من ما جمع ...
ان المتملق عباره عن بوق من ابواق النفاق ..لا يثق به من تملق لأجله .. ولا يرتاح لرأيه ..ولا مشورته ..لانه يعلم بأن هذا المتملق لا يبحث عن الحق والمصلحه ..بل يبحث عن رضا ...وهوى هذا الشخص أو زاك ..بل لو نصارح انفسنا .... لقلنا أن المتملق خائن للصديق ..لانه لم يصدقه النصيحه ...ولم يكاشفه بالحق ...فالحق ربما كان فيه مراره تحتاج لصراحه ..وتحتاج الى رجوله ...وجراة وصدق مع الله ثم مع اى انسان ..
فاذا طبل هذا المتملق مع الانسان ..وصفق له هذا الانسان انه بلغ الغايه فى التمام ..
وتوهم انه على هدى فى حياته ..فاذا انكشفت الحقائق ..وتجلت الشدائد ..كشر هذا المتملق انيابه ..واخذ يزم ويقدح بمن غرر ...
لذى يقول الفاروق عمر رضى الله عنه (الحق لم يترك لى صديقا )
والوقاحه المتناهيه التى تمجها المسامع اذا كان المتملق يك** ..ويتصنع
وهو يعلم ان الممدوح يعلم انه ك** ..ويعرف السامع انه ك** ...
ان المتملق احد بل اخطر انواع النفاق ...والعياذ بالله والنفاق له عدة اشكال واوجه ..فمنه الك** ..والجحود..ونكران الجميل ..وغيره ...
والمتملق هو الشخص الذى يرتدى زى الصدق على جسد لا يحتوى الا النفاق ..وليس له هوايه او مهنه سوى نفخ السموم بين الناس ..وتفريق الاخ عن اخيه .والصديق عن صديقه ...والحبيب عن حبيبه ...وخطورة المتملق تتمحور فى محاولاته العديده وعدم ياسه وتكرار محاولاته ... بالاضافه انه قد يجبرك احيانا وبصوره غير مباشره على مجاراته ..
فقد تكون حقيقة غير واضحه للعيان فى اغلب الاحيان ..كما ان المتملق يملك قوه عجيبه على التاثير على ضحيته ...من خلال الولوج لزاكرته ..ومحو كل جميل منها ...واحياء الاحزان والمواجع ..ويحاول جاهدا ان يظهر امام ضحيته ...بصورة الورع الطيب .الذى يضع الحلول لاى مشاكل ..يعانى منها الضحيه ..وقد يكون هدفه من ذلك ....اما السيطره على مسار حياة الضحيه او اى هدف اخر ..لا يمكن الا ان يكون خبيثا .الا ان رحلة المتملق عادة تكون اقصر من رحلة احلامه ...وهذا فضل من الله تعالى ونعمة على عباده ... فالمتملق عادة ما تحرقه نار تملقه ...وسرعان ما تظهر اطماعه ....
فاحزرو اخوتى اخواتى ..من كل متملق ومنافق ... وخير واق منه ان نكون جميعا صادقين فى الخفاء والعلن ..وان نخلص مع الاخ والصديق ...ورفيق الدرب ...وان لا نوفر الارضيه الطيبه الخصبه لاطماع اى متملق ..اى العلاقات الروحيه المبنيه على المصلحه الوقتيه ....كذلك ان لا نقتل بايدينا الموده الصادقه ...والاخوه الصافيه ... فنكون عندئذ قد افرغنا كل متملق من محتواه السئى ... ووضعنا حدا لاحلامه السوداء القاتمه ..
عفوا على الاطاله